يرى د. حسام عقل-رئيس المكتب السياسي لحزب البديل الحضاري- في إطار تحليله لليوم الأول للإضراب الجزئي الذي دعا إليه "الائتلاف الثوري للحركات المهنية-"حراك" أن الإضراب يؤكد أنه بلا شك أن القمعين الاجتماعي والأمني لا بد وأن يولدا حركات احتجاجية مصاحبة تختلف جذريا عن النسيج السياسي والثوري التقليدي، فحركات مثل حركة "الائتلاف الثوري للحركات المهنية-"حراك"، وحركة "ضنك" وحركة "جوعتونا" ليست من الإخوان المسلمين، ولا من الأحزاب المعروفة، بل إنها كلها حركات عبارة عن إفرازات شبابية ناقمة وغاضبة من تردي الأوضاع المعيشية وغلبة القمعين الأمني والاجتماعي. مؤكدا في تصريح خاص ل"الحرية والعدالة" أن تصامم النظام بتجاهل الأنّات والأوجاع الاجتماعية سيوسع رقعة الاحتقان والإضرابات التي قد تصل في بعض المراحل للعصيان المدني الكامل، ولذلك يعتقد أن الصوت الأعلى في الفترة القادمة سيكون للحركات الاجتماعية والاحتجاجية النقابية والعمالية. وقال "عقل" إنه من أسف مع زيادة جرعات القمع بأشكاله وعدم الإنصات لنبض المبادرات الوطنية التي تطرح حلول الداخل وليس حلول الخارج، فلا بد أن نتوقع نشأة حركات خارج حسابات اللحظة والمشهد السياسي. منها حركات ذات طابع اجتماعي ثوري تدافع عن لقمة الخبز واستمرار الدعم وحقوق الفقراء. وقال ومن أسف أن النظام يزيد الأمور تأزما بإصراره على التمادي في سياسات القمع الأمني والإجهاز على الحلول السياسية. متوقعا أن تزداد حركات المعارضة الغاضبة الخارجة من رحم الشباب، وأن تتعمق أفقيا ورأسيا، والتمدد الرأسي بمعنى أن نشهد حركات لها آليات وأساليب واضحة وجديدة أكثر فعالية، أما التمدد الأفقي للحركات يعني أنها لن تكون وقفا فقط على القاهرة والإسكندرية بل ستتغلغل في المحافظات والقرى والنجوع والكفور.مضيفا أن امتداد هذه الحركات وتشعبها سيكون في الأمد القريب لأن ثقافة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي اختصر المسافات والوقت كما أن أخطاء النظام بغير حصر. محذر من خطورة وتبعات الضغط الأمني الشديد وعدم حدوث انفراجات وطنية ما سيولد في المستقبل حركات أخرى قد تخرج عن السلمية مع تزايد القمع الأمني الممنهج والمتواصل.