مجموعات من الشباب ذكورا وإناثا من تيارات متعددة، وآخرون لا ينتمون لأى تيار، اختاروا لأنفسهم شعار "استرجل"، لإيمانهم بأن الرجولة صفات وأخلاق "مش تصنيف فى خانة النوع ولا بشرب البريل"، وحددوا هدفهم برصد أخطاء المجتمع من حولهم والعمل بإيجابية لحلها ومواجهتها. "استرجل وصلح الغلط.. استرجل وخليك إيجابى.. استرجل واحمى أختك.. استرجل وماتركبش عربية السيدات".. شعارات رفعتها المجموعة فى فعالياتها تحدثت عنها شيرين بدر -30 سنة ومن مؤسسى الحملة- فى حوارها ل"الحرية والعدالة". صَوَّر وانشر البداية كما ترويها كانت من داخل عربة السيدات فى مترو الأنفاق التى لم يعد بإمكانك أن تميزها داخل القطار من كثرة "الذكور" داخلها، وهو الأمر الذى تواجهه بعض السيدات وتيأس منه أخريات، بينما تدافع عنه فئة ثالثة، ولكن شيرين لم تتمكن من السكوت عن هذه المخالفة اليومية التى تقابلها فى أثناء ذهابها وعودتها من عملها، فقررت أن تكون إيجابية وتواجه الخطأ أيا كانت النتيجة. تروى شيرين قائلة: "اتكلمت مع الرجالة اللى بتركب، ومع الستات اللى بتسكت، لكن الحال استمرت على ما هى عليه، بدأت بعدها أصور اللى بيرفض ينزل من العربة، وواجهتنى ردود بدأت باعتداء لفظى ثم تطورت لاعتداء بالضرب، وهو ما حدث معى ومع عدة بنات داخل العربات وعلى رصيف المحطة، ووصل الأمر إلى اعتراض سائق المترو على توقيفى للمترو لإنزال الراكب". وفى المرة التى تم الاعتداء فيها على شيرين كانت قد سجلت ما حدث بالفيديو على هاتفها ونشرته على صفحتها على موقع فيس بوك، وانتشر التسجيل وفتح باب نقاش كبيرا، سواء على شبكة الإنترنت أو بين من تقابلهم يوميا، وقتها أيقنت أنها فى حاجة إلى العمل من خلال فريق، فى البداية شاركت فى بعض الوقفات التى نظمتها مجموعة باسم "رصد انتهاكات المترو"، التى كانت تتم على أرصفة محطات المترو الرئيسية. حملة المترو ومع الوقت تكون فريق "استرجل" الذى قام بالتنسيق مع نظار المحطات لوضع ملصقات الحملة على الأرصفة وداخل العربات، كما شاركوا فى حملة لتأمين عربات السيدات فى أثناء عيد الفطر، ومع الوقت بدأت هذه الإيجابية تؤتى ثمارها؛ فبعد أن كانت الملصقات تختفى فى اليوم الثانى لوضعها احتفظ البعض الآخر بمكانه داخل العربة، وبعد اختفاء أفراد الأمن عن أرصفة المحطات بدأت أعدادهم تتزايد فى اليوم الثانى لعيد الفطر. كذلك قامت الحملة فى فعالياتها بتوعية الركاب بعدم التعامل مع الباعة الجائلين داخل المترو وخطورة ذلك، وهو ما جاء مردوده مع الوقت بنتيجة إيجابية؛ فبدأت نسبة الباعة تقل مع الوقت، كما رصدت المجموعة تعليقات السيدات وشهاداتهم بقلة عدد الركاب الذكور فى عربة السيدات، كما اختفت حملات الهجوم على هذه العربة، التى كانت قد كثرت بشدة قبل شهر رمضان. استرجل واحميها أما الحملة الثانية التى نظمها فريق "استرجل"، فكانت لمكافحة التحرش؛ حيث اشترك أربع مجموعات هى: (بنات مصر خط أحمر، وكما تدين تدان، واسترجل، وولاد البلد) فى حملة لتطهير منطقة وسط البلد من التحرش، من خلال توعية المارة وأصحاب المحلات والباعة الجائلين بالظاهرة وأسبابها وعلاجها. وكانت أول فعالية فى الحملة يوم الخميس 30 أغسطس، وسيتم تكرارها حتى تكون المنطقة فى العيد المقبل -الأضحى- خالية من التحرش، وهو الهدف الذى تسعى إليه الفرق المشاركة، وهذه التجربة حظيت بإشادة آخرين؛ حيث قام د. مصطفى النجار -عضو البرلمان السابق عن دائرة مدينة نصر- بتكرار الحملة فى دائرته، وتواصلت معه شيرين لعرض خدمات فريقهم ونقل تجربتهم، وهو الأمر الذى علقت عليه شيرين بقولها: "وإذا نفذ كل واحد الفكرة فى حيه أكيد هايجى يوم مصر كلها هاتكون خالية من التحرش". إيجابية شيرين واجهت ردود أفعال مختلفة؛ كان منها الهجوم العنيف ممن لا يعرفها، والبعض الآخر اعتبرها تضع نفسها فى مواضع الخطر، أما الأهل والأصدقاء فمنهم من شجعها وساندها ومنهم كما تقول عنهم: "حواليا ناس خايفة لكن من جواهم فخورين باللى بنعمله". وتستكمل قائلة: "اتهاجمت أون لاين كتير واتشتمت كتير، لكن ده شجعنى أكتر أكمل هدفى من الحملة إنى أصلح الغلط، لأن الرجولة موقف وفعل و"استرجل" هدفها إن كل واحد يسترجل ومايعملش الغلط، وحاليا بنجهز لحملة أخرى تسعى إلى كشف أحد مظاهر الفساد الموجودة داخل الجهاز الحكومى وسنقوم بمواجهته بالقانون".