جاءت تصريحات سامح شكري وزير الخارجية بحكومة الانقلاب برفض دعوة السعودية وتركيا الاستعدادات لخوض حرب برية في سوريا بقيادة التحالف الدولي لمواجهة "داعش"، صدمة في الأوساط السعودية التى رأت في سياسة قائد الانقلاب تخليًا عن عبارته الشهيرة "مسافة السكة"، واستعداده لمؤازرة العرب في كل المواقف التي يتعرضون فيها للخطر، خصوصًا أن القاهرة ترحب في الوقت ذاته بالتدخل العسكري الروسي ولم تعلن رفضها له. وكان وزير الخارجية المِصْري سامح شكري اعتبر أن الحلَّ العسكري في سوريا أثبت خلال السنوات الماضية عدم جدواه، وأن الحلول السلمية هي المثلى. جاء ذلك في مقابلة أجراها شكري مع قناة "دويتشه فيله" الألمانية، في إطار تعليقه على اقتراح سعودي بإرسال قوات برية إلى سوريا. وأضاف الوزير أن العمل من خلال الأممالمتحدة والمبعوث الدولي هو الوسيلة المثلى لتحقيق وحدة سوريا، حسب تصريحاته. تصريحات شكري تأتي عقب إعلان الرياض عن زيارة مرتقبة للملك سلمان بن عبدالعزيز إلى القاهرة 4 إبريل المقبل، في ظل ظروف دولية وإقليمية صعبة تحيط بمنطقة الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط كاملة، تسعى فيها الرياض لجمع حلفائها بالمنطقة. خاشقجي يرد من جانبه، أكد جمال خاشقجي -الكاتب والمفكر السعودي- أن الموقف الرسمي لمِصْر في ظل قيادة الجنرال السسيسي معروف بتأييد التدخل الروسي في سوريا، وأن هناك تقاربًا بين السيسي وبشار، لافتًا إلى أن تصريحات شكري لم تضف جديدًا وتتوافق مع السياسة التي تعلنها القاهرة من دعم التدخل الروسي ورفض التدخل السعودي. وأعرب خاشقجي -في مداخلة هاتفية مع "قناة الجزيرة"- عن تمنيه موقفًا مِصْريًّا أفضل يتوافق مع السياسات السعودية في المنطقة، مؤكدًا حرص الرياض على كسب الأصدقاء. وأضاف أتمنى ألا تأتى لحظة تكون فيها مِصْر مضطرة للاختيار بين تأييد السعودية أو روسيا في المحافل الدولية. وأبدى خاشقجي اندهاشه من عدم إدراك القاهرة وبعض المثقفين المِصْريين لحجم خطر إيران في سوريا، الذي يسبب إضعاف الأمن القومي المِصْري والسعودي على السواء، حسب وصفه. تحالف سعودي تركي وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس السبت، أن تركيا والسعودية يمكن أن تطلقا عمليةً برية ضد "الدولة الإسلامية" في سوريا، مؤكدًا إرسال السعودية طائرات حربية إلى قاعدة "إنجرليك" التركية، لم يحدد عددها بالضبط، لافتا إلى أنها لا تزال تتدفق إلى تركيا. وأعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مرارًا استعداد بلاده لإرسال قوات برية لقتال تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا، محملاً النظام السوري مسئولية فشل محادثات جنيف لإيجاد حل للأزمة السورية. وأعلنت السعودية نهاية العام الماضي تحالفًا إسلاميًّا يشمل عددًا من الدول العربية والإسلامية، ومن بينها مِصْر، كما أعلنت الرياض مرارًا استعدادها للمشاركة في حرب برية ضمن التحالف الدولي في سوريا، وقد تسعى السعودية أن تكون مِصْر إحدى مكوناته.