سلطت مراكز بحث وصحف أجنبية، خلال الأسبوع المنصرم (18/ 23 يوليو2015)، الضوء على عدة قضايا تتعلق بالمنطقة والشأن الداخلي المصري؛ كان أهمها التغيرات الإقليمية التى تشهدها المنطقة العربية، وعلى رأسها التقارب المصري الإيراني وتغير السياسة السعودية تجاه الإخوان، وعجز الجيش المصري عن مواجهة التمرد فى سيناء، إضافة إلى تحولات كبرى داخل حركة الإخوان المسلمين. التقارب المصري مع إيران
كان أهم هذه التحولات الكبرى هو الاتفاق النووي الإيراني وتداعياته التى يراها البعض كارثية على المنطقة العربية، وخصوصا على بلدان الخليج العربي، خصوصا بعد رفع الحصار والعقوبات الغربية عنها خلال المرحلة المقبلة، وهو ما يسهم بحسب مراقبين فى تعزيز النفوذ الإيراني فى المنطقة باعتبارها قوة إقليمية لها تأثيرها على المنطقة.
تطرق إلى ذلك مركز "بروكنجز"، مشيرا إلى احتمالية التقارب الإيراني المصري بعد توقيع الاتفاق النووي، قائلا: «خلال عامي 2011 و2013 في القاهرة، عاصمة أكبر دولة عربية، كان المصريون يدشنون علاقات تجارية جديدة مع الأتراك.
وفي عامي 2013 و2014، بدأت مصر علاقات جديدة مع السعوديين والإماراتيين. فهل نرى الإيرانيين في عام 2016 أو 2017 يرتادون الفنادق القاهرية؟».
السعودية تستقبل قيادات إخوانية
اهتمت صحيفة "ك. س. مونيتور" بزيارة قادة حماس للسعودية وهي الخطوة التي اعتبرتها الصحيفة تمثل "خروجا كبيرا على سياسة الرياض العدوانية تجاه الحركة"، مشيرة إلى أن الزيارة لم تكن العلامة الوحيدة على تقارب المملكة مع الإخوان؛ حيث استقبلت المملكة العديد من رموز الإخوان في المنطقة في الشهور الأخيرة مثل الغنوشي وهمام سعيد ود. عبد المجيد الزنداني.
كما اهتمت "نيويورك تايمز" بتقرير "رويترز" حول زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل للسعودية والتي اعتبرتها الوكالة جزءا من الجهود التي تبذلها السعودية لمواجهة إيران.
وأشار التقرير إلى أن السعودية، ومن خلال بناء العلاقات مع حماس، ربما تخفف من حدة التوتر مع حلفاء الإخوان في المنطقة. فيما - اهتم موقع "ميدل إيست مونيتور" بنفي حركة حماس طلب الحركة من السعودية الوساطة مع مصر؛ حيث أكدت على وجود قنوات اتصال مع المسئولين المصريين وأن الاتصالات لم تنقطع من الأساس.
تحولات كبرى داخل الإخوان
وحذر مركز "ستراتفوز" من أنه «كلما شدد النظام حملته على الإخوان، أصبح أعضاء الجماعة أكثر عرضة لجهود التجنيد التي يبذلها المتشددون، وهذا ينطبق بشكل خاص على جيل الشباب، الذي شهد صعود مرسي إلى السلطة ولم يشهد في فترة حياته القمع العنيف الذي تعرضت له الجماعة في مصر خلال الخمسينيات والستينيات.
وفي الوقت ذاته، تؤدي الحملة الأمنية إلى تطرف جماعة الإخوان ذاتها، ورصد تحولا في صفوف الجماعة من: (1) التركيز على نقل القيم الدينية لجيل الشباب (2) إعدادهم لخوض مواجهة عنيفة محتملة مع حكومة السيسي» عازيا ذلك إلى سياسات القمع العنيفة التى يمارسها انقلاب السيسي بحق الجماعة وعناصرها، وهو ما يهدد البلاد على المديين: القريب والبعيد، على حد سواء.
كرر مركز "ستراتفور" التأكيد في أكثر من تحليل، مؤخرًا، على أن الجمود الهيكلي للجيش المصري يجعله عاجزا عن حسم المعركة مع المتمردين في سيناء، مرجحًا أن تضع مصر وإسرائيل وحماس خلافاتهم جانبًا لوقف الزخم المتزايد لتنظيم الدولة، بالنظر إلى أن "الحركة لن تستطيع السيطرة على القطاع إلا بمستوى معين من التفاهم" مع الجانبين.
وشكك "ستراتفور" في صحة التقارير التي تشير إلى تنسيق بين حماس وتنظيم الدولة في سيناء؛ نظرا للاختلاف بين التنظيمين على مستوى الأهداف والأيديولوجيا، وحذر من أن مصر لا تواجه تهديدًا وجوديا من قبل فروع تنظيم الدولة أو الجماعات الجهادية الأخرى التي تحاول زعزعة استقرار البلاد، لكن بإمكان "ولاية سيناء" أن تسبب قدرا كبيرًا من الاضطراب، بما يكفي لعرقلة طموحات القاهرة لإظهار تأثيرها خارج حدودها.
وفى "الإندبندنت" تهكم الكاتب البريطاني روبرت فيسك من بيانات المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية، قائلا: «كانت صور الفرقاطة المصرية المشتعلة على ساحل سيناء، الأسبوع الماضي، بمثابة تحذير للسياسيين الغربيين»، ثم يواصل سخريته: «خرج المتحدث العسكري في القاهرة ليعلن أن سيناء صارت "100% تحت السيطرة"، لكن بعد تدمير القطعة البحرية بشكل شبه كامل الأسبوع الماضي يتبادر إلى الأذهان التساؤل الآتي: من الذي يتحكم بشبه جزيرة سيناء؟!».
زيادة التحرش ضد المرأة
رصد مركز "وودرو ويلسون" الدولي للباحثين زيادة التحرش ضد المرأة المصرية، ليس فقط في الشوارع ولكن أيضًا على الإنترنت، وهي الممارسة التي "أصبحت شائعة على نحو متزايد".
وفي المقابل رصد عن انخفاض ختان الإناث أظهر تقرير أصدرته وزارة الصحة أن 92% من النساء المتزوجات في مصر خضعن لعملية الختان، وهو ما يمثل انخفاضًا عن 97% في عام 2000.
وفي الشهر ذاته، أظهر المسح السكانى الصحى أن ختان الإناث انخفض بنسبة 13% منذ العام 2003 في أوساط الفتيات ما بين 15 إلى 17 عاما.
ورغم أن مصر أطلقت استراتيجية وطنية لمكافحة الختان في يونيو، إلا أن النشطاء يشيرون إلى قصورها، واستشهد المركز بتقرير نشره الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان في يونيو أفاد بأن السلطات المصرية استخدمت العنف الجنسي على نطاق واسع ضد المعتقلين.