أكد محللون سياسيون فلسطينيون ارتفاع شعبية حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عقب العدوان الصهيوني الأخير بعد أداءها العسكر ضد الاحتلال. وقال المحللون -بحسب وكالة الأناضول- إن "انسحاب حماس من العمل السياسي قبل أسابيع من الحرب، وعودتها للمقاومة عزّز من شعبيتها المتزايدة". وتوقع المحللون أن ارتفاع تأييد المواطنين للحركة والمقاومة، يتوقف الآن على أدائها بعد الحرب، وقدرتها على البعد عن المناكفات السياسية، وإتمام المصالحة، وتقديم المساعدات الإنسانية والمجتمعية. ووفقًا لاستطلاع رأي، أجراه "المركز الفلسطيني للدراسات السياسية والمسحية" (مستقل)، في الضفة الغربية، فإن 61% من الفلسطينيين سينتخبون نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية رئيسًا لهم، إذا تم إجراء انتخابات رئاسية، مقابل 32% فقط سيمنحون أصواتهم للرئيس الفلسطيني محمود عباس. ويرى "هاني حبيب"، الكاتب في صحيفة "الأيام" الفلسطينية (مستقلة)، الصادرة من الضفة الغربية أن ارتفاع رصيد الحركة شعبيًا بعد الحرب "الإسرائيلية"، أمر طبيعي أوجده أداءها العسكري الجيد خلال الحرب. وأضاف: "استطلاعات الرأي العام تدرس لفترة معينة، وهي متغيرة حسب التبعات والمتغيرات، ولتحافظ الحركة على هذه الشعبية بعد الحرب، عليها أن تربح معركة إعادة البناء والسياسة". ومضى "حبيب"، قائلا: "لو حافظت حماس على وقف إطلاق النار الذي يريده الشعب، وأعادت الإعمار كي لا يشعر المواطن بأن الحرب حققت له الويلات، فإن هذا التأييد سيزداد بالفعل". وشنت "إسرائيل" حربًا على قطاع غزة في 7 يوليو الماضي، استمرت لمدة 51 يومًا، وأسفرت عن مقتل 2149 فلسطينيًا، وإصابة 11 ألف آخرين. من جانبه، قال "طلال عوكل"، الكاتب السياسي في عدد من الصحف الفلسطينية، إن "المجابهة القوية للمقاومة أثناء الحرب أدت إلى تصاعد شعبيتها محليا وعربيًا". وأضاف: "المزاج الشعبي يتبدل من يوم لآخر، ونحن أمام جرح كبير خلّفته الحرب، والسلوك اللاحق لحماس، وفتح وجميع الفصائل هو ما سيحدد حجم التأييد لهم". ووفقا ل"عوكل"، فإن أداء المقاومة العسكري، والاستخباراتي، وشعور الناس بالفخر لذلك، خفف عن كاهلها حجم الانتقادات الواسعة التي واجهتها قبل الحرب، وخلال فترة الحكم. وأشار إلى أنه على الحركة السعي لتحقيق الوحدة والمصالحة الوطنية، والتواضع مع المجتمع والقوى السياسية، للحفاظ على ما أنجزته خلال الحرب. وأوضح استطلاع "المركز الفلسطيني للدراسات السياسية والمسحية" أن 72% من الفلسطينيين يؤيدون تبني حماس في الضفة الغربية "نهجها المسلح" الذي تتبعه في غزة، فيما يعتقد 79% منهم أن المقاومة كسبت الحرب، بينما أيد 86% ممن شملهم الاستطلاع إطلاق الصواريخ على الكيان الصهيوني في حال لم ترفع حصارها عن القطاع. وأشار المركز إلى أن هذه هي المرة الأولى منذ 8 سنوات التي يدعم فيها أغلب الفلسطينيين قائد حماس في غزة. وأظهر الاستطلاع أن 57%، يرفضون حل التنظيمات المسلحة في قطاع غزة، على عكس نتيجة سابقة للمركز ذاته أظهرت أن 33% فقط، كانوا يعارضون حل التنظيمات، بينما يؤيد 25% هذا الإجراء في حال تم رفع الحصار وإجراء انتخابات، مقابل 13% يدعمون هذا الإجراء بعد قيام سلام مع إسرائيل. في هذا السياق، أوضح "هاني البسوس"، أستاذ العلوم السياسية والاقتصادية في الجامعة الإسلامية، أن مبارحة حركة حماس العمل السياسي، وعودتها للمقاومة كان عاملا مهما لحصد هذا الرصيد من الشعبية لأول مرة منذ ثماني سنوات. وأضاف: "ارتفع التأييد الشعبي للحركة على عكس المتوقع، وخلافا لما ظنته إسرائيل بأن الحرب ستزيد من الانتقاد الشعبي لحماس، وهذا يعود للعمليات النوعية التي نفذها عناصر الحركة في الحرب". ونصح "البسوس" الحركة بالتركيز على العمل المقاومة والجانب الإنساني والمجتمعي، وتقديم المساعدات للمواطنين، لتحافظ على شعبيتها وتزيدها. ووفقا للاستطلاع، فإن نسبة 94% راضون عن أداء حماس العسكري في مواجهة قوات الجيش الإسرائيلي خلال الحرب الإسرائيلية، و78% راضون عن أداءها في الدفاع عن المدنيين، فيما قال 89% من المستطلعة آرائهم إنهم راضون عن أداء حماس الإعلامي. وأشار المركز إلى أن نسبة الرضا عن الرئيس عباس، تراجعت من 50% قبل شهرين إلى 39%. وفي حال أجريت انتخابات رئاسية بين هنية، والأسير في السجون الإسرائيلية، مروان البرغوثي، عضو اللجنة التنفيذية لحركة فتح، فإن الأخير سيحصل على نسبة 45%، مقابل 49% من نسبة الأصوات ستكون لصالح هنية، على عكس نسبة استطلاع أجري سابقًا حصل فيه البرغوثي على 58% من نسبة الأصوات، وهنية 38%.