رصد الفنان المبدع أحمد بحيري تعامل النظام المصري الكارثي مع الأزمات التى ضربت الوطن فى الأيام القليلة الماضية، ضمن قائمة طويلة من الفشل والنكبات التى أصابت مصر فى مقتل مع استيلاء العسكر على السلطة، خاصة بعدما بلغت الكوميديا السوداء ذروتها على وقع قانون دولة العواجيز الذى يناقشه برلمان السيسي لفرض حصار مشدد على العالم الافتراضي الفاضح لجرائم الانقلاب تحت لافتة "جرائم الانترنت". وأكد الإعلامي الساخر -عبر الحلقة ال40 من برنامج "الأسبوع في كيس"، التي بثها عبر قناته على موقع "يوتيوب"- أن دولة الفاشية التى استعادة سيطرتها على مقاليد الوطن فى صراعها المحموم مع الحقيقة، التى تمكنوا من حجبها فى كافة المنابر باستثناء الإعلام البديل والبراح الإلكتروني الذى فضح كافة حركات العسكر وسكناته، ما استوجب إصدار قانون يلاحق كل من يكتب "بوست" يكشف الحقيقة أو يفتح الباب أمامها للوصول إلى رجل الشارع البسيط. وسخر بحيري -فى حلقة "معانا ريال"- من تفكيك الصين تمثال أبو الهول المقلد على خلفية قرار اليونسكو الذى دعم المطالب المصرية بمواجهة الأثار المزيفة فى بكين بعدما اعتبرتها سببا فى الركود السياحي الفادح، مشيرا إلى أن البلد القابع فى أقصي الشرق الأسيوي قام قبل نحو 3 سنوات بتصميم تمثال بالحكم المماثل لأبو الهول لأتاحة الفرصة أمام السياح لزيارته مقابل دولار واحد وتجنب أعباء النصب وملاحقة الشحاتين فى مصر فضلا عن مصير محتمل يشبه ما آل إيه الشاب الإيطالي جوليو ريجيني. وناقش الفنان المبدع بمرارة فاشية عبيد البيادة المطالبين بمنع النقاب فى مصر لاستخدامه فى عمليات إرهابية، وتفضخ الحرية المزعومة التى يتشدق بها دعاة المدنية، مشيرا إلى تصريحات هدي بدران رئيس الاتحاد النسائي المصري بضرورة اتخاذ الدولة تلك الخطوة على هامش مؤتمر هزلي صوب الكاميرات عدساتها على المنصة التى ضمت حزمة من المتنطعين بينما كانت القاعة خاوية على عروشها والأصوات المزعجة تتردد فى الفضاء المفتوح. ولفت إلى أن المؤتمر "الجماهيري" لمنع النقاب والذى يتوافق مع هوى العسكر الذى سبق الجميع بمنع النقاب واللحي داخل دور القوات المسلحة، كشف عن الحجم الطبيعي للعلمانيين فى المجتمع، والذى حرمهم الخوف من الانقلاب على التجمع المحدود فى مقاهي وسط البلد فقرروا استثمار الفراغ فى مؤتمر يرضي السيسي ويمنحهم فرصة لظهور هزلي فاضح، قبل أن تتواصل الكوميديا إلى حد اللامنطق لتعتبر رئيسة منظمة نسائية بأن النقاب لا يختلف عن المايوه. وتهكم الإعلامي الساخر من إعلام السيسي الذى زعم أن وثائق بنما التى فضحت عصابة المخلوع مبارك ورموز الفساد فى الدولة العميقة الداعمة للعسكر إنما هى زوبعة للترويج إلى القناة اللاتينية فى محاولة لضرب قناة السويس وتفريعة الانقلاب، مشيرا إلى أنه يبدو أن الجهل المسيطر على أذرع الشئون المعنوية حرمهم من الحصول على معلومة يدركها الصغير والكبير أن الخطوط الملاحية بين القناة لا يوجد بينهما أي تماس أو رابط. وتطرقت الحلقة إلى الكوميديا السوداء التى تسيطر على الشارع المصري؛ حيث تناول بيان "أمسك فاتورة" الذى فضح جشع الحكومة فى فواتير المياه والكهرباء الجزافية والتى اعتبرتها الحملة بمثابة "تصبيح إجباري" من أجل توفير زيادة رواتب أجنحة الانقلاب على حساب طحن محدودي الدخل، وتطاولت الضحكات على وقع تصريحات رئيس الوزراء بأن الحكومة ليس لها هدف إلا محدودي الدخل والفقير، فيما أكد أن إصابة 10 أشخاص فى حريق شاحنة بترول بالإسكندرية يحتاج إلى طبيب نفسي لدراسة سلوك المصريين الين يتلذذون بالالتفاف حول الكوارث وشغف تصوير التفجيرات والحرائق من قلب الحادث لا الحدث.