فى الوقت الذى تتجه فيه أنظار العالم ناحية سوريا من أجل مباركة الحرب العالمية الداعمة لبشار الأسد ضد الثورة الشعبية، وثق نشطاء عراقيون الوجه الآخر من المشهد المتوتر فى "الجوار الشامي"، على وقع تفاقم مجازر الحشد الشعبي الإيراني بحق المسلمين السنة فى العراق، وارتكاب مذابح وحشية تتضاءل أمام عمليات تنظيم الدولة "هوليودية الإخراج". وقدم الشارع العراقي شهادات مأساوية حول ارتكاب ميليشيات "الحشد الشعبي" الموالية لإيران- والمشكَّلة بأوامر المرجع الشيعي علي السيستاني- جرائم انتقامية وحشية بحق المدنيين فى بلاد الرافدين، تغافل عنها الإعلام العالمي فى مقابل تسليط الضوء على عمليات الثورة في سوريا لتكون مبررا لشن هجمات عنيفة تحت لافتة الحرب على الإرهاب، وترك الميليشيات الشيعية تعيث فى العراق تحت جناح الدولة العراقية. وتكمن خطورة هذه القوة المسلحة في كونها ذات الانتماء الطائفي والسياسي العابر للدولة العراقية، حيث تمثل امتدادا فاضحا للتمدد الإيراني المسلح فى الأقطار العربية، على غرار ميليشيات الحوثي فى اليمن، وحزب الله فى لبنان، وشبيحة بشار الأسد فى سوريا. وعلى الرغم من ممارسة "الحشد الشعبي" عملياته الوحشية بحق الشعب العراقي، ضمن ألوية الجيش التابع لحيدر العبادي، إلا أنه يجسد الانتماء الطائفي والفصل العنصري فى ظل ولائه لإيران، صاحبة الفضل الأول والأكبر في تسليحه، فضلًا عن انقياد عدد كبير من عناصره لمشاعر دينية متطرفة تطال المدنيين العزل من السُّنَّة.