رصدت منظمة العدل والتنمية الحقوقية ارتفاع نسبة العكارة بمياه نهر النيل نتيجة انخفاض منسوب المياه لمستوى قياسى مقارنة بالسنوات الماضية مما أدى إلى انقطاع مياه الشرب عن مراكز بقنا وسوهاج وبعض المحافظات. وحذرت المنظمة من أن الزيادة فى نسبة العكارة عن المعدل المسموح به يعنى زيادة نسبة البكتيريا، ومن ثم أمراض خطيرة تهدد صحة المصريين بسبب اختلاط المياه بالطين والعكارة، الأمر الذى سيؤثر على مختلف المحافظات المصرية كالقاهرة والجيزة والدلتا. وأكد المتحدث الرسمى للمنظمة زيدان القنائى، أن الشركة القابضة لمياه الشرب اكتفت بقطع المياه ببعض المحافظاتكسوهاج وقنا لمواجهة العكارة التى تحولت إلى ظاهرة بمياه نهر النيل من أسوان للقاهرة دون تدخل من وزارة البيئة أو الصحة، كما أن مياه الشرب بصدد إصدار بيانات طمانة للمواطنين بعكس الواقع كالعادة. وأرجعت المنظمة سبب انقطاع مياه الشرب في بعض المحافظاتكسوهاج وقنا لمواجهة العكارة التى تحولت إلى ظاهرة بمياه نهر النيل من أسوان للقاهرة. حوادث بالدلتا وفي حادثين منفصلين، أصيب سكان هربيط التابعة لمركز ديرب نجم بالشرقية في صيف 2015، بالتسمم بسبب تلوث محطات تكرير مياه الشرب بالعكارة، ووصول معدلات شفط المياه إلى الطين، وتكرر الأمر نفسه في 2 سبتمبر الجاري في قرية الزاومل بمكرز بلبيس بالمحافظة نفسها، وقال أهالي المصابين بالتسمم: إن "تلوث مياه الشرب هى السبب". وقال "وحيد محمود" محامي بالقرية إن الأهالى تقدموا منذ عدة أيام بشكوى إلى هيئة مياه الشرب، بسبب وجود نسبة عكارة شديدة بالمياه، ولم يتم الاستجابة لهم، معتبرا أن حالات التسمم بالقرية والعزب المجاورة لها سببها مياه الشرب. وفي سياق منفصل، ومن محافظة الغربية، كشف أهالي قرية صالحجر، عن أن ظاهرة نفوق الأسماك خاصة أسماك "السيلفر" التي تربى في الأقفاص السمكية في نهر النيل، يزيد وبكثافة وأرجع أطباء بيطرون من القرية والمنطقة بمركز بسيون إلى تلوث مياه النيل وارتفاع نسبة العكارة، مما أدى إلى نقص الأكسجين في الماء وارتفاع نسبة الأمونيا، المرتفعة بالأساس، نتيجة إلقاء مخلفات المصارف في مياه النيل. وتأكيدا على أن "العكارة: هي السبب كشف الأهالي عن أن سبب نفوق الأسماك هو أصحاب المزارع السمكية الذين أخفوا مزارعهم عن سطح المياه –على عمق في الطين- حتى لا يتم رؤيتها وإزالتها. تأكيدات "حكومية" وفي تصريحين متتاليين أكد د.خالد وصيف المُتحدث باسم وزارة الموارد المائية والري السابق والعميد محيي الصرفي مُدير العلاقات العامة بمرفق مياه الشرب في الشركة القابضة، بأن مصر هذا العام تحت خط الفقر المائي، وأن طبيعة الأزمة المائية الحالية أن مصر دوله فقيرة مائياً. كما أعلنت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بمحافظات الصعيد لا سيما في مراكز سوهاج وقنا في بيانات لها على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عن قطع المياه عن محطات المياه. وعزت البيانات إلى أن ذلك بسبب زيادة نسبة العكارة في النيل وانخفاض منسوب مياه النيل، مما ترتب عليه ضعف مياه الشرب، ودعت الشركة المواطنين والمستشفيات وأصحاب المخابز إلى تدبير احتياجاتهم من المياه خلال فترات الانقطاع. ومن الفيوم تظهر مشكلة العكارة بوضوح، حيث انتقد موالون لحكومة الانقلاب وبرلمان العسكر ذلك، وقال "النائب" ربيع أبولطيعة، استمرار مشكلة عكارة مياه الشرب بقرى مركز يوسف الصديق منذ بداية الأسبوع حتى الآن، مرجحًا وجود خطأ فنى غير معلوم، تسبب فى استمرار المشكلة. وطالب بالإعلان عن السبب وراء عكارة المياه بشفافية، حيث إن المواطن لا يمكن أن يحتمل استمرار وجود المياه العكرة لمدة طويلة. وسخر "أبولطيعة" من إعلان "الحكومة" سلامة تحليل مياه الشرب فى قرى يوسف الصديق، لأن الشكوى ما زالت مستمرة، من تلوث المياه حتى الآن فى المنازل والقرى، مما اضطرهم لشراء جراكن المياه.