وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسومًا بشأن فرض حظر مؤقت على الرحلات الجوية إلى مصر اعتبارًا من 8 نوفمبر الجاري، على خلفية حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء وتزايد احتمالية تعرضها لهجوم إرهابي يفضح منظومة أمن الانقلاب، ليوجه ضربة موجعة للقطاع السياحة المتأزم والاقتصاد المنهار. ونص المرسوم الرئاسي الروسي -بحسب وكالة "روسيا اليوم"- أنه "يفرض حظر مؤقت على شركات الطيران الروسية نقل المواطنين من أراضي روسيا الفيدرالية إلى أراضي جمهورية مصر العربية"، كما توصي الوثيقة الشركات السياحية الامتناع عن بيع حجوز الرحلات إلى مصر للمواطنين. وألزم القرار الحكومة الروسية باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لعودة المواطنين الروس من مصر على الفور، إضافة إلى ضرورة أن تنسق وزارة الخارجية الروسية الإجراءات ذات الشأن مع السلطات المصرية. وكانت السلطات الروسية قد أرسلت فريقًا من الخبراء إلى مصر للوقوف على المستوى الأمني للمطارات هناك، في الوقت الذي تم فيه إعادة نحو 11 ألف سائح روسي من مصر في الساعات ال24 الأخيرة؛ الأمر الذي ترك معه المنتجع السياحي الأهم خاويا على عروشه. وكشف نائب رئيس الوزراء الروسي أركادي دفوركوفيتش أنه تم في غضون الساعات ال24 الماضية إعادة زهاء 11 ألف سائح روسي إلى البلاد، وأنه سيتم اليوم نقل أعداد قد تفوق ذلك بعض الشيء، وربما اليوم سيشهد عملاً مضنيًا على هذا الصعيد. ولفت النظر إلى أن عدد السياح الروس الذين تواجدوا في مصر حتى إعلان موسكو حظر تسيير الرحلات الجوية إلى هناك بلغ زهاء 80 ألفا، مضيفًا: "من البديهي أن عدد رحلات الإياب أقل منها خلال الأيام العادية، فيما سيزداد عددها طبعًا، ولم نواجه يوم أمس أي صعوبات، باستثناء بعض التعقيدات التي برزت حتى سوينا مسألة أمتعة السياح، إلا أن الرحلات استمرت في أعقاب ذلك بشكل منتظم ودون تأخير يذكر". على صعيد متصل، قامت طائرتا شحن روسيتان بنقل أمتعة السياح الروس من مطاري شرم الشيخ، والغردقة، في إطار الإجراءات التي تتخذها روسيا للحفاظ على سلامة عودة مواطنيها من مصر. وزارة الدفاع الروسية من جهتها أعلنت في بيان رسمي، أن طائرتي شحن عسكريتين من طراز "إيل-76" وصلتا إلى شرم الشيخ والغردقة لنقل أمتعة السياح إلى البلاد، على أن يبدأ إجلاء المواطنين إيابا بعد رفع الحظر المفروض بقرار من الرئيس فلاديمير بوتين على تسيير رحلات الركاب الجوية من روسيا إلى مصر. وذكر دفوركوفيتش أن أول فريق من الخبراء الروس قد غادر إلى مصر أمس الأحد، للوقوف في غضون أيام مع نظرائهم المصريين على مستوى الإجراءات الأمنية المتخذة في المطارات المصرية، كما ستلتحق بفريق الخبراء كذلك مجموعة إضافية من المختصين لنفس الغرض. ولفت النظر إلى أنه تقرر كذلك إيفاد فريق ثالث من الخبراء للتحقق من المستوى الأمني في المطارات المصرية الرئيسية ليعكف على تقديم توصيات تندرج في إطار تعزيز المستوى الأمني في المطارات هناك، كاشفا عن أن فرق الخبراء تضم مختصين من الوكالة الفدرالية الروسية للنقل الجوي "روس آفياتسيا"، وجهاز الأمن الفيدرالي الروسي. وكانت أذرع السيسي الإعلامية قد تسابقت من أجل نفي تعنت الجانب الروسي ضد مصر فى ظل حالة التوافق التام والعلاقة الحميمية التي تربط قائد الانقلاب مع بوتين، في الوقت الذي أعلن فيه الكرملين أن بريطانيا أخطرت الجانب الروسي بمعلومات خطيرة حول كارثة الطائرة المنكوبة.