واصل إعلام قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي التخبط بتفوق منقطع النظير، وراح يردد ذات العبارات المستهلكة على مدار الأيام ال20 الماضية وتحديدًا منذ إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء، حول المؤامرة الكونية لإسقاط الانقلاب العسكري، على الرغم من إعلام الجانب الروسي رسميا عن التوصل إلى ملابسات الحادث. وفى الوقت الذى لم يبرح فيه الأذرع الإعلامية وقبلهم حكومة العسكر المربع صفر، بالبحث خلف كافة الفرضيات حول أسباب سقوط طائرة "كاجوليم أفيا"، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعلن النتائج التى توصلت إليها فرق التحقيقات بوجود بقايا لمادة ال "TNT" ما يكشف عن نجاح تنظيم "الدولة الإسلامية" فى ذرع قنبلة بدائية الصنع على متن الطائرة. ومع إعلان مجدي عبدالغفار وزير داخلية العسكر عن مواصلة فرق التحقيقات العمل على كشف أسباب الحادث، كانت روسيا وبريطانيا يفرضان حظرا جويا على مِصْر، وتمضي موسكو فى تكثيف الغارات الانتقامية فى الرقة السورية، وترصد مكافئة للعثور على المُنفذ، وتهدد ضمنيا بإمكانية توجيه ضربات ضد التنظيم فى سيناء. كل تلك التطورات المتسارعة فى المشهد لم تؤثر على التناول الإعلامي فى دولة السيسي، فخرج المذيع المقرب من الأجهزة الأمنية سيد علي ليصرخ على وقع كشف "ولاية سيناء" عبر موقعه الإعلامي "دابق" عن العبوة الناسفة التى ذرعها على متن الطائرة. العبوة بدائية الصنع التى كشف عنها التنظيم الموالي ل"الدولة"، عبارة عن مادة متفجرة داخل علبة مياه معدنية "كانز" معلنا عن تسريبها عبر ثغرة فى منظومة أمن مطار شرم الشيخ، أصابت إعلام السيسي بالجنون، ليعاود الحديث عن المؤامرات الاستخباراتية ودورها فى توقيت كشف التنظيم المسلح عن تفصيلات الحادث. وزعم علي، أن الطائرة الروسية من طراز إيرباص كانت قادمة إلى شرم الشيخ من تركيا، وهو ما يطرح فرضية ذرع القنبلة فى البلد الأوروبي، متجاهلا ما كشفت عنه الصحف البريطانية وفقا لمعلومات استخباراتية عن خلل منظومة الأمن فى المنتجع السياحي فضلا عن الاستعانة بأجهزة مزيفة للكشف عن المفرقعات. وزاد مذيع العاصمة من التضليل، مشيرا إلى أن الجميع تجاهل قيام الاحتلال الإسرائيلي بمناورات عسكرية فى المنطقة –هى الأكبر- ما يطرح إمكانية إسقاط الطائرة من الجانب الصهيوني، خاصة أن الكيان الصهيوني كان أول من أعلن عن سقوط الطائرة بالتقاط صور للحظات انفجارها عبر أقمارها الصناعية. فرضيات إعلام السيسي تفضح حالة العشوائية المسيطرة على أذرع الانقلاب؛ حيث إن طرح "ولاية سيناء" للعبوة الناسفة يفند أكاذيب ذرعها فى أنقرة، مع التأكيد على خلل منظومة الأمن، كما أن فرضية إسقاط الاحتلال للطائرة يترتب عليه أن الجانب الصهيوني اخترق الأجواء المِصْرية وقام باستهداف طائرة على أراضيها وتنفيذ عملية إرهابية فى أجواء سيناء، وهو ما يطرح حول الصمت العسكري إزاء الانتهاك الاحتال الإسرائيلي.