فى الوقت الذى وقف فيه قائد الانقلاب في أكبر دولة عربية ليطعن في النصوص الإسلامية المقدسة ويطالب بثورة دينية تطيح بثوابت العقيدة زاعما أنها تُحرض على العنف –وهي التصريحات المريضة التى استغلها المتطرفون للهجوم على الإسلام-، وقف نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي ليدافع عن الإسلام ضد المحاولات العنصرية لمهاجمة الدين الذى يعتنقه قرابة مليارى مسلم حول العالم ويتخذ إجراءات رادعة تجاه من يتجاوز بحق الأديان السماوية. النادى الإنجليزي العريق قرر في بيان رسمي طرد كشّاف أوروبي يعمل لديه بعد مخالفته أعراف ومبادئ النادي بكتابة تعليقات عنصرية على مواقع التواصل الإجتماعي، تحمل عداء للإسلام وتستفز مشاعر عشاق المانيو من المسلمين لما تتضمنه من إساءة ودعوة للتحريض ضد أبناء الأمة الإسلامية. وأوضح مانشستر أن قرار طرد كشاف النادي في أوروبا الدنماركي "توربين أشاير" –الذى إنضم إلى اليونايتد في عام 2011- بسبب منشورات تضمن عنصرية معادية للإسلام بعدما وصف المسجد بأنه مكان لتعليم المؤامرات ومطالبة بلاده بالتصدى لهجرة المسلمين، وبناء عليه قام النادى بفسخ عقده بعد تحقيق سريع. موقف النادى الإنجليزى من ثوابته التى ترفض التجاوز بحق الأديان السماوية وتحافظ على مشاعر أنصاره حول العالم، جاء ليفضح مسارعة حكام العرب لتقديم القرابين على مذبح إهانة الرسول في مسيرة "شارلى إيبدو" الفرنسية، بل والوقوف صفا واحدا إلى جانب قتلة المسلمين في فلسطين وسوريا والعراق وغرب إفريقيا، وفى مقدمة تظاهرة تحمل لافتات تسيئ إلى النبى محمد صلى الله عليه وسلم، دون أن يحمر وجه أحد هؤلاء غضبة لخاتم الأنبياء. الصحيفة الفرنسية البذيئة تمسكت بموقفها المسئ للإسلام والمهين لمشاعر المسلمين تحت ذريعة حرية الرأى والتعبير، بل واستغلت الحادث "المصنوع" من أجل زيادة مبيعاتها قرابة 20 ضعفا أنقذت موقفها المالى من الإفلاس، وهو موقف لا يمكن أن تلام عليه في ظل حالة التذلل والخنوع والهوان لم ولّى أمر المسلمين ومن قدم نفسه للمجتمع تحت لافتة "مثقف". شيخ الأزهر –وأحد رموز الانقلاب العسكرى في مصر- خرج لينتقد العملية "شارلى" قبل أن يدين الرسومات المسيئة للرسول أو يستنكر تحدى الصحيفة بتكرار نشرها وطباعة 3 ملايين نسخة بأكثر من لغة، وطالب المسلمين بتنكيس الرؤوس وتجاهل تلك الرسوم وكأنه يرأس مؤسسة حقوقية أو إحدى منظمات حرية التعبير وليس أكبر مؤسسة دينية في العالم الإسلامي. بدورها خرجت صحيفة "المصري اليوم" الانقلابية، بعنوان "كلنا شارلي" في صدر صفحتها –على خطى الصحف المسيئة للإسلام- لتوجه رسالة يتبنها النظام الانقلابى بأن اتهام الإسلاميين أهم من الدفاع عن رسول الله، في حين خرجت الصحف الجزائرية بالمقابل بعنوان موحد "كلنا محمد".
على ذات الخطى سار الدهماء والمتردية والنطيحة ونخب الانقلاب، فحمل الانقلابى إبراهيم عيسي المسلمين مسئولية الإساءة للرسول، دون أن يكلف نفسه عناء استنكار فعل الإعلام الغربى المسيئ، أو التنديد بتلك الحرية المزعومة التى تسئ للأديان السماوية وتسخر من الأنبياء، تلك الفاشية تجاه الإسلام والانبطاح أمام الغرب، تطرح سؤال هاما.. هل لو طالت الرسول المسيئة قائد الانقلاب هل كان هو الموقف المتخاذل ذاته أم تكون القطيعة كما حدث مع تركيا وقطر والمغرب الآن، أم أن الذات السيساوية أهم من سيد الخلق؟.