شدد الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان على الحلالعادل والشامل للقضية الفلسطينية بما فيها القدس رافضا تطبيق سياسة الأمر الواقع وتهويد القدس وتكريس الاحتلال. وأكد في كلمة ألقاها خلال احتفال حاشد أقيم في القصر الجمهوري، ظهر اليوم السبت، عقب اجتماعه مع البابا بنيديكت السادس عشر بابا الفاتيكان وحضره كبار المسئولين وشخصيات اجتماعية واقتصادية وثقافية وفكرية وإعلامية ودبلوماسية للترحيب ببابا الفاتيكان، على أن القدس ستبقى أبدا ودائما في وجداننا زهرة المدائن ومدينة الوجدان. وقال الرئيس اللبناني: "إن الديمقراطية وعلى ما يفترض أن توفره من هناء لا يمكن أن تتحقق إذا لم يتم إشراك المكون المسيحي المتجذر في هذا الشرق منذ ألفي عام بغض النظر عن النسب العددية". ودعا إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وإعطاء الحقوق للمرأة ومشاركتها في صنع القرار وإلى الحوار بين الطوائف والمذاهب بعيدا عن التقوقع، معتبرا أن الشعوب تسعى في هذه المرحلة لاختيار عناصر مستقبلها الكبرى في نموذج حي لحوار بين الحضارات والديانات. وقال: إن التعايش بين اللبنانيين ليس فلسفة بل هو ثقافة، ويترجم في إدارة كافة أبناء المجتمع للشأن العام وهذا جوهر ما توافق عليه اللبنانيون ميثاقيا رغم ما يعترضهم ويصيبهم من كبوات إلا أنهم اعتمدوا الحوار طريقا لهم. وخاطب سليمان بابا الفاتيكان قائلا: إن رسالته تحمل إلى لبنان وإلى المنطقة وإلى كل اللبنانيين المنتشرين مضمونا منزها عن الأطماع خاصة في السينودس الذي وقعه بالأمس وهو يصلح ليكون خلاصا وطريق للمحبة والعدالة والسلام". وأضاف، أنه سيضع بين أيدي بابا الفاتيكان التجربة اللبنانية وأن كانت التحديات تقف أمامهم ومن هذه التحديات العمل على تطبيق القرار 1701 ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان ووقف التوطين على الأراضي اللبنانية لتناقضه مع حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم الأصلية والعمل على مكافحة الإرهاب. واعتبر سليمان أن دعم البابا بنديكت السادس عشر للبنان في هذه المرحلة بالذات له أهمية قصوى لما يمثله الكرسي الرسولي، خاصة وأن الكثير من الدول أشادت بإعادة الدعوة إلى الحوار بحيث توافق اللبنانيون على ضرورة تجنب التداعيات السلبية الممكنة لما يحدث في المنطقة ودون النأي بالنفس عن قضية فلسطين وشرعية القرارات الدولية والاهتمام بعشرات العائلات السورية النازحة إلى لبنان.