استمرارًا للحرب الكلامية المشتعلة بين إيران والسعودية خلال هذه الآونة؛ تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي "فيديو كليب" بثه التلفزيون الإيراني تحت عنوان "سيف العجم (الفرس) ينتظر إذن الحرب كي تصبح مكة عاصمة إيران". وتم إنتاج الفيديو من قبل الدوائر الإعلامية التابعة لقوات الحرس الثوري، وتم بثه على التلفزيون الإيراني في إطار الهجوم الإعلامي الموجّه ضد السعودية.
المقطع المصور الذي يدعو إلى احتلال مكة وتحويلها عاصمة إيران بدلاً من طهران كتب كلماته الشاعر الإيراني المقرب من الولي الفقيه "محسن كاوياني".
وتوعد الحرس الثوري السعودية في الفيديو بالثأر ل"نمر النمر" قائلاً: "وببركة دماء نمر النمر سوف تصبح مدينة مكة هي النجف، وفي بعض الأحيان نتحول نحن الإيرانيين إلى أمواج في نهر الفرات بالعراق، وأحيانًا نكون كالصاعقة في نهر النيل بمصر".
البراءة من أهل السنة!
وغاب الحجاج الإيرانيون عن موسم الحج هذا العام، بعد فشل المفاوضات بين مسؤولي الحج في السعودية وهيئة الحج الإيرانية لتنظيم سفر الحجاج الإيرانيين إلى المملكة.
وقالت وزارة الحج السعودية: إن بعثة "منظمة الحج والزيارة الإيرانية" امتنعت عن توقيع محضر إنهاء ترتيبات قدوم الحجاج الإيرانيين لأداء فريضة الحج، وأشارت إلى أن المملكة ترفض تسييس هذه الشعيرة أو المتاجرة بالدين.
أما هيئة الحج الإيرانية فقالت من جانبها إن السعودية وضعت شروطًا لا يمكن للهيئة أن تقبلها، وقالت إن الجانب السعودي أعلن عدم تقديمه ضمانات لسلامة الحجاج الإيرانيين.
واعتادت المملكة أن تصدر سنويًّا تحذيرًا لحجاج إيران من إقامة مراسم تسمى ب"البراءة من المشركين"، وتقول الرياض: إن تلك المراسم من شروط طهران هذا العام للسماح لمواطنيها بأداء الحج.
وإعلان "البراءة من المشركين" هو شعار ألزم به المرشد الإيراني الراحل آية الله الخميني حجاج بيت الله الحرام من الإيرانيين برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ ممن يعتبرونهم مشركين، وترديد هتافات بهذا المعنى.
من جهته طالب أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل، إيران بالكف عن "التوجهات الخاطئة نحو إخوانهم المسلمين من العرب"، وحذرها من أي استخدام للقوة في خصومتها مع المملكة، وذلك ردًّا على انتقادات إيرانية لإدارة الرياض لمناسك الحج.
وقال الفيصل إن تأدية الحجاج للفريضة بسلام ونظام هذا العام "إجابة على كل الأكاذيب والافتراءات التي وجهت للمملكة".