غادر، أمس، الفريق سامى عنان -رئيس أركان القوات المسلحة السابق، ونائب رئيس المجلس العسكرى السابق القاهرة- متوجهًا إلى الأراضى المقدسة بالسعودية، لأداء مناسك عمرة المولد النبوى الشريف، وهي ثاني عمرة لعنان خلال ال5 أشهر الأخيرة، برفقة زوجته، لمدة 10 أيام. وكانت العمرة السابقة التي أداها عنان في يوليو الماضي أثارت لغطًا سياسيًّا؛ حيث التقى خلالها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف وأحيط اللقاء بسرية، لبحث توتر العلاقات مع مِصْر. وأشارت المصادر، إلى أن عنان زار السعودية بحجة أداء مناسك العمرة، وهذا ما فعله فعلًا قبل أن يلتقي ابن نايف، فيما أحيطت الزيارة بالسرية التامة والكتمان ولم يتسرب عنها أية معلومات. فيما تداولت بعض وسائل الإعلام الإقليمية بعض التلميحات السياسية حول بدء تفكير السعودية في بديل لقائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي بعد فشله السياسي والاقتصادي والإقليمي، إلى جانب المراوغة السياسية التي ينتهجها الانقلاب في التعامل مع الدول الخليجية في الملفين اليمني والسوري، وغضب السعودية من سياسة الابتزاز التي مارسها السيسي معها، عبر عن تلك الحالة عدد من الكتاب السعوديين المقربين من دوائر الحكم، وكذا تصريحات بعض الدوائر الإماراتية حول أداء السيسي الفاشل اقتصاديًّا، وأنه بات عبئًا على دول الخليج، وكذلك استعانة السعودية بفرقتين من القوات السودانية البرية لدعم التحالف الخليجي في اليمن، وتأكيدات سعودية سابقة بضرورة خروج بشار، على عكس ما يردده النظام المِصْري بأهمية بقائه، داعما لروسيا في الملف السوري. بجانب ذلك، تقول بعض الدوائر السياسية إن السعودية تفضل سامي عنان كبديل للسيسي لتهدئة الأوضاع السياسية في مِصْر، إثر سياسات السيسي القمعية. وكان موقع "ميدل إيست آي" نشر مقالا للكاتب البريطاني الشهير ديفيد هيرست تحدث فيه عن تدهور العلاقات بين عبد الفتاح السيسي والسعودية، بعد اكتشاف أن الفريق سامي عنان رئيس أركان الجيش المِصْري سابقًا تواجد بالمملكة مؤخرًا لإجراء محادثات خاصة. ونقل "هيرست" عن مصادر مقربة من المملكة أن الاستخبارات العسكرية المِصْرية طلبت من السعوديين معرفة السبب وراء تواجد "عنان" هناك، وتم الرد بأن "عنان" في زيارة خاصة للمملكة بصفته الشخصية ولا يوجد مبرر للحكومة السعودية لمنعه. وأضاف هيرست -وفقًا لمصادر سعودية- فإن "عنان" من بين 3 أسماء تجري دراستها لتحل محل السيسي، والآخران هما الفريق أحمد شفيق واللواء مراد موافي، ويعتبر شفيق وموافي مقربين للإمارات. وكشف "هيرست" عن أنه خلال المحادثات التي جرت بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والملك سلمان، عبر الملك بشكل واضح عن رغبته في أن يظل الجيش هو الحاكم في مِصْر، فالسعودية تعتبر أن الجيش المِصْري هو الضامن الوحيد لاستقرار الدولة، واستقرار مِصْر وليس الديمقراطية هو ما يقلق الرياض. وأضاف أن هذا الموقف تغير خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، فلم يعد الملك يعتبر السيسي قائدًا قادرًا على حماية استقرار مِصْر، كما أن السعوديين يعتقدون أن فترة السيسي كقائد انتهت، لذلك فإن البحث يجري حاليا عن الشخصية العسكرية القادرة على تولي السلطة، فضلا عن التواصل مع جميع شرائح المعارضة السياسية المِصْرية وأغلبهم في الخارج. وتحدث عن أن "عنان" قائد هادئ، لكنه ماكر، ويعتبر أبرز المرشحين بالنسبة للسعودية، لكنه موضع شك بالنسبة للمعارضة المِصْرية بسبب الفترة التي قضاها بالمجلس العسكري بعد إسقاط حكم حسني مبارك وحتى تسليم السلطة ل"مرسي"، وهي الفترة التي أريقت فيها دماء المتظاهرين بميدان التحرير. ونقل "هيرست" عن عضو في المعارضة السياسية المِصْرية أنهم إذا كانوا يبحثون عن شخصية عسكرية فإن "عنان" هو الأفضل، لكن قبول شخص ما من قبل الجيش لا يعني قبوله من جانب الأغلبية، وهذه هي المشكلة التي ستواجه "عنان". وعلى أية حال يبقى المستقبل مفتوحًا لأية تكهنات في ظل الانهيار الاقتصادي والسياسي، ما يؤكد انفجار الوضع في مِصْر لغير صالح السيسي!!