"سكون يخيم على المدينة، أضواء خافتة تطل على خجل من واجهات الفنادق والقرى السياحية، وبازارات ومحال سياحية أغلقت أبوابها لتعلن اختفاء البسمة من على وجوه العاملين، وسيطر الخوف والقلق على كل من فى المدينة". كانت هذه هي مقدمة التقرير الذي نشرته صحيفة المصري اليوم في عددها الصادر اليوم السبت 23 يناير 2016م، تحت عنوان "لسياحة بشرم الشيخ فى مهب الريح".
وتؤكد الصحيفة أن هذا هو واقع الحال في شرم الشيخ بعد أن هجرها السياح وأصبحت السياحة بها فى مهب الريح.
وتناول التقرير معاناة المرشدين السياحيين والعاملين بالفنادق والبازارات من البطالة وانخفاض الدخل بشكل ملحوظ، سيطرت على المشهد فى المدينة ووصل الأمر إلى أن زوجات عدد من المرشدين السياحيين بالمدينة لجأن لتنظيم "أوبن داي" يقمن خلاله ببيع منتجات وبضائع متنوعة في نادى شرم الشيخ الرياضى من أجل توفير دخل يساعد أسرهن على البقاء في المدينة.
وتشير الصحيفة إلى أنها التقت عددًا من العاملين في الفنادق الذين أكدوا أن هذه هي المرة الأولى التي يضرب فيها الركود والكساد شرم الشيخ لتصبح المدينة شبه خاوية من السياح الأجانب وتهجرها العمالة دون أمل في العودة.
واستعرض التقرير عددًا من شهادات العاملين بقطاع السياحة وزوجاتهم، مؤكدين أن المدينة باتت خاوية على عروشها بعد أن هجرها السياح وغادرها العاملون بسبب الغلاء وتنقل الصحيفة عن مدير مالى بأحد الفنادق، يرى أنه من لأفضل للفنادق أن تغلق؛ لأن ذلك يجعل الخسارة أقل من دون سياح أجانب، مشيرًا إلى أن دخل الفندق الذى يعمل لم يتعد 9 آلاف جنيه فى أفضل الأيام ولا يوجد من بينهم جنيه واحد كاش.
ويكشف عبدالعاطي سالم، شيف بأحد الفنادق، أن الحكومة لم تؤجل مديونيات القطاع السياحى كما ادعت إعلاميًا ولم تصل خطابات للمنشآت السياحية، مشيرًا إلى أن أصحابها ما زالوا يسددون استهلاك الكهرباء والمياه والضرائب والإيجارات المرتفعة، في ظل أزمة السياحة الحالية، لافتًا إلى أنه يقيم فى شرم الشيخ منذ 31 سنة ولم تمر أزمة على السياحة أصعب من الأزمة الحالية.
ويضيف سيد مجاهد، رئيس ائتلاف مستأجري شرم الشيخ أن ثلث المحال بالمدينة أغلقت أبوابها، وشكى من إجبار ملاك المنتجعات السياحية والفنادق المستأجرين على الفتح وإضاءة الأنوار بالرغم من عدم وجود سياح علاوة على عدم تخفيض الإيجارات.
مليار دولار خسائر شهرية
وفي ذات السياق، يؤكد الدكتور عاطف عبداللطيف، عضو مجلس إدارة جمعية مستثمري جنوبسيناء أن الوضع في شرم الشيخ أصبح مأساوياً مع تراجع نسب الإشغالات إلى 3% و5% في الكثير من الفنادق، مما ترتب عليه إغلاق قرابة 50 فندقًا وتوقفها عن العمل لحين إشعار آخر، مؤكدًا أن خسائر السياحة تقدر بمليار دولار شهريا.
وأضاف "عبداللطيف" في تصريحات صحفية أمس الجمعة 22 يناير 2016، أن نسب الإشغالات بشكل عام في شرم الشيخ لا تزيد عن 8%، مشيرًا إلى أنه تم تسريح عدد كبير جداً من العمالة المدربة والمتميزة، نتيجة لتراجع معدلات السياحة، وهذا خطر كبير على المجتمع؛ لأن البطالة والتسريح من العمل يجعل الشباب قنابل موقوتة.
ويشير "عبداللطيف" إلى أن تنشيط السياحة الداخلية من خلال عمل مبادرات ورحلات شيء طيب ولكنه عبارة عن مسكنات، وليست حلا لمدينة بها استثمارات بالمليارات وعمال بالآلاف، مطالبًا بسرعة الانتهاء من مراجعة تأمين المطارات، وتوفير الأجواء لعودة لرفع الحظر عن السياحة لمصر.