دخلت فاكهة البطيخ مؤخرا ميدان المواجهة والسباق بين المنتجات الفلسطينية من جهة والصهيونية من جهة أخرى، ليشكل عامل تحدٍ بين منتج زراعي صهيوني يحظى بكل الدعم، وآخر فلسطيني يشكو ضعف الدعم والحماية. المركز الفلسطينى للإعلام نشر تقريرا عن "أزمة البطيخ" أشار فيه إلى أن المنافسة تجلت بين البطيخ الفلسطيني وذلك الصهيوني الآتي أغلبه من المستوطنات الصهيونية، عندما تمكن الاحتلال وتحت تهديد السلاح من إدخال شاحنة محملة بكميات كبيرة من البطيخ الصهيوني إلى مدينة نابلس، الأسبوع الماضي، وبأسعار منخفضة، مما شكل ضربة قاسية للمزارعين الفلسطينيين في الأغوار الذين بدأوا بزراعة هذه الفاكهة منذ سنوات قليلة وبدأت مزارعهم تنتج البطيخ بكميات تجارية هذا العام. زراعة البطيخ معركة وتعدّ زراعة البطيخ في منطقة الأغوار ذات أهمية إستراتيجية تتعدى المردود المالي والأثر الاقتصادي، لتمتد الى حماية الأرض من الزحف الاستيطاني، وتثبيت المزارعين الفلسطينيين في أرضهم. ويقول المسئول في الإغاثة الزراعية خالد منصور إن المعركة الدائرة الآن حول منتج البطيخ بين الفلسطينيين والاحتلال "هي معركة على الأرض وعلى السيادة، ومعركة من أجل تحقيق مستوى أعلى من الأمن الغذائي، ومن أجل تعزيز الاقتصاد الوطني كرافعة للتحرر الوطني وأداة للحد من مستويات البطالة المتصاعدة". ويشير منصور إلى أن الأراضي التي يزرع فيها البطيخ وخصوصا في منطقة البقيعة وعموم الأغوار، هي أراض مهددة بالمصادرة والتوسع الاستيطاني، وإن تعميرها والاستثمار فيها وتحويلها إلى مناطق مأهولة يشكل تحديا لأطماع الاحتلال، وصداً لمحاولتهم إفراغ الأغوار من أصحابها الشرعيين، سواء كانوا مزارعين أو مربي ثروة حيوانية، كما وأن إنتاج البطيخ بكميات تجارية كبيرة يشكل تحديا للمنتجات الصهيونية عموما، ومنتجات المستوطنات على وجه الخصوص. 150 مليون شيكل وكشف منصور أن حجم مبيعات البطيخ الصهيوني في الأسواق الفلسطينية بلغ 150 مليون شيكل، وهي ناتجة عن إغراق الأسواق الفلسطينية سنويا ب 120 ألف طن من البطيخ. ويؤكد منصور أن إنتاج الفلسطينيين للبطيخ ومن نوعيات عالية الجودة يشكل عامل تهديد قوي للمنتجين الصهاينة، الأمر الذي دفع الحكومة الصهيونية إلى التدخل لفرض دخول البطيخ الصهيوني إلى الأسواق الفلسطينية، تنفيذا لبنود اتفاقية باريس. وأشار إلى أن وجود البطيخ الفلسطيني عالي الجودة دفع المنتجين والتجار الصهاينة إلى إدخال بطيخ عالي الجودة لأول مرة بعد أن كانوا سابقا يغرقون الأسواق الفلسطينية ببطيخ متدني الجودة، وجعلهم يخفضون أسعار بطيخهم مستفيدين من الدعم الكبير الذي توفره الحكومة الصهيونية خصوصا لمزارعي المستوطنات. جهود مضادة وفي ظل التدخل الصهيوني السافر بفرض إدخال البطيخ الصهيوني؛ أعلنت جمعية حماية المستهلك الفلسطيني في محافظة نابلس عن خطوة مضادة لمواجهة البطيخ "الإسرائيلي"، تحت شعار "البطيخ الفلسطيني يتحدى البطيخ الصهيوني".