أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، اغتيال 5 فلسطينيين من بينهم أحد قادة "سرايا القدس" التابعة للجهاد الإسلامي في طولكرم، وهو القائد محمد جابر (أبو شجاع). ويعتبر المقاوم الفلسطيني محمد جابر، هو قائد كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس -الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي– وأحد مؤسسيها، والذي حاولت قوات الاحتلال اغتياله أكثر من مرة. وتحت قيادته توسعت الكتيبة فضمت إلى صفوفها مزيدا من الشباب المقاوم، حتى قُدر عدد عناصرها في سبتمبر 2022 بحوالي 40 فردا مجهزين. وتعرض أبو شجاع للملاحقة من طرف الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي تمنع إقامة التشكيلات العسكرية المسلحة غير النظامية، حيث حاولت في 26 يوليو 2024 اعتقاله من مستشفى ثابت الحكومي طولكرم، حيث كان يتعالج إثر إصابته في انفجار عبوة أثناء تصنيعها، إلا حشود من الفلسطينيين نفرت إلى المستشفى، وتمكنت من إخراج أبو شجاع. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: إنه "خلال عملية نفذها أفراد الوحدة الشرطية الخاصة وقوات جيش الدفاع في طولكرم، وبعد تبادل لإطلاق النار، قضى أفراد الوحدة الشرطية الخاصة بتوجيه من جهاز الشاباك على 5 مقاومين اختبأوا داخل مسجد". كان المئات من قوات الاحتلال الإسرائيلي بدعم من طائرات هليكوبتر ومسيرة وناقلات جند مدرعة، قد بدأت الأربعاء بمداهمة مدينتي جنين وطولكرم ومناطق أخرى بالضفة الغربيةالمحتلة في عملية تعد أحد أكبر الهجمات في الضفة الغربية منذ شهور، في أعقاب سلسلة من المداهمات الأصغر خلال الأسابيع القليلة الماضية إذ سعت القوات الإسرائيلية إلى القضاء على مجموعات من المقاومة الفلسطينية. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن القوات الإسرائيلية "فرضت حصارا مشددا على مخيم طولكرم، بعد تسلل قوة خاصة إسرائيلية إلى داخله، ودفعت بتعزيزات عسكرية إليه، ونشرت القناصة فوق أسطح البنايات المرتفعة، وداهمت عددا من منازل المواطنين، وسط تحليق مكثف لطائرات الإستطلاع في سماء المنطقة على ارتفاع منخفض". وأضافت أن القوات الإسرائيلية "أطلقت النار بشكل عشوائي تجاه كل ما يتحرك في المخيم، وتحديدا في حارة مربعة حنون، في الوقت الذي تواصل فيه نشر آلياتها في شوارع المدينة ومحاصرة مستشفيي الشهيد ثابت الحكومي والإسراء التخصصي" وأعلنت منظمة الهلال الأحمر الفلسطينية، الخميس، أن عدد قتلى العمليات الإسرائيلية الأخيرة في الضفة الغربية وصل إلى 18 شخصا. وأعربت الأممالمتحدة عن أسفها لوجود أطفال في عداد القتلى، مشيرة إلى أنها تتابع بقلق بالغ تطور الوضع في الضفة الغربيةالمحتلة. واستنكرت الأمانة العامة للمنظمة الدولية تكتيكات حرب فتاكة، يبدو أنها تتجاوز المعايير الدولية في مجال حفظ النظام. وحسب حماس، فإن 3 من القتلى في مخيم جنين هم من أعضاء جناحها المسلح، كتائب عز الدين القسام. ورفعت هذه العملية العسكرية عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر إلى 637 وقُتل 12 فلسطينيا على الأقل وأصيب أكثر من 20 بجروح في عملية عسكرية واسعة النطاق شنّها الجيش الإسرائيلي، فجر الأربعاء، شمالي الضفة الغربيةالمحتلة بمشاركة قوات برية وبإسناد جوي، في خطوة أثارت قلق الأممالمتحدة وأتت بالتوازي مع الحرب المتواصلة في قطاع غزة منذ نحو 11 شهرا. وبسبب العملية العسكرية الإسرائيلية، قطع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الأربعاء، زيارته إلى السعودية لمتابعة التطورات، وفق ما أفادت "وفا". وقال محافظ طولكرم، مصطفى طقاطقة، لوكالة فرانس برس: إنه "يرى في هذه العمليات إشارة خطيرة وغير مسبوقة، ويبدو أن كل شيء يشير إلى أن هذه العملية ستستمر". إلى ذلك، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: إن "العملية العسكرية الواسعة التي أعلن عنها جيش الاحتلال الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية جزء من العدوان الواسع والخطير الذي تشنه إسرائيل ضد الفلسطينيين، جنبا إلى جنب مع عنف جماعات المستوطنين المسلحة، وتوسيعا لجريمة الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي". وتابع الفريق الميداني للأورومتوسطي في الضفة الغربية خلال الأشهر الأخيرة، رصد ارتفاع وتيرة ومستوى الانتهاكات الإسرائيلية بالقتل والاقتحام والتدمير، إلى جانب تمكين وتسهيل ارتكاب المستوطنين جرائم عنف ضد الفلسطينيين في مختلف أرجاء الضفة الغربية، بما في ذلك جرائم قتل وتهديد وتدمير الممتلكات المنقولة وغير المنقولة الخاصة وتدمير وسرقة المحاصيل الزراعية. وأبرز الأورومتوسطي أن الاعتداءات المستمرة أخذت شكلا تصعيديا جديدا بإعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي البدء بتنفيذ عملية عسكرية واسعة تستهدف شمال الضفة الغربية تحت اسم "مخيمات الصيف"، تركزت حتى الآن في جنين وطوباس وطولكرم، وقتل خلالها الجيش 9 فلسطينيين وأصاب 18 آخرين على الأقل بجروح في حصيلة أولية. وذكر الأورومتوسطي أن القوات الإسرائيلية التي كانت مصحوبة بعدد كبير من الآليات والجرافات وغطاء من تحليق الطائرات المروحية والمسيرة، بدأت منتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء باقتحام مدن ومخيمات جنين وطوباس وطولكرم، من عدة محاور وفرض حصار مشدد عليها. وأفاد بأنه في جنين، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي المدينة من حاجز "الجلمة" العسكري، وحاصرت مستشفيي "جنين" الحكومي، و"ابن سينا"، وسط اندلاع مواجهات عنيفة، قتلت خلالها الشابين "قسام محمد جبارين" (25 عاما)، و"عاصم وليد ضبايا" (39 عاما)، وأصابت آخرين بجروح. وقال الأورومتوسطي: إن "جيش الاحتلال الإسرائيلي ينفذ جرائم القتل العمد في الضفة الغربية على نحو منهجي وواسع النطاق، حيث قتل فيها منذ السابع من أكتوبر الماضي 660 فلسطينيا".