أكد مصطفى خضري - رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام "تكامل مصر" أن الإلهاء الإعلامي أحد الأدوات الشهيرة في إعادة توجيه الرأي العام، ويستخدم بشكل مكثف بواسطة الأجهزة الأمنية في كل بلاد العالم تقريباً. وقال :مع اختلاف أدوات الإلهاء الإعلامي من بلد لأخرى حسب المؤثرات الإعلامية الاكثر شداً للجمهور المستهدف، فإنّ الهدف واحد وهو إبعاد عقول الجماهير عن قضايا مهمة وإثارة لغط قوي ما بين مؤيد ومعارض مما يمنح تلك الأجهزة العمل بعيد عن عيون شعوبهم.
وأضاف في تصريح خاص ل"الحرية والعدالة" النظام المصري استخدم الإلهاء الإعلامي عن طريق التسريبات اللاأخلاقية كأخبار الراقصات والفنانات والدعارة والشذوذ منذ الحقبة الناصرية بشكل دائم عن طريق الصحفيين المنتمين للأجهزة الأمنية، ومع تقليد النظام الحالي لأدوات الحقبة الناصرية بشكل حرفي فقد كان من المتوقع وجود تلك الأخبار بشكل مكثف مع ارتفاع الأسعار وزيادة معدلات التضخم وقلة الناتج القومي وزيادة بطش الأجهزة الأمنية واهتزاز صورة النظام المصري الحالي بعد ظهور فضيحة اشتراكه في دعم الانقلاب الليبي، ولكن السبب الأهم هو توجيه عقول الشباب المصري (الفئة المستهدفة) بعيداً عن انتصار المجاهدين في غزة وليبيا والعراق وسوريا.
وحول مدى الاستجابة لسياسة الإلهاء واصل "خضري" تحليلة :أنه بعد ما يقرب من أربع سنوات منذ قيام ثورة يناير اختلفت اهتمامات الشباب المصري وأصبح يمتلك روح مغايرة للأجيال السابقة والتي طغت عليها الانهزامية والخنوع، الشباب الحالي وهو الفئة المستهدفة من تلك الأخبار أصبح الكثير منه يبحث عن كيفية بناء الأمة الإسلامية وليس الرقص والخلاعة وأخبار الشذوذ، بل إنّ المواقع الاجتماعية التي يتحكم فيها هؤلاء الشباب تستخدم تلك الأخبار في فضح النظام وتعريته أمام المجتمع.
وتابع : عندما سقطت الأندلس بغياب الفضيلة وانتشار الشذوذ والزنا؛ وجدها أعداء الإسلام وصفة سهلة التطبيق لإسقاط أي دولة إسلامية، تلك الوصفة مازالت تستخدم حتى الأن في أدبيات الأعمال المخابراتية ضد كل ما ينتمي للإسلام، فقيام دولة إسلامية على منهاج النبوة في مصر يمكن أن يعيد بناء خريطة العالم وهو ما يخشاه النظام العالمي الموحد ( الأرثوذكسية في روسيا- البروتستنتية في أمريكا- الشيوعية في الصين).
أوضح "خضري" أنه لا شك في أنّ هناك فئات من المجتمع لابد وأن تتأثر من تلك الأخبار ولكن هذه الفئات ليست مؤثرة في الحراك الشعبي، داعيا إالي وجود استراتيجيات إعلامية مضادة تحض على الأخلاق وتفضح شيوخ النظام وإعلاميه المستخدمين في نشر تلك الأخبار، مع إعادة بث إعلامي مكثف لمواد صحفية تدل على أخلاق وتدين المجتمع المصري وقصص الشباب حفظة القرآن من الجنسين في إعادة لتوازن صورة المجتمع في عيون الشباب المستهدف.