كشفت الارتفاع المتواصل في أسعار المواد الاستهلاكية في مِصْر، عن زيف وعود عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب بخفض الأسعار نهاية شهر نوفمبر الجاري، الأمر الذي دفع قائد الانقلاب لتأجيل تنفيذ وعده بخفض الأسعار شهرًا كاملا؛ حيث أشار إلى أن خفض الأسعار سيكون بداية العام القادم. تراجع السيسي عن وعوده بخفض الأسعار وتأجيل خفضها شهرًا كاملا أثار العديد من ردود الأفعال؛ حيث أكد اقتصاديون أن وعود السيسي وهمية، وأنه من المستحيل أن يحقق وعوده في ظل السياسية الاقتصادية المتبعة من قبل نظام الانقلاب. وزعم قائد الانقلاب -في كلمته بمؤتمر افتتاح محور قناة السويس ببورسعيد- أنه خلال شهر ديسمبر سيكون هناك تقليل لأسعار السلع الأساسية في كل مِصْر من خلال منافذ ثابتة ومتحركة، مشيرًا إلى أنه خلال عشرة أيام سيتم توزيع مليون ونصف كرتونة في المناطق الأقل دخلاً بواسطة القوات المسلحة. وتعد هذه ليست المرة الأولى التي يعد فيها السيسي بخفض الأسعار، فقد سبق أن وعد من قبل شهر تقريبًا، وبالتحديد في خطابه بمسرح الجلاء، خلال الندوة التثقيفية العشرين، في الأول من نوفمبر، أن الأسعار ستشهد انخفاضًا خلال شهر دون أن يوضح الآلية، وهو ما اعتبره تجار وقتها أنه مستحيل، ليعود ويؤجل خفض الأسعار شهرًا كاملا. الولي: لن تخفض الأسعار ومن جانبه، قال ممدوح الولي -نقيب الصحفيين السابق والخبير الاقتصادي-: إن السيسي اتبع أسلوب التوزيع خلال شهر نوفمبر ليخفض أسعار السلع؛ حيث اعتمد على منافذ التوزيع من منافذ القوات المسلحة والمجمعات الاستهلاكية، ومنافذ التموين، لطرح العديد من السلع بأسعار منخفضة ليواجهه ارتفاع الأسعار.
وأوضح الولي -في تصريحات لشبكة "رصد"- أن هذا الحل لا يحل المشكلة؛ حيث إن كل هذه المنافذ ليس لها قوة أمام القطاع الخاص الذي لا يستطيع السيسي ضبط أسعاره. وأضاف الولي أن حل السيسي حل مؤقت وغير دائم وسينتهي سريعًا كما حدث في الكثير من المرات السابقة؛ حيث اعتمد الكثير من وزراء التموين في عصر الرئيس المخلوع مبارك على هذه الخطة وفشلوا. وأوضح الولي أن الأزمة الحقيقية هي أن معظم السلع المستهلكة مستوردة في حين أن سعر الدولار غير مستقر، مشيرًا إلى أن السيسي لم يتدخل في المشكلة الرئيسية وهي الإنتاج، وأن الأسعار ستستمر في الارتفاع. تخفيض الأسعار ليس قرارًا إداريًّا وقال الخبير الاقتصادي عبد الحافظ الصاوي: إن تخفيض الأسعار ليس قرارًا إداريًّا يتخذه السيسي، ولكنه مجموعة من القرارات والخطوات التي لم يتخذ السيسي منها أي شيء. وأوضح الصاوي -في تصريحات صحفية- أن السلع الاستهلاكية في مِصْر معظمها مستوردة، وأن الواردات بالعملة الصعبة، والعملة الصعبة غير متوفرة.. فكيف سيخفض السيسي الأسعار؟! وتابع الصاوي: إن رفع الطاقة ورفع الدعم لا يخفض الأسعار، مشيرًا إلى أن هذه سياسات السيسي منذ أن تولى الحكم، فالسيسي لا يدعم المنتج ويزيد من تكليفه، فكيف يريد أن يخفض الأسعار؟ وأشار الصاوي إلى أن تقديم الحلول من خلال طرح كميات صغيرة من السلع الأساسية في منافذ القوات المسلحة لن يحل الأزمة، وأن الأزمة مستمرة الشهور القادمة ولن يتم حلها يهذه الطريقة.