حتى صباح الأربعاء ، تتواصل معركة "طوفان الأقصى" التي أطلقتها كتائب القسام لليوم الخامس على التوالي، ضد الاحتلال الإسرائيلي، وسط عدوان عنيف يشنه الأخير على قطاع غزة، ما أسفر عن ارتقاء مئات الشهداء، فيما تتصاعد التوترات على الحدود السورية اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة. وخلفت غارات الاحتلال المتواصلة على مختلف مناطق القطاع، التي تعمد خلالها الاحتلال استهداف الأحياء السكنية والمنازل الآمنة، ما يزيد على 950 شهيدا فلسطينيا و5 آلاف مصاب بينهم نساء وأطفال، في حصيلة مرشحة للارتفاع في ظل تواصل العدوان. في المقابل، أقر الاحتلال بارتفاع أعداد قتلاه على يد المقاومة الفلسطينية التي تواصل إطلاق رشقات صاروخية وطائرات مسيرة ردا على التهجير والجرائم الإسرائيلية، إلى 1200 قتيلا منذ بدء "طوفان الأقصى" فجر السبت الماضي. وقالت وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا: إن "نحو 250 ألف فلسطيني نزحوا داخل القطاع، معظمهم في مدارس الوكالة التي استهدف الاحتلال عدد منها في أوقات سابقة، وإن النازحين يعيشون ظروفا صعبة في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية العنيفة وانقطاع الماء والكهرباء، إثر الحصار الكامل المفروض من قبل الاحتلال على غزة". وتستهدف منذ صباح اليوم الراجمات الصهيونية والطائرات العمودية والطائرات الأباتشي والمسيرات الإسرائيلية جميع المناطق في غزة والمناطق الصناعية في القطاع، بجانب استخدام قنابل فسفورية وقنابل عالية التدمير وقنابل مفرغة لتدمير الأبراج السكنية وقنابل عميقة التأثير لاستهداف ما تحت أراضي غزة من أنفاق وغيرها، وسط نقص حاد في المياه والكهرباء والوقود والطعام والشراب، وسط صمت عربي ودولي. وجر قصف ميناء غزة البحري وتدمير زوارق الصيادين والمنشات المجاورة لميناء الصيادين بشكل عشوائي، بعدد كبير من القذائف، وصواريخ جديدة عالية الصوت والقوة التدميرية، حيث يحدث الصاروخ صوت صافير عال وأعمدة دخان كثيفة. وجرى تكثيف إطلاق الصواريخ والقنابل على مناطق شمالي منطقة غزة وحي التفاح وحي الشجاعية وفي أطراف محور شمال غزة. وكان حزب الله اللبناني، أعلن استهداف موقع الجرداح الإسرائيلي، المقابل لمنطقة الضهيرة جنوبلبنان، بصواريخ موجهة ردا على استشهاد اثنين من عناصره قبل أيام بقصف إسرائيلي. فيما أكد المتحدث العسكري الإسرائيلي استهداف الطيران الإسرائيلي أكثر من غارة على حي الفرقان، وكشف الاحتلال عن استخدام قاذفة وصواريخ الرماح شديدة التفجير، وجرى استهدافها بقوة في غزة ، وجرى دك المواقع في بيت لاهيا، عبر قاذفات ومدافع متعددة ، بجانب عمل الطائرات الإسرائيلية. ذعر صهييوني وكان السفير الروسي بإسرائيل أتولي فيكتوروف، قد كشف أن "المئات من الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية الروسية توجهوا بطلب عاجل للمغادرة إلى روسيا"، منذ بدء عملية طوفان الأقصى، بحسب قناة "كان" العبرية. إلى ذلك، شهدت المتاجر في دولة الاحتلال، اكتظاظا وهلعا، نتيجة دعوة السلطات للمستوطنين، من أجل الاستعداد للبقاء في الملاجئ لمدة 72 ساعة، وتخزين الطعام والمياه. وفي سياق متصل، قالت الأممالمتحدة، الأربعاء: إن "قرابة 263 ألف فلسطيني نزحوا من منازلهم في غزة جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على القطاع". ويتعمد الاحتلال الإسرائيلي استهداف المشافي ومركبات الإسعاف ومزودي الرعاية الصحية، إضافة إلى قصف المنازل والأسواق والأحياء السكنية في القطاع، ما أسفر عن ارتقاء مئات الشهداء في صفوف المدنيين. وقال سفير إسرائيل لدى الأممالمتحدة أعداد الأسرى الذين وقعوا في أيدي فصائل المقاومة الفلسطينية خلال معارك "طوفان الأقصى" يُقدر بين 100 إلى 150 أسير.