قال الوزير الصهيوني أيوب قرا إن "رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبنيا اقتراحا من عبد الفتاح السيسي بضم سيناء لغزة"، وذلك على هامش الزيارة والاستقبال الذي وصفه مراقبون بالحميمي بين نتنياهو وترامب، يؤكد برأيهم حجم الانحياز الأمريكي المستمر للدولة العبرية. فضلاً عن كشف مساعي قائد الانقلاب العسكرى فى مصر عبد الفتاح السيسي إلى تحويل تمرد محلي في سيناء إلى صراع ذي طابع دولي"، بحسب الصحفي البريطاني ديفيد هيرست ملمحا إلى تصريحات الوزير الصهيوني.
ولأن المخطط قديم، كشف عنه في سبتمبر 2014، صحيفة جوريزلام بوست والتي كتبت أن السيسي عرض على محمود عباس تخلي "مصر" عن 1600 كم من "شمال سيناء" لإقامة الدولة الفلسطينية المنتظرة بشرط التخلي عن المطالب الفلسطينية المعهودة مثل اراضي 67 و عودة اللاجئين، وغيرها بشرط تسكين الفلسطينيين في شمال سيناء!
وتوقع الرئيس ترامب أن يتم دعوة الدول العربية للمساهمة في المفاوضات لجعلها "أسهل" للوصول إلى اتفاق سلام، حيث قال: "أعتقد أننا سنحصل على لاعبين كبارا، مما سيسهل على الفلسطينيين وغيرهم"!.
انحياز مطلق
وعلاوة على الإنحياز الأمريكي المطلق للكيان الصهيوني، فإن ما شهده استقبال نتنياهو بالبيت الأبيض عبر عن تخل أمريكي صريح عن أي شكل من أشكال الضغط على الاحتلال الإسرائيلي، وترك شؤون القضية الفلسطينية مستقبلا للطرف الأقوى لفرض أجندته ورؤيته للحل، إلى جانب تخلي واشنطن الرسمي عن خيار حل الدولتين.
وذلك بعدما طالب "ترامب الفلسطينيين في المؤتمر الصحفي بالتخلص مما سماه "الكراهية التي يتعلمونها منذ السن المبكرة"، بحسب (أ ف ب).
ذر الرماد
ونبهت تقارير صحفية إلى أن مطالبة ترامب - خلال مؤتمره الصحفي مع نتنياهو – الكيان الصهيوني بوقف مؤقت لعمليات البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، كانت خجولة، في الوقت الذي حيا فيه نتنياهو ترامب على مواقفه تجاه الكيان الصهيوني واليهود. ووعد ترامب أن الولاياتالمتحدة ستشجع عملية السلام، وستعمل بجد على تحقيق ذلك بتصميم، وطالب الطرفان بالمفاوضات المباشرة للتوصل لاتفاق بينهما، موضحا أن الوصول للاتفاق فإن إسرائيل ستظهر مرونة، وطالبهم بإظهار أنهم يسعون لعمل اتفاق مع الفلسطينيين. ما يريده الكيان!
وحول إذا ما كان ترامب يفضل خيار حل الدولتين، قال إنه سيوافق على أي حل سواء أكان دولة واحدة أو دولتين إذا ما وافق عليه الطرفان.
وأشارت التقارير إلى أنه للمرة الأولى، كسرت الإدارة الأمريكية سياساتها السابقة بعدم الحديث عن حل الدولتين، حيث قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية اليوم الأربعاء وفقا لقناة "سي إن إن" إن إنه "ليس لنا أن نفرض تلك الرؤية".
ترامب الصهيوني
وأجاب ترامب على سؤال لأحد الصحفيين حول كيفية رد ترامب ضد من يعادي السامية في أمريكا، حيث قال :"سترى خلال السنوات الثلاث أو الأربع أو الثمانية أشياء كثيرة مختلفة"، كما ذكر ترامب أن أحد أفراد عائلته هو يهودي. وردد ترامب – مرتين- على أن أشياء كثيرة جيدة "سترون الكثير من الحب، سترون الكثير من الحب".
ووعد ترامب أمام نتنياهو ببذل الوسع لوقف التمييز العنصري، حيث وصف فوزه بالانتخابات الامريكية كون أمريكا كانت أمة منقسمة على نفسها، وبأنه يأمل أن يقوم بعمل شيء ما في هذا الصدد.
وتعرض ترامب للاتفاق النووي الإيراني مع الدول الست الكبرى، وقال: "سأقوم بمنع إيران من تطوير السلاح النووي"، مطالبا بالتمعن في العقوبات التي فرضها عليها –كرئيس لأمريكا- بسبب التجربة الصاروخية الباليستية الأخيرة.
وجه سافر
وفي إطار اللعب على المكشوف، وجه نتنياهو التحية لترامب على تصريحه المرفوض من المسلمين عندما ربط بين التطرف والإسلام، وقال: "تحت إدارتك، أعتقد أنه يمكن لنا أن نواجه تحدي التطرف الإسلامي". مضيفا، "يمكننا أن نجابه التطرف الإسلامي، وأعتقد أنها فرصة تاريخية لأنه للمرة الأولى في حياتي وحياة دولتي، فإن الدول العربية لا ترى إسرائيل كدولة عدو".
كما أثنى نتنياهو على ترامب قائلا: "لا يوجد دعم أقوى لليهود و"للدولة اليهودية" من الرئيس ترامب، وبأن على اليهود "أن يستريحوا". معتبرا أن "هذه التغيرات التي حصلت في المنطقة تقوي فرص الأمن والسلام".