باستنكار لا يخلو من المرارة، رصدت شبكة "الجزيرة" الإخبارية حادثة مقتل شاب إيطالى تحت وطأة التعذيب بعد أيام قلائل من اختفائه، مشيرة إلى أنه فى مكان ما على قارعة أحد الطرق الصحراوية بمدينة 6 أكتوبر، وجدت جثته عليها أثار تعذيب؛ حيث طعنة سكين وجروح متفرقة وحروق سجائر الأسلوب المفضل فى العادة لوسائل التعذيب الرسمية، ولكن الضحية هذه المرة جوليو ريجيني "28 عاما" طالب فى جامعة كامبيردج، قدم إلى مصر لإجراء بحث فى الحركات النقابية، واختفي فى ال25 من يناير الماضي، يوم احتفالات الانقلاب بعيد الشرطة. وأوضح التقرير: "تقول السلطات المصرية أنها تحقق فيما جري، لكن جريمة قتله بعد اختفاءه، فجرت غضبا عارما فى إيطاليا التى استدعت على عجالة السفير المصري لديها احتجاجا على تلك الحادثة المأساوية، وطالبت بإجراء تحقيقات جدية وكشف الحقيقة الكاملة، فيما ردت خارجية العسكر باستدعاء السفير الإيطالي لإطلاعه كما زعمت على تطورات التحقيق".
وأضاف أنه: "إلى المشرحة توجه وفد دبلوماسي إيطالي لرؤية الجثة، التى تعرف عليه صديق ريجيني، فى حين سارع قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي إلى إرسال برقية تعزية إلى رئيس وزراء إيطاليا ماتيو رينزي، من أجل امتصاص أجواء الغضب التى سيطرت على العاصمة روما، ودفعت وزيرة البيئة لقطع زيارتها إلى القاهرة والعودة إلى بلادها احتجاجا على الحادثة".
وتابع: "هكذا حرك مقتل شاب دولا، حيث تحركت واحدة تبحث وتغضب لمصير أحد رعاياها، وآخري اختفي فيها من أبنائها خلال العام الماضي فقط 1840 مواطنا بحسب التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، وتعرض 387 معتقلا لتعذيب موثق، قتل 27 منهم تحت وطأة الانتهاكات الممنهجة".
ورصد التقرير الواقع المأساوي فى دولة العسكر، مشيرا إلى أنه "بلد اعتقل فيه 23 ألف فى عام واحد، وقتل من أبنائه 143 فيما يتم وصفه بالتصفية المباشرة، كان أخرها فى المعادي فى حادثة أعلنت وزارة الداخلية أنها قتلت شخصين قاوماها وأنها وصلت إليهم بعد اعتقال الشاب أحمد جلال الذى اختفي بدوره منذ 10 أيام قبل أن تتصل مليشيات الشرطة بذويه لتسلم جثمانه وعليه آثار تعذيب وحشية أيضا".
واختتم التقرير: "بحسب منظمات حقوقية فإن الاخفاء القسري أو الخطف الذى تقوم به أجهزة الأمن السياسية يتنامي فى مصر ويحولها من نموذج الحكم العسكري الديكتاتوري إلى النموذج السيريلانكي ذائع الصيت بالإخفاء القسري لأسباب سياسية خلال سنوات الصراع، ومع بث الخوف، وتحويله إلى حالة عامة فى المجتمع قد يجد المصريون مصيرا مشابها ل جوليو لكنهم وقتها لن يجدوا دولة تسأل عنهم بل هم أقرب إلى رهائنها، لأن هناك فارق يتجاوز الأسماء بكثير".