نشر موقع ميدل إيست آي البريطاني حوارًا مع زعيم حزب العمال البريطاني جون كوربن الذي دعا فيه إلى إنهاء سياسة سوق الأسلحة البريطانية في الشرق الأوسط، كما دعا القوى البرلمانية لمراقبة مبيعات الأسلحة مع السعودية والإشراف على انتشار القوات الخاصة. وقال الموقع، في هذا التقرير: إن زعيم حزب العمال البريطاني طالب بمراقبة شاملة وتامة لعلاقة التحالف بين بريطانيا والسعودية، خاصة بعد التدخل المملكة العربية في البحرين واليمن.
وقال جون كوربن في هذا الحوار الذي أجراه معه "دافيد هارست" و"بيتر أوبورن"، إن "على بريطانيا أن تعيد ترتيب أوراقها وسياساتها الخارجية في الشرق الأوسط وفق منهج الديمقراطية وليس التدخلات العسكرية، كما خص بالذكر علاقة بريطانيا بالمملكة السعودية حيث أكد على أن تكون العلاقة قائمة على مبدأ حقوق الإنسان وليس على تجارة الأسلحة".
وقال إن بريطانيا تتعامل بمكيالين في ما يتعلق بحقوق الإنسان، وأضاف: "لقد وقعنا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاق الأوروبي ولدينا لجنة لمراقبة تصدير الأسلحة في البرلمان، ومع ذلك لم نقم بالكثير في ما يتعلق بموضوع تجارة الأسلحة مع السعودية منذ زمن".
كما ذكر كوربن أنه في حال أصبح رئيسا للوزراء فإنه سيعيد حقوق الإنسان إلى مكانتها في السفارات البريطانية حول العالم، وسيضع مواد حقوق الإنسان في عقود شركات الاتجار بالأسلحة وسيشدد الخناق على هذه التجارة وقال: "إن كنا نريد العيش في عالم آمن فعلينا أن نكفل حقوق الإنسان والعدالة في هذا العالم، وذلك من خلال سياسات خارجية تعكس هذا التوجه، وهذا ما أعتقده".
وأكد كوربن على ضرورة أن يتمتع البرلمان البريطاني بنفس صلاحيات البرلمان الأمريكي الذي يحق له منع التدخل الأجنبي باستخدام القوة وقال: "نشر قوات بريطانية يتطلب موافقة برلمانية، باستثناء واحد وهم يستخدمون دائما هذا الاستثناء وهو نشر القوات الخاصة. ويعود هذا الموضوع إلى سنة 1963 وحرب الفيتنام عندما عملت الولاياتالمتحدة على إرسال 50 ألف مستشار إلى الحكومة الفيتنامية بالجنوب حتى قبل أن تستدعي الكونغرس للتصويت بالرفض أو القبول بهذه المشاركة. أعتقد أن هذا ما يحدث معنا الآن".
أما عن سؤال الصحيفة عن وجود قوات بريطانية خاصة في ليبيا أجاب زعيم حزب العمال فقال: "نعم وهذا واضح جدا، إما من خلال القوات الخاصة في ليبيا أو من خلال تزويد المملكة العربية السعودية بالأسلحة في حربها في اليمن، أو باستخدام الأسلوب نفسه في تزويد السعودية بمعدات مضادة للبشر، التي استخدمت في البحرين، كل هذا يجعلني أعتقد أن وجود "قانون قوى الحرب" أمر ضروري جدا".
وأفاد كوربن بأن التدخل العسكري في ليبيا دمّر الدولة وخلق سوقا كبيرة للأسلحة وقال: "ناقش بعضنا في البرلمان في ذلك الوقت فرضية تدمير ليبيا وماذا سيحدث بعدها، وكانت التوقعات واضحة؛ المزيد من الحروب الأهلية والانشقاقات".
أما عن سياسات حزب العمال الخارجية فقال كوربن أنه قابل وزير الدولة للشؤون الخارجية في حكومة الظل "هلاري بن" بهدف تطوير رؤية واضحة لحزب العمال في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وأكد أن هذه الخطوة ستتكرر في المستقبل.