يواصل الاحتلال الصهيوني حربه الهمجية منذ السابع من أكتوبر الماضي على قطاع غزة، التي يستهدف من خلالها تدمير المباني وقتل السكان أو تهجيرهم خارج القطاع والقضاء على كل ما هو فلسطيني واحتلال المزيد من الأراضي حتى لا يبقى في فلسطين، إلا عبدة القردة والخنازير وقتلة الأنبياء وأخبث المخلوقات على وجه الأرض . ولا يتورع جيش الاحتلال عن قتل الأطفال والنساء والشيوخ ولا عن قصف المساجد والكنائس ودور العبادة ولا يبقى على المعالم الحضارية والأثرية . ومن بين الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني استهداف الصحفيين والإعلاميين الذين ينقلون جرائمه للعالم كله، حتى يعرف الحقيقة ويعرف من الذين يمارسون الإرهاب ويفضح جرائم الحلف الصهيوأمريكي، وفي محاولات خسيسة يعمل هذا الحلف الملعون على قتل الصحفيين حتى لا يفضحوا جرائمه التي يندى لها الجبين. وما يدعو للأسف أن المؤسسات الدولية لا تقوم بواجبها في هذا الشأن، بل تنافق الحلف الصهيوأمريكي وتتجاهل تنفيذ القوانين والأخلاقيات. وهكذا كان "رسل الحقيقة" في مرمى سلاح الاحتلال الصهيوني هدفا رئيسيا يعمل على اقتلاعه من قطاع غزة والتخلص منه، ولذلك فإن أعداد الشهداء والجرحى في تزايد يوميا، وهو ما يثير حالة من القلق المتواصل حول ضمان السلامة والأمان الشخصي للصحفيين في تغطية الحرب المشتعلة في قطاع غزة. يشار إلى أن الإحصائيات الصادرة عن نقابة الصحفيين الفلسطينية، كشفت أن الاحتلال الصهيوني استهدف أكثر من 9% من الصحفيين والإعلاميين في قطاع غزة حتى الآن، كما استهدف 73 مؤسسة إعلامية سواء بشكل جزئي أو كلي. استهداف الصحفيين من جانبها كشفت نقابة الصحفيين الفلسطينية عن استهداف الاحتلال الصهيوني نحو 9 % من الصحفيين العاملين في قطاع غزة؛ مشيرة إلى أن عدد الصحفيين والإعلاميين الذين قتلهم الاحتلال وصل إلى 108 شهداء، بدءا من 7 أكتوبر 2023، حتى اليوم الأربعاء 10 يناير 2024 . وقالت النقابة في بيان صحفي لها: إن "استهداف الصحفيين يمثل تهديدا حقيقيا لحرية الصحافة، مؤكدة أن الاحتلال يتعمد استهدافهم لعدم نقل جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها أمام العالم". وأكدت أن هناك 32 مؤسسة إعلامية تضررت بشكل جزئي وحُطمت معداتها، بينما تم تدمير 41 مؤسسة إعامية أخرى بشكل كلي. وطالبت المجتمع الدولي واتحادات وراوبط الصحفيين والمؤسسات الدولية بالقيام بواجبها في حماية الصحفيين الفلسطينيين، وتمكينهم من القيام بدورهم في نقل الحقائق إلى العالم كله. جرائم الاحتلال وقالت الإعلامية والصحفية الفلسطينية نجوى إقطيفان: إن "الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة يتعمد استهداف الصحفيين، حيث يستهدفهم بشكل مباشر وواضح، في محاولة منه لمنع إيصال الصورة الحقيقية عن الوضع المأساوي واللا إنساني والمجازر البشرية التي يرتكبها في قطاع غزة". وأضافت نجوى إقطيفان في تصريحات صحفية أنه على الرغم من أن القوانين الدولية تمنع التعرض للصحفيين أثناء تغطية الصراعات والحروب، ورغم ارتداء الصحفيين إشارات تعريفية، لكن الاحتلال الصهيوني لا يأبه بأي قوانين ولا بأي جهة دولية. وناشدت المؤسسات الصحفية العربية والدولية أن تقوم بدورها الذي يمليه عليها الميثاق الإعلامي في فضح ممارسات الاحتلال الصهيوني، والتقدم بشكوى أو عريضة للجهات الصحفية الدولية لوقف العدوان على الصحفيين والمؤسسات الصحفية في غزة. وطالبت نجوى إقطيفان جميع الوسائل والمؤسسات الإعلامية وحقوق الإنسان بوقفات وتظاهرات تضامنية وبيانات صحفية، وتغطية صحفية لجرائم الاحتلال والمجازر التي يقوم بها بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة. وكالة رويترز وحول استهداف الصحفيين الفلسطينيين، قال الكاتب هشام يونس، وكيل أول نقابة الصحفيين المصريين: إن "الاحتلال الصهيوني يقوم باستهداف مباشر لكل الصحفيين في قطاع غزة، خاصة في أوقات الصراع والحرب، معتبرا أن ما يحدث للصحفي وائل الدحدوح هو ترصد مباشر له ولعائلته بشكل فاضح، جعل وزير خارجية أمريكا أنتوني بلينكين يقوم بتعزية الدحدوح على مرأى ومسمع من العالم، والتعبير عن ما يواجهه بالمأساة". وأضاف "يونس" في تصريحات صحفية ، أن أهم جرائم يرتكبها الاحتلال الصهيوني محاربته للإعلام والصحفيين، وعدم السماح للإعلام الغربي بالدخول إلى قطاع غزة، لأن في هذه الحالة ستظهر الحقيقة وستنفضح جرائمه. وتابع : ما يكشف خطورة الأمر هو إغلاق وكالة رويترز لمكتبها الإعلامي، واعتماد وسائل الإعلام الغربية على المراسلين المحليين من سكان قطاع غزة في تغطية الأخبار، معربا عن اندهاشه من حجم الدمار الذي خلفه الاعتداء الصهيونى على المؤسسات الإعلامية. التضليل الصهيوني وأعربت فلورنسيا سوتو، المتحدثة الأممية من مكتب المتحدث باسم الأممالمتحدة عن قلقها لارتفاع أعداد الصحفيين الذين قتلوا في غزة مقارنة بفترة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي خلال الفترة الحالية، مشيرة إلى أن المهام تزداد صعوبة أمام الإعلاميين، بسبب الأوضاع التي يواجهونها في غزة. وقالت فلورنسيا سوتو في تصريحات صحفية: إن "الصحفيين يخاطرون بحياتهم لتقديم الحقيقة لجميع الناس بأنحاء العالم، لكن تزداد هذه المهمة صعوبة في ظل الأوضاع التي يواجهونها هناك". وأعربت عن تعازيها لأسر وعائلات الصحفيين الفلسطينيين الذين استشهدوا جراء الاستهداف الإسرائيلي، مشددة على ضرورة يجب الحماية والسلامة للصحفيين . وحذرت فلورنسيا سوتو ، من أن التضليل الصهيوني بشأن العمل الذي يقوم به الصحفيون والإعلاميون قد يعرضهم أيضا لمزيد من المخاطر.