اعتاد قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي قبل إجراء أي فعل استثنائي، السماح لبعض رجاله وحوارييه بالهجوم عليه إعلاميًا لإظهاره أنه ضد هذه الطائفة التي تهاجمه. هذا ما كشف عنه هجوم الكنيسة خلال الآونة الأخيرة لإظهار السيسي في موقف الضد لهم وتخليه عن قضاياهم، تمهيدًا لخروج قانون بناء الكنائس.
وكشف الأنبا بولا، أسقف طنطا وتوابعها ورئيس لجنة العلاقات العامة بالكنيسة الأرثوذكسية، عن سعادته بالانتهاء من مناقشة مشروع قانون بناء الكنائس، قائلًا: "أخرجنا قانونًا مرضيًا للأقباط" .
وأضاف الأنبا بولا، في مداخلة هاتفية لبرنامج إعلامي الانقلاب يوسف الحسيني ، المذاع على فضائية "أون تي في"، إن الانتهاء من مناقشة قانون بناء الكنائس يعتبر رسالة مفرحة، متقدمًا بالتهنئة لكل الأقباط.
وتابع: "لن يسمح لي ضميري أن أقول عنه إنه قانون توافقي إن لم يكن كذلك، وأهنئ مصر وكل من ساهم في هذا القانون؛ لأن كل أجهزة الدولة شاركت فيه".
وأوضح أن الخلاف حول هذا القانون كان على الفقرة الثانية من المادة الثانية، والمادة الثامنة، وتم إلغائهما بشكل نهائي، مشيدًا باللقاءات التي جرت بين ممثلي الكنيسة وأعضاء لجان مجلس نواب العسكر؛ لمناقشة القانون.
ومن المنتظر أن ينتهي مجلس نواب العسكر، من صياغة قانون بناء الكنائس بشكله النهائي خلال الأسبوع الجاري؛ ليتم اتخاذ الإجراءات التشريعية لإقراره بشكل نهائي.
وشهدت الآونة الأخيرة هجومًا حادًا من البابا تواضروس والقس عزيز ميخائيل، على عبد الفتاح السيسي، تحت الزعم بتخلي قائد الانقلاب عنهم، والصمت تجاه حادث الفتنة الطائفية الذي حدث في المنيا نتيجة وقوف المسلمين أمام مسيحي حاول تحويل بيته لكنيسة، الأمر الذي هدد معه تواضروس بأنه لن يستطيع التصدي لغضب النصارى.
وتسيطر على العلاقة بين الكنيسة والسيسي حالة من الحب المتبادل نظرًا لاعتبار الكنيسة نفسها المؤشر الرئيسي في الوقوف وراء السيسي للانقلب على الرئيس محمد مرسي، فضلاً عن اعتبار السيسي للمسيحيين بأنهم الكتلة الصلبة في الوقوف بجانبه.