لم ينس الشعب المصري يوما سليمان خاطر هذا المجند الذي أسقط أول أوراق التوت عن عورة العسكر العميل بعدما فتح نيران سلاحه على مجموعة من السياح الإسرائيليين الذين اخترقوا الحدود المصرية عن نقطة خدمته ودخلوا في وصلة استفزاز وأفعال إباحية فوق العلم المصري غير عابئين بطلقات التحذير التي أعلن بها عن موقفه الصارم بالعبث بالحدود المصرية. إلا أن تصرف خاطر بقتل 6 إسرائيليين انتهكوا السيادة المصرية منتصف ثمانينيات القرن الماضي، لم يعجب السلطة الموالية للصهاينة –آنذاك- وقررت معاقبته على حماية الحدود وغيبته في معتقلات العسكر بحكم مؤبد قبل أن تغتاله داخل محبسه شنقا في ظروف غامضة حاولوا جاهدين أن يعتبروها انتحارا.
واليوم وبعد 30 عاما بالتمام والكمال، أعلن جنود حرس الحدود في عسكر السيسي عن انحراف بوصلة العدو وتلبيس عقيدة الجيش، فقرروا إطلاق النار دون رحمة وبغير تحذير مسبق وإصرار وعزم على القتل على مواطن فلسطيني- مختل عقليا- عبر الحدود البحرية مع قطاع غزة وهو عارٍ تماما وأعزل وغير مدرج لما هو مقدم عليه.
جنود جيش السيسي لم يتركوا الشاب إسحاق خليل حسان، يجاوز الحدود البحرية الفلسطينية المصرية بأمتار قليلة غرب رفح، متجاهلين تأكيد جنود فلسطينيين لهم بأن الشاب غير طبيعي، أو يلقوا بالاً أنه كان يمشي في الماء وهو عار تمامًا وفتحوا النار عشوائيًّا حتى سقط قتيلاً.
جريمة جديدة تضاف إلى سجلات الانقلاب العسكري الذي ترك الحدود مستباحة للصهاينة في مقابل حصار وتهجير وقتل في مواجهة الشريط الحدودي مع قطاع غزة المنكوب، ودماء عربية تراق بأيد مليشيات السيسي ل"مختل عقلي" في مشهد تم التقاطه بعدسات جنود الحدود على الجانبين وانتشر كالنار في الهشيم عبر العالم ليكشف وحشية عسكر الانقلاب ويفضح فشل تأهيلهم بعدما أطلقوا عشرات الطلقات الخاطئة على هدف واضح قبل أن يتمكنوا من قتله بدم بارد.
نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا مقتل الشاب الفلسطيني على نطاق واسع، عبر هاشتاج #ليش_ قتلوه والذي احتل صدارة التريندات، فكتب معاذ حسين: "هذا تنظيم بلطجية اسمه جيش المصري شايفين الرجل اعزل واضح انه متخلف عقليا ومع ذلك قتلوه اللهم انتقم منهم واحرق قلوبهم"، فيما علق فؤاد قابسي: "لكي الله يا فلسطين ومنك لله يا سيسي الكلب وحسبي الله ونعم الوكيل".
واقرأ أيضًا: بالفيديو.. جنود مصريون يتعمدون قتل شاب فلسطيني "مريض نفسي" وعلق هشام علي المليجي: "لو كان صهيونى لاختلف التعامل نهائيا أصل جيشنا العظيم أصبح ولاؤه لصهاينة بلا حدود اللي لحم كتافه من خيرهم"، فيما غرد عبدالله أبو محمد: "يعجز اللسان عن وصف حقارة وإجرام عصابة العسكر المتصهينة".
إياد البزم، متحدث الداخلية الفلسطينية، علق على الحادث، قائلاً: "المشاهد الصادمة التي بثتها وسائل الإعلام لإعدام المواطن المضطرب نفسيا وعقليا إسحاق حسان ظهر الخميس الماضي على يد الجيش المصري على بعد أمتار من حدود رفح؛ تظهر مدى بشاعة الفعل؛ فنحن أمام حالة إعدام بدم بارد في وضح النهار، بالرغم من أن الشاب كان أعزلا وعاريا تماما؛ وكذلك رفض الجنود المصريين الاستجابة لصرخات ونداءات وإشارات رجال الأمن الفلسطيني بعدم قتل الشاب؛ إلا أنهم أصروا على إعدامه دون مراعاة لإخوة الجوار.. ندين بشدة هذا الفعل المستهجن والمنافي لكل القوانين والأعراف الإنسانية؛ وندعو السلطات المصرية لفتح تحقيق عاجل ومحاكمة الضباط والجنود المسؤولين عن هذه الجريمة."
وكتب صاحب حساب قسمًا لن أخون المعتقلين: "أصلا جيش السيسي عنده اضطراب عقلي"، وعلق سموأل الجزائري: "قمة الخسة.. نسأل الله أن ينتقم له عاجلاً غير آجل"، فيما غرد الإعلامية دعاء الشريف: "مختلون إنسانيًّا قتلوا مختلاً عقليًا.. تلك هي الحكاية".
ورغم تصوير جريمة القتل إلا أن عبيد السيسي أنكروا المقطع وشككوا في مصداقيته على خلفية ظهور أحد جنود الحدود الفلسطينية –ملتحٍ- الذي أخذ يلوح للجانب المصري بأنه مختل عقليا، إلى جانب أنه اجتاز الحدود وعلى جنود السيسي إطلاق النار مباشرة، إلا أن نشطاء غزة أعادوا نشر خبر من وكالة الأنباء المصرية التي نقلت إعادة إسرائيلي إلى الكيان المحتل بعدما اجتاز الحدود المصرية من البحر، وشتان الفارق في المعاملة بين الحليف الصهيوني والعدو العربي لدولة الانقلاب.