من أمن العقوبة أساء الأدب، هكذا أرادها قائد الانقلاب الذي قدم قربانًا في السابق إلى الكنيسة محاولا إرضاء المواطن المسيحي "شحاتة المقدس"، نقيب الزبالين بمنشأة ناصر والمقطم، فأمر وزير العدل المستشار محفوظ صابر، بتقديم استقالته، بعد إصابة طائفة الزبالين ب"الحزن" جراء تصريحاته العنصرية، خرج بعدها نقيب الزبالين، معترضاً على "أفورة" السيسي في العقوبة، وقال: "الاعتذار عن التصريحات الغريبة التي أطلقها، كان يكفي، دون أن يضطر إلى الاستقالة". ورغم ذلك لم يخف "شحاتة" سعادته بانتصار السيسي للزبالين، وقال إن إقالة "صابر" قرار صائب تمامًا، وبمثابة رد سريع وناجز وعادل من "السيسي" على تصريحات الوزير العنصرية والطائفية ضد الزبالين، وكان وزير العدل المستقيل صرح أن :"أبناء عمال النظافة لا يصلحون لأن يكونوا قضاة"، وأن :"القاضي لابد أن يتم تعيينه من بيئة ووسط اجتماعي مناسب"، ورغم ذلك استحق أن يقطع السيسي قدمه من الحكومة، إلا انه لم يفعل الشئ نفسه مع "الزند" الذي أهان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
"هاحبس النبي"
قالها المستشار أحمد الزند وزير العدل في حكومة الانقلاب، خلال لقائه ببرنامج "نظرة" الذي يقدِّمه الإعلامي حمدي رزق على فضائية "صدى البلد"، مساء الجمعة في سياق تعليقه على اختصامه للصحفيين، معلقًا: "سأحبس أي مخطئ في حق الدولة.. إذا لم يكن هؤلاء مكانهم في السجون فأين سيكون مكانهم.. أنا هاسجن أي حد حتى لو كان النبي عليه الصلاة والسلام، أستغفر الله العظيم.. سأسجن المخطئ أيًّا كانت صفته".
تصريحات الزند أثارت جدلًا واسعًا هذه المرة، وصل لحد المطالبة بمحاكمته بتهمة "ازدراء الأديان"، وبقي التساؤل هل سيحاكم الزند مثل الإعلامي إسلام البحيري والكاتبة فاطمة ناعوت على الإساءة للنبي صلى الله عليها وسلم.
وتنص المادة (98) من قانون العقوبات المصري، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تجاوز خمس سنوات أو بغرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه ولا تجاوز ألف جنيه كل من استغل الدين فى الترويج بالقول أو بالكتابة أو بأى وسيلة أخرى لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو التحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الإضرار بالوحدة الوطنية.
لو أنَّه مسلم حقيقي
وتقدم حمدي الشيوي مستشار سابق بهيئة قضايا الدولة ببلاغٍ للنائب العام، ضد الزند، يتهمه فيه ب"إهانة" النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقال الشيوي: "تقدَّمت بالبلاغ لأنَّ الزند أهان رمز الأمة، ولا أتصور أن يسيء مسلم إلى النبي بهذا الشكل.. كيف يتحدث عن أنَّ لديه القدرة على مخاصمة النبي، وأنَّه أعلى منه".
وأضاف: "مثل هذا التصريح صدر من رجل لا دين له، ولو أنَّه مسلم حقيقي ما كان مسَّ النبي بحرف، وزير عدل في دولة مسلم يحتقر النبي بهذه الطريقة تمثل مصيبة كبيرة".
وانطلقت ثورة غضب في ربوع العالم الإسلامي متجاوزة الحدود المصرية، من أجل المطالبة بمحاكمة "الزند"، ودشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج #حاكموا_الزند_إلا_رسول_الله، من أجل المطالبة بتقديم وزير العدل إلى محاكمة عاجلة بتهمة ازدراء الأديان، ما لبث أن صعد إلى قمة لائحة التداول على "تويتر" فى ظل انتفاضة التعليقات دفاعا عن رسول الله ضد عبارات مسيئة جرت على لسان مسئول مسلم فى بلد الأزهر الشريف.
ورفض النشطاء محاولات الزند التنصل من التصريحات عبر ممر ضيق باعتبارها زلة لسان، إلا أن رصيد وزير العدل من العبارات المثيرة للجدل لم يسمح له بالإفلات من غضبة العالم الإسلامي والذى طالب النظام المصري بالتحرك العاجل لوأد فتنة تلوح فى الأفق المنظور، على غرار ما حدث مع إسلام البحيري وفاطمة ناعوت.
إنّ شانئك هو الأبتر
وغرد أستاذ العقيد بجامعة الملك سعود محمد عبدالله الوهيبي: ""إنّ شانئك هو الأبتر" خاب وخسر كلّ من سبّ أوعرّض بسيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلّم #الزند_يتطاول_عالنبي #حاكموا_الزند_الا_رسول_الله"، فيما سخر الإعلامي عبدالعزيز مجاهد من تطاول الزند: "الزند : هحبس آي حد لو غلط، حتى النبي؟، الزند: حتى النبي.. حتى #السيسي؟، الزند : ايه يا عم انت هتكفر !
#حاكموا_الزند_الا_رسول_الله".
وكتب الداعية الإسلامي د. محمد الصغير: "#حاكموا_الزند_إﻻ_رسول_الله ﻻبد أن يحاكمه كل محب لسيد البرية أما النظام الذي يحارب الصﻻة على النبيﷺ فقد كافأه على البلطجة السياسية بالحقانية!"، فيما تساءلت الناشطة حلا جديد: "من سيحاكمه؟ هذا الديوث وريث عزيز مصر لن يقول إلا كقوله " أعرض عن هذا واستغفري لذنبك" النظام كله #زند يق!!"
ولخص الشاعر عبدالله الشريف المشهد: "#حاكموا_الزند_الا_رسول_الله الخلاصة لن يُحاكم ولن يُعزل حتى يتعدى على السيسي#الزند_يق"، وشدد الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل: "#حاكموا_الزند_الا_رسول_الله إلا رسول الله ..يا مجرم".