في تعليق له على زيارة الرئيس محمد مرسي إلى إيران، أكد الأستاذ صلاح بديوي، رئيس تحرير شبكة الإعلام العربية - « محيط»، على تأييده الكامل لتلك الخطوة المعززة لدور مصر الإقليمي في المنطقة، وأن ثورة مصر خلعت عباءة التبعية وجردت الذات المصرية من كل ما يشوبها من عوار، وعلى أمريكا أن تعي أن مصر بها ثورة لا تقبل فرضيات ولا حتى إشارات من أحد. كما قال «بديوي»، إن كل من مصر وإيران دفعا ثمن قطع العلاقات لسنين طويلة وأن معاهدة «كامب ديفيد» كانت تهدف إلى إبعاد مصر عن القوى الإقليمية والإستراتيجية، التي لو كان بينها وبين مصر أي شكل من أشكال التلاقي في العلاقات لكان لمصر شأن وثقل مختلف عما كانت عليه، وأشاد بطرح الدكتور مرسي لحل الأزمة السورية من خلال تعاون مصري إيراني سعودي تركي.
مشيرا إلى أن سبب من أسباب قيام الثورة هو عدم رضا الشعب عن العلاقات المصرية مع القوى الأخرى، وشدد على أن معاهدة «كامب ديفيد» يجب أن يتم إعادة النظر في بنودها مرة أخرى خاصة أنها خلقت شكل من الشراكة الإستراتيجية مع أمريكا وإسرائيل، ويجب تغيير هذه الاتفاقية لفرض السيادة على كافة الأراضي المصرية، مستشهدا بما ورد اليوم من أن طائرة إسرائيلية حلقت فوق الأراضي المصرية في سيناء وقتلت مواطنا مصريا هناك، على الرغم من نفي الجانبين المصري والإسرائيلي إلا أن المواطنين في سيناء يؤكدون تلك الواقعة، إضافة إلى ما يتردد بأن من ارتكب مذبحة رفح ضد الجنود المصريين: هي إحدى القبائل المستعربة التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي.
وانتقد «بديوي» الهجوم الدائم على حماس من قبل بعض الجهات، مؤكدا أن في مصر الآن نظام عادل وتعددي سوف يسهم في تحقيق طموحات وآمال الشعب المصري، مؤكدا أن الأقلية القلقة من حكم الرئيس محمد مرسي، وسياساته، من حقها أن تقلق دون أن تحاول فرض رأيها بالإرهاب الفكري.
وقال إنه يجب على أمريكا أن تعي أن مصر قامت بها ثورة، وأن هذه الثورة سوف تجعل الدولة المصرية تتعامل بندية مع أي جهة أو قوة إقليمية والثورة الشعبية لن تسمح بأن تتحكم الضغوط الأمريكية في العلاقات المصرية، وهذا ما انعكس على زيارة الرئيس لإيران، مشيرا إلى أن عودة العلاقات الرسمية مع إيران لن تأتي إلا بعد تسوية الأزمة السورية في ظل دعم إيران للنظام السوري، وأشار إلى أن إيران تسعى إلى إنهاء الهيمنة الأمريكية على حركة عدم الانحياز، مؤكدا أنه لا يمكن أن يكون لنا علاقات سياسية وعسكرية وتجارية مع إسرائيل في وقت نقطع فيه العلاقات مع إيران وخاصة أن العلاقات مع إيران سوف تعود على الجانبين بكثير من المكاسب.
وأكد رئيس تحرير «محيط» أن الغرب يعمل في حربه ضد العرب على تفتيت الجبهة الداخلية بنشر المخاوف مما يطلق عليه بالمد الشيعي على الرغم من أننا يجب أن نكون في جبهة واحدة بحكم التقارب الثقافي والديني، موضحاًً أن قمة عدم الانحياز التي ستعقد في إيران متوقع أن تخرج بمشروع يحقن دماء الشعب السوري، ومضيفاً إن شكل العلاقات بين الجانبين المصري والإيراني هو ما سيتوقف عليه مدى نجاح الشكل الايجابي للتعاون بين العرب وإيران، كما أكد على تخوفه من أن عدم عودة العلاقات المصرية الإيرانية بشكل كامل خلال هذه الفترة مما سيشير برضوخ مصر للضغوط الخارجية الأمريكية.
ومن جانبه أشار الدكتور سعيد اللاوندي، أن إقدام الرئيس محمد مرسي على زيارة إيران هي خطوة مهمة في إطار عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين، مشيرا إلى أن النظام السابق قطع علاقاته مع إيران على الرغم مما تمثله كقوة إقليمية ودولية لإرضاء أمريكا وإسرائيل، مؤكدا أن خطوات الرئيس محمد مرسي، في تغيير شكل العلاقات مع إيران وفلسطين تعتبر مصدر قلق لإسرائيل.
وأضاف أن إسرائيل والقوى الغربية تحاول ترويج إشاعات عن قضايا مثل محاولات إيران لنشر التشيع والفكر الشيعي في منطقة الشرق الأوسط لمنع وجود علاقات سياسية وإستراتيجية قوية بين الدول العربية وإيران، ووصف ما يتردد بشأن سعي الدول العربية لعرقلة العلاقات المصرية الإيرانية بأنه أكاذيب، مشيرا إلى توقعه أن تكون نتائج الزيارة المصرية لإيران ايجابية للغاية. مواد متعلقة: 1. محامي الإخوان: وقوفنا إلى جوار إيران «المعادية لإسرائيل» لن يؤثر على علاقتنا بدول الخليج 2. نبيل زكي ل«محيط»: النظام السابق قطع علاقتنا بإيران إرضاءً لإسرائيل 3. الخارجية الإيرانية: مرسي سيلتقي كبار المسئولين الإيرانيين بطهران