قال موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي: إن قرار شركة "أرامكو" الحكومية السعودية التوقف عن إمداد مصر بالمواد البترولية هو تحذير شديد اللهجة بأن صبر السعودية على مصر أوشك على النفاد، ويبدو أن رسالة الرياض قد وصلت بالفعل وفهمتها القاهرة". يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه موقع إيراني أن سلطات الانقلاب حرضت إيران على مواجهة السعودية والكويت، نظرًا للخلاف بين البلدين، وارتماء سلطات الانقلاب في حضن المد الفارسي نكاية في السعودية.
وأشار "بيزنس إنسايدر" في تقريره الشهري لأكتوبر، إلى أن مصر ستتضرر بشدة من التوتر مع السعودية التي تعتبر أكبر داعميها، زاعمًا أن القاهرة ستكون في حاجة ماسة إلى كفيل جديد في حال لم تسارع إلى احتواء الأزمة مع المملكة.
فيما كشف إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي "جالي تساهال" أن قرار شركة "أرامكو" الحكومية السعودية التوقف عن إمداد مصر بالمواد البترولية جاء في أعقاب ما سمتها سلسلة من الخطوات التي اتخذتها القاهرة، والتي أغضبت السعودية بشدة، وعلى رأسها تصويت مصر لصالح مشروع قرار روسي في مجلس الأمن الدولي حول سوريا، يقضي بضمان مكان لنظام بشار الأسد في رسم مستقبل سوريا.
وأكدت "جالي تساهال": "قرار محكمة مصرية حول وقف قرار نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير بالبحر الأحمر للسعودية كان سببًا آخر لتوتر العلاقات بين القاهرةوالرياض".
وكانت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية قالت أيضًا: إن قرار شركة "أرامكو" الحكومية السعودية التوقف عن إمداد مصر بالمواد البترولية أظهر أخيرًا التوتر المكتوم بين البلدين حول سوريا إلى العلن.
وتابعت: "الخلاف بين البلدين تطور هذه المرة إلى تلاسن إعلامي حاد متبادل بين البلدين لدرجة أن أحد مقدمي البرامج على فضائية مصرية، اقترح عدم ذهاب المصريين لرحلات العمرة، لحرمان السعودية من مصدر دخل".
وأشارت الصحيفة إلى شيء جديد صادم؛ مفاده أن هذا الخلاف ليس في مصلحة مصر في هذا التوقيت، بالنظر إلى أنها تأمل موافقة صندوق النقد الدولي النهائية على إقراضها 12 مليار دولار، فيما وضع الصندوق شروطًا مسبقة يجب على مصر الوفاء بها تتضمن تخفيض قيمة الجنيه ودعم الطاقة، وتأمين قرض خارجي يتراوح بين 5-6 مليارات دولار لتمويل الإصلاحات المطلوبة منها.
وكانت السعودية وافقت على إمداد مصر بمنتجات بترولية مكررة بواقع 700 ألف طن شهريا لمدة خمس سنوات بموجب اتفاق بقيمة 23 مليار دولار بين "أرامكو" والهيئة المصرية العامة للبترول جرى توقيعه خلال زيارة رسمية قام بها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر هذا العام.
وبموجب الاتفاق تشتري مصر شهريا منذ مايو من "أرامكو" 400 ألف طن من زيت الغاز (السولار) و200 ألف طن من البنزين و100 ألف طن من زيت الوقود وذلك بخط ائتمان بفائدة 2% على أن يتم السداد على 15 عامًا.