قالت صحيفة "جارديان" البريطانية إن "توني بلير" مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط والمستشار الاقتصادي لقائد الانقلاب العسكري يجسد الفساد والحرب، لذا يجب طرده من منصبه الدولي، لافتة إلى أنه دعم الانقلاب العسكري على الحكومة المنتخبة في مصر العام الماضي. وأضاف المقال المنشور اليوم أن مصر تعيش اليوم تحت وطأة حملة وحشية من القمع المتواصل منذ الانقلاب العسكري على الرئيس المصري المنتخب د. محمد مرسي العام الماضي، مشيرة إلى مقتل ما يزيد عن 2500 متظاهر في الشوارع وبلا رحمة على يد قوات الأمن، وسجن واعتقال أكثر من 20 ألف ناشط، والحكم على 1000 آخرين بالإعدام، فضلا عن كبت الحريات وانتهاج سياسة التعذيب المنهجي للسجناء والمعتقلين. وأشارت الصحيفة إلى الحكم الأخير بالسجن ضد صحفيي قناة الجزيرة الثلاثة 7 و10 سنوات بزعم نشرهم "أخبارًا كاذبة". وتابع المقال أن قائد الانقلاب العسكري في مصر الجنرال عبد الفتاح السيسي الذي أصبح اليوم رئيسًا لمصر، بعدما حصوله على 96% من أصوات الناخبين عبر انتخابات وصفته بالمزورة، حظر جماعة الإخوان المسلمين صاحبة الأغلبية في جميع الاستحقاقات الانتخابية الحرة التي تمت عقب ثورة 25 يناير. وأشار المقال إلى أن هذا هو النظام الذي من المفترض أن يعمل معه مبعوث الرباعية للسلام "توني بلير" الذي تم اختياره مستشارا اقتصاديا للسيسي لعملية "الإصلاح الاقتصادي في مصر" كجزء من البرنامج الذي تدعمه دولة الإمارات العربية المتحدة، لافتة إلى أن "بلير" يسعى حاليًا للحصول على أكبر دعم ممكن لهذا "الديكتاتور المصري" على حد تعبير الصحيفة. وأضاف المقال أن "بلير" كان يمثل صورة من صور الفساد في قلب الحياة العامة ببريطانيا، موضحا أن "الإصلاح الاقتصادي" الذي يسعى "بلير" إلى تطبيقه في مصر ينطوي بلا شك على الخصخصة والتحرر من القيود التي تعيق عمل ممولي هذا المشروع، الأمر الذي أثبت فشله في بريطانيا.