أشاد عدد كبير من الخبراء والسياسيين في مصر بتحركات الرئيس محمد مرسي الخارجية، واصفين تلك التحركات بالجريئة، من أجل بناء سياسة خارجية جديدة لمصر بعد ثورة 25 يناير، تقوم على الندية والمصالح المشتركة والتخلي عن التبعية، ووضع مصر في مكانتها الرائدة. فقد أكد حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعه القاهرة، أن مصر الآن تبدأ في صياغة سياساتها الخارجية مرة أخرى بعد الثورة، بما فيها سياستها مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضاف نافعة، خلال مداخلة ببرنامج "بهدوء" على فضائية السي بي سي، أنه لن تستطيع مصر أن ترسم سياسة خارجية صحيحة وحقيقة إلا إذا كان لديها تصور عن المصالح الوطنية وكيفية الدفاع عنها ومصادر التهديد للأمن الوطني، مؤكدا أن من هذا المنطلق تكون بداية ناجحة لسياسية خارجية متميزة بعيدة عن التبعية. فيما أكد معتز بالله عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن اختيار الرئيس محمد مرسي لزيارة الصين وإيران كأول زياراته الخارجية أعطت انطباعا سلبيا نسبيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي كانت تتوقع تواصل ومشاورات أكثر مع مصر الجديدة بعد الثورة. وأشاد عبد الفتاح بزيارة الرئيس محمد مرسي لإيران، مؤكدا أن تلك الزيارة نجحت في كسر العزلة عن إيران بدون أي خسائر مع الجانب الأمريكي أو الأوروبي. وأضاف، أن إيران أصبحت الآن تصنف على أساس دولة منافسة وليست عدوا، موضحا أن ذلك الأمر جعل الجانب الأمريكي ينظر إلى مصر على أنها خرجت من عباءة التبعية لها. من جانبه، أوضح سامح سيف الليزل، مدير مركز الجمهورية للدراسات الإستراتيجية، أن مصر أمام فرصة ذهبية الآن من أجل الدخول في مفاوضات لإعادة الملحق الأمني لاتفاقية السلام مع إسرئيل، والعمل على وضع أرقام جديدة للقوات المسلحة في سيناء، ودخول أسلحة من القوات المسلحة هناك. وأضاف اليزل، أن إسرائيل لا تريد أن يتم تعديل أي بند في الاتفاقية، مؤكدا أن الرئيس محمد مرسي لن يلتقي مع أي مسئول إسرائيلي، سواء في الوقت الراهن أو فيما بعد. وأشار اليزل إلى أن الرئيس مرسي لن يجلس مع الجانب الإسرائيلي إلا في حالة واحدة، وهي تغير السياسية الإسرائيلية بالكامل تجاه القضية الفلسطينية. كما أشاد محمد العرابي، وزير الخارجية السابق، بزيارة الرئيس محمد مرسي إلى أمريكا في ذلك التوقيت بعد زيارة الصين وإيران، واصفا الزيارة بالتخطيط الجيد للتأكيد على انتهاء عصر التبعية في مصر بعد الثورة، مؤكدا أن الزيارة ليست بها أي انتقاص لمصر. وأضاف العرابي، أن العلاقات المصرية الأمريكية ثابته، مشيرا إلى تفهم الولاياتالمتحدةالأمريكية بأن مصر بعد الثورة أصبحت أكثر حرية ولا يوجد أي نوع من أنواع التبعية. وعن اتفاقية السلام، أكد أن الجانب الإسرائيلي لن يطرح الاتفاقية للنقاش لأنه يعتقد أنه حصل على وضع إستراتيجي جيد نتيجة الملحق الأمني بالاتفاقية، كما أشاد بقرارات النظام المصري الجديد والذي دفع ولأول مرة بقوات ميكانيكية ومسلحة في سيناء بعد حادث رفح، واصفا تلك الخطوة بالجريئة. وأوضح أنه كان يوجد حالة قلق من زيارة الرئيس لإيران، ولكنه تم إدارة الزيارة بأسلوب جيد للغاية، وفي النهاية كانت الخسائر في مصر بالنسبة لنظرة الغرب لعلاقتها مع إيران قليله جدا، وكان لا بد من زيارة الرئيس لمؤتمر دول عدم الانحياز، لأن مصر دولة عريقة وكبيرة، ويجب أن تستعيد دورها مرة أخرى. كما شدد على أن الرئيس محمد مرسي لن يلتقي بأي مسئول إسرائيلي على الإطلاق، لأن الرئيس وخلفيته السياسية تؤكد استحالة اللقاء. وفى ذات السياق، قالتمنى مكرم عبيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعه الأمريكية: إنه يجب أن تدرك الولاياتالمتحدةالأمريكية أن مصر في حاجة إليها، وأنها في حاجة إلى مصر أيضا، وعلى هذا الأساس يتم بناء علاقات على أساس مصالح مشتركة واحترام متبادل، كما أضافت أن مصر تعمل الآن على تقديم منظومة من القيم الإنسانية والديمقراطية الحقيقية.