في الوقت الذي تصدر ايران فوائضها من القمح من أجل استيراد قمح عالي الجودة لتطوير منظومة الخبز والطحين لديها، تتراجع مصر عن مسئولينها في حماية شعبها، بعد خضوعها المهين أمام روسيا لاستيراد قمح مصب بالارجوت، مؤخرا. أمس، كشفت وكالة بلوميرج عن قيام رئيس حكومة الانقلاب شريف إسماعيل باستبعاد موظفي الحجر الصحي والزراعي من لجنة تقييم استيراد القمح. فيما كشف مصدر مسئول بوزارة التموين والتجارة الداخلية، اليوم الثلاثاء، عن أن مفاوضات اختيار الشركة المنوط بها فحص القمح المستورد من بلد المنشأ قاربت على الانتهاء خلال أسبوعين على الأرجح لعرضها على مجلس الوزراء واعتمادها فى فحص القمح، خاصة بعد انتهاء أزمة فطر الأرجوت واستيراد مصر للقمح فى مناقصات أسبوعية من مختلف المناشئ، ولكن بنسبة لا تتعدى ال0.05%. وهللت وسائل إعلام الانقلاب للقرار، الذي يهدد صحة ملايين المصريين، وكأنه نصر، حيث نقلت "اليوم السابع"، عن مسئولين حكوميين بحكومة الانقلاب، أن لجنة فحص القمح المستورد خلال الفترة الحالية، أصبحت برئاسة الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات وعضوية كل من وزارتى الزراعة والتموين، مشيرا إلى أن اختيار شركة فحص القمح من الخارج سينتهى قريبا بعد مفاوضات الهيئة مع 6 شركات عالمية فى فحص القمح والمتقدمة بعروضها إلى مصر.. دون الإشارة إلى استبعاد مسئولي الحجر الصحي.. ما يمهد للسماح بدخول قمح الأرجوت القاتل والذي يدمر الزراعة المصرية. ومن الجدير بالذكر، أن الشركات ال6 التى قامت بتسجيل أسمائها حتى الآن، للمشاركة فى منظومة فحص القمح من بلد المنشأ هى "الشركة السويسرية SGS، وشركة كوتكنا، وشركة انترتيك، وشركة بيرو فيريتاس، إضافة إلى شركة تيو فى، وشركة توم آند بصل، وهو ما يمثل خطورة بسبب المصالح الغربية التي ستراعى على حساب صحة المصريين. سكين مافيا القمح "المسرطن" قرار إسماعيل باستبعاد مسئولي الحجر الصحي، يأتي ضمن سلسلة من الخيانات للشعب، فبعد تشدق نظام السيسي بعدم استيراد أي قمح به الأرجوت، لم يصمد أمام الضغط الروسي بعدما هددت بوقف استيراد المحاصيل الزرعية المصرية، وقام بالإفراج عن القمح الروسي والفرنسي ليدخل أمعاء المصريين الأرجوت. الانتقام من مسئول الحجر الزراعي وفي مارس الماضي، قامت وزارة الزراعة بالإطاحة بموسى رئيس هيئة الحجر الزراعى من منصبه، بعد اكتشافه إصابة القمح المستورد بالأرجوت، وجاءت الإقالة خلال جولته على أحد الصوامع، في امتهان لمن ينحاز لصحة المصريين. رفض شحنة القمح المسرطن فحينما رفض الدكتور سعد موسي، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي السابق، قبول أى شحنة للقمح المستورد تحتوي على نسبة من طفيل الأرجوت حفاظًا على صحة المواطنين، قائلًا: إن إدارة الحجر الزراعى فى مصر لن تسمح بدخول أى شحنات قمح مستورد فيها أى نسبة من فطر "الإرجوت" حتى لو كانت 0.05%. وعلل موسى، أن وصول أى مستوى من الإصابة للمزارع المصرية ستترتب عليه أضرار بالغة، مضيفا، "تشريعاتنا تقول لا بد أن تكون الشحنة خالية من الإرجوت، لأننا نحافظ على الثروة الزراعية، وذلك ليس مستحيلا نظرا لأننا تلقينا شحنات كثيرة خالية من الإرجوت". أزمة بين التموين والزراعة وتسبب هذا التصريح في أزمة بين وزارة التموين –التي تعتمد سياسة الأرخص- من جهة ووزارة الزارعة من جهة أخرى، خاصة بعدما أكدت هيئة السلع التموينية، أن مصر ستسمح بدخول شحنات القمح المستورد التي لا تزيد فيها نسبة طفيل الإرجوت على 0.05%، حسب ما قال المتحدث باسم الوزارة، نصا: "تقرر الإبقاء على النسبة دون تغيير بعد مشاورات مع وزارة الزراعة". وجاء قرار إقالة موسى خلال وجوده بمهمة خارجية في نيوزلندا وهولندا لفتح أسواق جديدة للمحاصيل الزراعية المصرية. وقد عللت وزارة الزراعة الإطاحة برئيس الحجر الزراعي، بكونه جاء فى إطار خطة لإعادة هيكلة القطاع، وهذا ما تنافى مع تقارير وزارة الزراعة، عن نجاح الرئيس السابق للحجر الزراعي سعد موسي في فتح أسواق بالسودان، أمام الموالح وتقاوى الفول البلدى، وتصدير شتلات المانجو، إضافة إلى فتح أسواق مع الصين واليابان أمام الموالح والمنتجات الزراعية المصرية، كما تم اعتماد شهادة إلكترونية مع الأردن ولبنان وإيطاليا، لتحويل شهادات تصدير المحاصيل الزراعية من ورقية إلى إلكترونية، كما نجحت في القضاء على الأطوار غير الكاملة لحشرة ذبابة الفاكهة. وقالت مصادر حكومية رفيعة المستوى، إن مافيا الاستيراد ووزارة التموين مارستا ضغوطًا على وزارة الزراعة للتراجع عن قرار حظر دخول أى أقماح بها نسب إصابة بفطر الأرجوت المسرطن، وهو ما أسفر عن قيام الدكتور عصام فايد وزير الزراعة بإصدار القرار الوزارى رقم 306 بإنهاء عمل الدكتور سعد موسى رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعى، وتكليف الدكتور إبراهيم إمبابى بإدارة الحجر الزراعى بدلاً منه. رفض دخول 64 ألف طن قمح وأوضحت المصادر، أن قرارات موسى برفض دخول أكثر من 64 ألف طن قمح مصابة بالفطر، من بينها 500 طن تابعة لهيئة السلع التموينية التابعة لوزارة التموين تسببت فى حرج لوزارة التموين، خاصة أنها تسير بسياسة "اشترِ الأرخص"، مؤيدًا نظرية اللجوء للاستيراد لتلبية احتياجات إنتاج الخبز المدعم، خاصة أن التوسع فى الاستيراد يخدم رجال الأعمال على حساب القمح المحلى. مصائب صحية وكوارث بدولاب السيسي وكان رئيس الحجر الزراعى الأسبق الدكتور علي سليمان، قد فجر مفاجأة، وكشف ضغوط المستوردين علي الحكومة، بعد رفض الحجر الزراعي لشحنات القمح المصابة ب "الإرجوت"، قائلاً: عندما كنت رئيسا للإدارة المركزية للحجر الزراعي فى الفترة ما بين 2007 وحتى 2012، لم يسمح بدخول أي شحنة تحتوي علي نسبة من الإرجوت، وكانت كل الشحنات خالية تماما من الإرجوت بنسبة 0%، مؤكدًا أن فطر الإرجوت مرض يصيب القمح ويسبب في تدهور المحصول ونقصة بشدة، وله تأثير علي صحة الإنسان. خطورة فطر الإرجوت والإرجوت فطر شائع فى الحبوب وخاصة القمح- عبارة عن أجسام حجرية تكون علي حبوب القمح، وشكلها يشبه "الطينة الزراعية"، ويوجد هذا الفطر في أوروبا، ويصيب بشدة محصول نجيلى يشبه "الشعير"، وينتقل إلي بعض النباتات ولكن بشكل أقل. ويقول الدكتور خيرى عبد المقصود، أستاذ أمراض النبات بكلية الزراعة جامعة القاهرة،في تصريحات صحفية، إن فطر "الإرجوت"، يمثل خطورة كبيرة نظرا لقدرته على إصابة الإنسان والماشية معا، حال تناولهما حبوبا مصابة بالفطر، أو بعد طحنها إلى دقيق وإنتاج الخبز منها، فهو يسبب صداع للإنسان، وإجهاض للمرأة، وفي حالة تناوله بشكل مستمر يؤثر علي الكبد، ومن الممكن أن يصيب الإنسان بالسرطان علي المدى البعيد، إذا استخدم بشكل مستمر، كما يصيب الماشية بالإجهاض، ومن الممكن أن يصيبها بالسرطان أيضا. ويحذر خبراء التغذية أيضًا، من تناول خبزا أو عشبا مصابا بهذا الطفيل، لأنه يسبب مرضا للإنسان والماشية علي شكل غرغرينا وتشنجات، وقد تراجع هذا المرض الآن، نتيجة استخدام الأساليب العلمية المتطورة في انتقاء الحبوب. ويأتي قرار اسماعيل بالأمس، ليفتح مصر على مصراعيها أمام القمح المصاب بالارجوت، وتقاوي البطاطس المستوردة من الخارج، رغم رفض وزارة الزراعة، شحنات تقاوي بطاطس، قادمة من بعض دول العالم لعدم مطابقتها للقرار الوزارى الخاص باستيراد تقاوى البطاطس رقم 1485 لسنة 2015، وكذلك تشريعات الحجر الزراعى.
