قالت مصادر صحفية في مؤسسة الرئاسة التي استولى عليها عبدالفتاح السيسي بالانقلاب العسكري: إن هناك غضبًا سعوديًّا تجاه موقف قائد الانقلاب من رفض التدخل العسكري في سوريا، موضحًا أن السعودية أعربت عن تحفظها على قرار السيسي التي اعتبرته بمثابة طعنة في الظهر، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها المملكة على نظام السيسي. وقالت المصادر في تصريحات خاصة ل"الحرية والعدالة"، اليوم الأربعاء: إن الموقف المِصْري للانقلاب، والمعارض للقرار السعودي التدخل في سورية بريًّا أثار علامات استفهام في المملكة، أدى إلى تغيير كبير في العلاقات بين الجانبين، مفسرًا تحمل السعودية لابتزاز السيسي بأنه يشبه حياة القنافذ التي تقاوم الفيروسات بالاحتكاك رغم الألم. في غضون ذلك، قال مدير عام قناة "العرب" جمال خاشقجي: إن السعودية كانت تتمنى موقفًا مصريًّا أقوى، فيما يخص اقتراح السعودية إرسال قوات برية لسورية، خاصة أن مِصْر لم تخفِ تأييدها للتدخل الروسي في سورية، متسائلا: "لماذا لا يدرك الأخوة في مِصْر خطر الانتصار الإيراني في سورية؟ هذه مشكلة وجدتها لدى بعض المثقفين المصريين، لا يتفقون مع السعودية على أن الانتصار الإيراني في سورية هو إضعاف للأمن القومي المصري، بقدر ما هو أضعاف للأمن القومي السعودي". أما الكاتب عبدالله الملحم، فعلق على تصريح وزير خارجية مصر بقوله: "هذه الشدائد التي يعرف بها العدو من الصديق". وعلى النهج ذاته، كتب عادل التويجري: "المفروض نعامل السيسي كما نعامل الجوال المفوتر وليس الشحن، الدفع بعد الاستخدام". واعتبر الأستاذ الجامعي سرحان العتيبي، أن ما حدث يجب أن يوضح للسعوديين حقيقة السيسي، متسائلا: "هل أدركت السعودية أن حكومة الانقلاب في مِصْر عاجزة عن قيادة وإدارة النظام العربي، والدفاع عن مصالحه وحقوقه والحفاظ على التوازنات البينية؟". واعتبر محمد البلوي أن نظام السيسي بات يهدد مصالح الخليج، وكتب: "أصبح النظام الانقلابي في مِصْر خنجرًا في خاصرة العروبة، وأصبح الانقلاب يتعامل معنا بأسلوب ابتزازي حقير إذا لم تدفع إيران ستدفع". وفي السياق نفسه، توقع خالد علي أن يبدأ إعلام السيسي في مهاجمة التحالف وتشويه صورته، للتبرير لرئيسهم. وكتب: "لا تستغربوا إن رأيتم إعلام السيسي يشن حربًا على التحالف ليشوه صورته عند الشعب المظلوم الذي هو في حاجة إلى من ينقذه". ونشط خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية وسم "#مصر_تخذل_السعودية"، الذي ظهر فيه نحو 26 ألف تغريدة. وفيه أكد أحمد بن عطاالله أن "المحتاجين في سورية أولى ب(الرز) من حكومة مصر". وكانت سلطات الانقلاب قد خذلت السعودية في موقفها الداعي للتدخل البري في سوريا لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" التي يتاجر بها السيسي نفسه في ابتزاز العالم للبقاء على عرشه، إلا أنه رفض هذا التدخل، ما أثار علامات استفهام في السعودية.