حذر الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والمحلل السياسي، من توجهات سلطات الانقلاب بقيادة الجنرال عبد الفتاح السيسي، مؤكدا أنه يقود مصر إلى مستقبل حالك الظلام. جاء ذلك في سياق تدوينة لحسني على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تعليقا على بيان العميد محمد سمير، المتحدث باسم القوات المسلحة، على أزمة ألبان الأطفال. يقول حسني: «فساد أقبح من فساد، وكل الفساد قبيح، مع احترامي الكامل للناطق الرسمي باسم قواتنا المسلحة- قواتنا لا قواتهم- فإن التوضيح الذى تفضل به عن أزمة ألبان الأطفال في مصر قد زاد الطين بلة، وكشف عن فساد أقبح بكثير من الفساد الذي ظن أنه يكشفه في البيان". وأضاف "فحتى لو صدقنا كل ما جاء بالبيان، ومع افتراض أقصى درجات حسن النية، فإن ما فعلته القوات المسلحة بتدخلها الشاذ على خط هذه الأزمة لم يقدم حلولاً لها، وإنما هو عمق من أزمة أخرى أكثر خطرا، وكشف عن عوار لا تستقيم معه شعارات الحفاظ على الدولة التى يرددها الحكم في كل مناسبة يخاطب خلالها الشعب المصري". ويبدي حسني اندهاشه من تدخل الجيش في أزمة ألبان الأطفال، مؤكدا أن «أزمة ألبان الأطفال المدعمة– أو حتى غير المدعمة- هي أزمة مدنية بامتياز، ولا شأن لها بالقوات المسلحة، وحتى إذا كانت الأزمة من أزمات الأمن القومي المصري- كما تقول أبواق الدعاية الرخيصة- فليس كل ما يمس الأمن القومي تختص به القوات المسلحة، فالتعليم أمن قومي، والصحة في عمومها أمن قومي، وقدرة الاقتصاد على النمو والمنافسة أمن قومي، إلى آخر القائمة التي تطول، اللهم إلا إذا قبلنا الرؤية الفاسدة لنظام السيسي التي يسعى من خلالها حثيثا لأن يكون الجيش بديلا عن الدولة». ويشرح أستاذ العلوم السياسية الأزمة، متابعا «الأمن القومي لأي دولة له وجهان، وجه عسكرى، وهذا أقل الوجوه خطرا، ووجه مدني هو الأكثر خطرا لمن يفهمون المعنى الحقيقي للأمن القومي، وتدخل الجيش لحل أزمة مدنية لا يثبت قدرة الجيش ولا يؤكد أهميته، وإنما يؤثر سلبا على الصورة الذهنية للجيش داخليا وخارجيا (وهذا هو الأخطر)، ثم هو يثبت- بما لا يدع مجالا لشك- فشل نظام الحكم والنظام السياسي كليهما في إدارة القطاع المدني للدولة على ما ينتج عن هذا الفشل من خطورة على الأمن القومي المصري». واعتبر حسني أن «أزمة ألبان الأطفال كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، فالأمر تعدى مجرد أثر هذا الفشل على استمرار مسلسل إفشال القطاع المدني إلى ما هو أخطر من ذلك، وهو إفشال الدولة نفسها، هي تكشف بجلاء فساد الرؤية وفساد الاتجاه، مصر بسبب هذه الرؤى العقيمة والعوراء إنما تدخل نفقا مظلما ما زلنا في بداياته، التي لا يدركها الكثيرون داخل الجيش وخارجه». ويحذر في ختام تدوينته، «ما لم يعترف الجيش بأنه يساق بدعوى الخدمة الوطنية إلى إفشال الدولة بالكامل- بما فيها القطاع العسكرى- وإذا لم يدرك الشعب خطورة التداخل غير الصحي للجيش في عمل المؤسسات المدنية التي لا ننكر أنها بحاجة لإصلاحات جذرية تظهر- إن هي تمت- مدى كفاءة القائم على أمور الحكم، فإننا سنساق جميعا إلى مستقبل حالك الظلام لا نملك رفاهية التجربة والخطأ فيه».