قال التحالف الثوري لنساء مصر، إن مصر مرت طيلة الثلاث سنوات الماضية بتغيرات شديدة؛ فبعد ثورة 25 يناير المجيدة؛ وبعد أن استعاد الشعب المصري حريته وكرامته وبدأ أولي خطواته في تحقيق العدالة وبناء دولة القانون؛ فجأة ارتدت الحالة الديمقراطية في مصر علي أعقابها؛ ولم تتوقف فقط في ارتدادها إلي حكم مبارك المخلوع بقسوته وفساده؛ بل سارعت من خطوات النكوص والتراجع حتي وصلت إلي دولة عسكرية قمعية فاشية تُحكم بالحديد والنار؛ فُتحت فيها أبواب المعتقلات والسجون علي مصراعيها وأُغلقت فيها أبواب التنمية والنهضة والمشاريع القومية. وأضاف التحالف - في بيان له خلال مؤتمر المرأة بين عام وعام - أنه منذ انقلاب 3 يوليو الماضي والحقيقة أن حالة حقوق الإنسان في مصر في تردٍ وتراجع مستمر، وهي حالة لم تكن المرأة بعيدة عنها حيث وصل عدد الشهيدات نحو 100 شهيدة و المعتقلات منذ الانقلاب و حتى يومنا هذا حوالي 1500 معتقلة؛ مازال منهن حتى الآن حوالي 80 معتقلة خلف أسوار السجون من مختلف المحافظات و بمختلف التيارات، إضافة لعشرات الشهيدات و مئات المصابات. وأشار التحالف النسائي أن الفتاة المصرية تواجدت بقوة في الحراك الطلابي، فهي جزء من هذا الجيل الذي يبني مستقبله والذي آمن بثورة يناير وتفجير الشباب لها؛ ولكن دولة الانقلاب التي تقتل وتعتقل وتعذب الشباب مارست نفس الانتهاكات بحق الفتيات بلا أية مراعاة لخصوصية المرأة وعِظم جريمة التعرض لها في كافة الأديان والأعراف ولفت إلى أن الثلث الأول من شهور يونيو الحالي شهد نموذجا صارخا للاعتداء علي النساء والفتيات في السجون؛ حيث تعرضت المعتقلات بسجن القناطر إلي اعتداء بالغ وصل إلي حد الضرب المبرح وحرق المتعلقات حتي الأدوية منها؛ ما أسفر عن إصابات بالغة بكسور و كدمات فضلا عن اصابة البعض بنزيف حاد في الرحم نتيجة تعمد الضرب في منطقة الحوض. وعلي صعيد آخر وفي الشق السياسي؛ تتعرض المرأة منذ الانقلاب للعنف والاضطهاد بل والقتل والقنص والاعتقال، نظرا لممارستها حقها السياسي في إبداء الرأي عن طريق مشاركتها في التظاهرات والمسيرات السلمية، وتعرضت المرأة للقتل في مذابح الإبادة الجماعية في رابعة والنهضة، وغيرها من المذابح في جميع أنحاء مصر. أما علي الصعيد الاجتماعي ؛ فقد آلت كل مظاهرة التكريم والحديث عن المرأة في ظل الانقلاب مآلات سوقية دونية لا تري في المرأة سوي جسد يتمايل للرقص أو يستمع إلي أحاديث الهزل والمزاح من قبل قائد الانقلاب وأعوانه. هذا في مقابل ما عرفنه من الرئيس محمد مرسي من الإهتمام بآرائهن السياسية والاقتصادية وغيرها من الآراء التي كانت تُستثمر لخدمة ورفعة الوطن لا للنيل من قدره وقدر نسائه المصونات الحرائر. وأختتم التحالف الثوري لنساء مصر بيانه بالاعلان باسمه وكافة الحركات الثورية المنضوية تحته أنه يمد يده مصافحا كل فرد أو حركة أو قوي ثورية أو شخصية اعتبارية تجعل من ضمن أهدافها إعادة المسار الديمقراطي وتحقيق مباديء ثورة 25 يناير.