اعتبر عدد من مستخدمي منصات التواصل أن التقرير الذي نشرته محطة بي بي سي بعنوان "هل تبني حماس الأنفاق أسفل المستشفيات والمدارس؟" مسؤولاً بشكل غير مباشر عن قيام كيان العدو الصهيوني بقصف مستشفى المعمدانى. واستشهد نحو 500 شخص في غارة إسرائيلية على ساحة مستشفى الأهلي العربي المعمداني في غزة مساء الثلاثاء، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، وأفادت الوزارة في بيان، بأنّ "مئات تحت الأنقاض" جراء الغارة الإسرائيلية. وتكتظ أروقة وساحات مستشفيات قطاع غزة شمالًا وجنوبًا، بنازحين لجأوا إليها آملين في النجاة من القصف الإسرائيلي المتواصل منذ 11 يومًا على قطاع غزة، ولا سيما بعد الإنذار الذي وجهه الجيش الإسرائيلي إلى سكان مدينة غزة بالنزوح جنوبًا. وكتبت صفحة فلسطين حرة: "لقد قُتل أكثر من 1000 شخص بريء بعد أن قصف الجيش الإسرائيلي مستشفى في غزة، أيها المجرمون أيديكم ملطخة بالدماء – بي بي سي العالمية". وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، في بيان، إن تقديرات أولية تشير إلى مقتل ما بين 200 إلى 300 شخص، في غارة على مستشفى الأهلي المعمداني في غزة، وأضافت أنه لا يزال هناك العديد من الأشخاص تحت الأنقاض. وقال المتحدث الرسمي باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، إن "ما يحدث في المستشفى هو إبادة جماعية لم نشهد مثلها من قبل"، وكانت ليز دوسيه، كبيرة المراسلين الدوليين لمحطة البي بي سي في جنوبفلسطينالمحتلة، قد نشرت رد على سؤال من قارئ مجهول، يسأل: من فضلك، هل يمكنك توضيح مكان وجود أنفاق حماس، وما إذا كانوا يقومون ببنائها تحت المستشفيات والمدارس؟ وردت صحفية بي بي سي : "تعتبر أنفاق غزة بمثابة متاهة مترامية الأطراف لدرجة أن الجيش الإسرائيلي يطلق عليها اسم "مترو غزة". وأشارت: "إنهم جزء حيوي من عمليات حماس. تُستخدم الأنفاق لنقل البضائع والأشخاص، وتخزين الأسلحة والذخائر، وإيواء مراكز القيادة والسيطرة. ومن المعروف أنها معززة بشكل كبير بالخرسانة وموصولة بالكهرباء. إنها عميقة جدًا، حيث يصل عمقها إلى 100 قدم بحيث يصعب تحديد موقعها على وجه اليقين". كما أضافت كبيرة المراسلين الدوليين لمحطة البي بي سي في جنوبفلسطينالمحتلة: " لكن مثل هذه الشبكة الواسعة تحت الأرض، على قطعة صغيرة من الأرض، يبدو من المرجح أن تتدفق تحت أحياء مكتظة بالمنازل والمستشفيات والمدارس". "وكانت هناك تقارير تفيد بأن بعض الممرات لها مداخل تقع في الطوابق السفلية من المنازل والمساجد والمدارس والمباني العامة الأخرى للسماح للمسلحين بالتهرب من اكتشافهم". اعتبر الكثير من مستخدمي أن هذا التقرير كان أحد أسباب ضرب كيان العدو الصهيوني لمستشفى المعمداني، ونشر المغردون صور لمبنى بي بي سي وهو ملطخ بالدماء، وكتب مستخدم : "بسبب مشاركتك حدث هذا.. 800 شخص رحلوا في ثواني". وكتبت مستخدم آخر: في اليوم السابق تم طرح هذا السؤال على بي بي سي، تم اليوم قصف مستشفى في غزة مما أدى إلى مقتل حوالي 500 مريض وطاقم طبي. بي بي سي مجرمون الحرب".، وكتب مستخدم رابع: "أنتم أسوأ مؤسسة إعلامية في التاريخ".، وتوالت الاتهامات ضد المحطة البريطانية، حيث وصفها البعض بالكيان الإرهابي، وصوت الشر، والمنظمة الإجرامية. وقبل قصف المستشفى المعمداني، قصف الاحتلال المستشفى الإندونيسي شمالي القطاع، مما أوقع خسائر مادية وبشرية، كما أدت الغارات لتوقف مستشفى بيت حانون عن العمل، وبالمثل خرج مستشفى العيون الدولي عن الخدمة بعد قصفه بشكل مباشر. ويعاني القطاع الصحي في غزة حاليا نقصا في جميع المعدات واللوازم الطبية، ولا يجد فائضا إلا في جثث الضحايا، حتى إن ثلاجات حفظ الموتى لم تعد قادرة على استيعاب الشهداء. كما أن أسرّة المستشفيات أيضا لم تعد كافية لاستقبال مئات المصابين الذين يصلون على مدار الساعة مع تواصل القصف، مما يزيد معاناة العاملين في القطاع الصحي. وقال محمد غنيم، وهو طبيب في مستشفى الشفاء، إن الأدوات اللازمة للتعامل مع هذا الكم من الإصابات ليست موجودة في مخازن وزارة الصحة، فضلا عن التهديد بنفاد الوقود وانقطاع الكهرباء بشكل كامل. وحذر غنيم، من عدم إمكانية إجراء أي عملية جراحية دون وجود تيار كهربائي، في حين تتوعد حكومة الاحتلال بمزيد من الإجراءات العقابية. وجددت وزارة الصحة الفلسطينية مناشداتها للمجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية والدولية، بتوفير حماية عاجلة للمستشفيات ومراكز العلاج وسيارات الإسعاف والكوادر الصحية والمرضى والجرحى الذين يتعرضون يوميا للقصف الإسرائيلي. وبدورها، من جهتها، اعتبرت حركة "حماس" أن مجزرة المستشفى الأهلي وسط قطاع غزة جريمة إبادة جماعية.