كشفت امتحانات الثانوية العامة التي بدأت اليوم عن فشل حكومة الانقلاب في تنظيم الامتحانات، حيث واجه الطلاب الكثير من المشكلات بجانب تسريب الامتحانات والغش الجماعي وعدم قدرة المراقبين على السيطرة على اللجان، ما يؤكد انهيار العملية التعليمية في زمن الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي. وسادت حالة من الغضب والاستياء بين أولياء أمور طلاب الثانوية العامة بعد تداول نماذج لأسئلة امتحاني التربية الدينية والتربية الوطنية بشكل موسع على جروبات الغش، عقب انطلاق الاختبار في التاسعة صباحا، حيث تداولت صفحات وجروبات الغش على مواقع التواصل الاجتماعي، أسئلة وإجابات الامتحانين. كانت امتحانات الدور الأول من شهادة إتمام الثانوية العامة للعام الدراسي الحالي 2022/2023، قد انطلقت صباح اليوم الإثنين، حيث أدى طلاب الثانوية العامة بشعبتيها الأدبية والعلمية خلال الفترة الأولى الامتحان في مادة التربية الدينية بإجمالي عدد (699419 ) ألف طالب/ وطالبة أمام (2097) لجنة امتحانية على مستوى الجمهورية. وفي الفترة الثانية، أدى الطلاب الامتحان في مادة التربية الوطنية بعدد (700399) طالب وطالبة. كما أدى (1824) طالب/طالبة امتحان الدور الأول من مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا مادة التربية الدينية فترة أولى، وامتحان التربية الوطنية فترة ثانية بينما أدى (255) طالب/طالبة من طلاب مدارس المكفوفين مادة التربية الدينية. الغش الإلكتروني ورغم انتشار الغش زعم أعضاء فريق مكافحة الغش الإلكتروني بغرفة العمليات المركزية أنهم تمكنوا من رصد حالة غش واحدة، حيث تم ضبط طالب بلجنة بفاقوس بالشرقية، ونشر أحد أجزاء أسئلة امتحان مادة التربية الدينية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. كما زعمت وزارة تعليم الانقلاب أنه تم استبعاد اثنين من الملاحظين بلجنة بسوهاج لتسهيلهم عملية الغش في مادة التربية الدينية داخل اللجنة، وإحالتهما للشئون القانونية، وذلك بعد رصدهما من خلال كاميرات المراقبة المتواجدة بأحد اللجان الفرعية بالمحافظة. وقالت تعليم الانقلاب: إنه "فيما يتعلق بامتحان مادة التربية الوطنية، تم ضبط حالتين باستخدام جهازي هاتف محمول، ونشر أجزاء من أسئلة الامتحان، بينهما طالب بلجنة بسوهاج، وطالب بلجنة بشرق المنصورة، وتم التحفظ على أجهزة الهواتف المستخدمة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الطلاب المذكورين، وتطبيق القرار الوزاري رقم (34) لسنة 2018 بشأن تنظيم أحوال إلغاء الامتحان، والحرمان منه، والقانون رقم (205) لسنة 2020 بشأن مكافحة أعمال الإخلال بالامتحانات". كاميرات مراقبة كما زعمت تعليم الانقلاب أنها اتخذت عدة ضوابط لمنع الغش في الامتحانات منها وقف التحويلات إلى مدارس بعينها، ثم تركيب كاميرات مراقبة في اللجان لرصد أي مخالفات قد تحدث، إضافة إلى وضع باركود في كراسة الأسئلة لضبط أي طالب يقوم بتصوير أسئلة أو أجوبة، كما تم تشكيل فريق لمكافحة الغش الإلكتروني مهمته تتبع صفحات الغش لرصد أي تداول للأسئلة . وطالبت الطلاب بضرورة كتابة البيانات في ورقة الأسئلة والإجابة سواء ورقة البابل شيت المخصصة للإجابة عن الأسئلة الاختيارية أو ورقة الإجابة عن الأسئلة المقالية، مع تظليل رقم الجلوس بعد كتابته في ورقة البابل شيت، مع التزام الطلاب بالإجابة عن الأسئلة المقالية في الأجزاء المخصصة لذلك . وشددت تعليم الانقلاب على عدم استخدام الطلاب أي من وسائل الغش المختلفة، مؤكدة على التصدى لأي محاولات غش، واتخاذ الإجراءات القانونية حيال أي مخالفات تحدث بالامتحانات وفق تعبيرها. جروبات الغش في المقابل اشتكى الكثير من طلاب الثانوية العامة بلجان القاهرة والجيزة، من تأخرهم في دخول اللجان الامتحانية بسبب التفتيش، والذي يقوم به فرد واحد فقط باللجنة، مما يسبب التعطيل. ورغم مزاعم تعليم الانقلاب تداولت جروبات الغش عبر تطبيق التليجرام أسئلة امتحان مادة التربية الوطنية بعد بدء لجنة الامتحان. واعترف شادي زلطة المتحدث الرسمي باسم تعليم الانقلاب بأنه في تمام الساعة 10.10 دقائق تمكن أعضاء فريق مكافحة الغش الإلكتروني بغرفة العمليات المركزية من ضبط حالة غش إلكتروني واحدة لطالب في لجنة بمحافظة الشرقية قام بنشر صورة امتحان نهاية العام لمادة التربية الدينية عبر هاتفه المحمول وتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضده. وقال زلطة في تصريحات صحفية: إن "فريق مكافحة الغش الإلكتروني بغرفة العمليات المركزية رصد حالة غش واحدة، حيث تم ضبط طالب بلجنة بفاقوس بالشرقية، ونشر أحد أجزاء أسئلة امتحان مادة التربية الدينية عبر مواقع التواصل الاجتماعي". وفيما يتعلق بامتحان مادة التربية الوطنية، أكد أنه تم ضبط حالتين باستخدام جهازي هاتف محمول، ونشر أحد أجزاء أسئلة الامتحان، وذلك لطالب بلجنة بسوهاج، وطالب بلجنة بشرق المنصورة، وتم التحفظ على أجهزة الهواتف المستخدمة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال هؤلاء الطلاب . انفعال حجازي وكشف مصدر مسئول ب«تعليم الانقلاب»، عن انفعال وزير التعليم الانقلابي رضا حجازي عقب انتشار تدوال الغش في أول أيام الامتحانات . وقال المصدر: إن "الوزير الانقلابي توعد كل من له علاقة بأعمال لجان حدث بها غش، زاعما أنه يتابع سير الامتحان من غرفة العمليات منذ الصباح". الإحساس بالأمان وطالب الدكتور مدحت عبدالهادي، استشاري طب نفسي بجامعة القاهرة، على ضرورة توفير كل وسائل الراحة للطلاب في فترة الامتحانات، وهي أفضل وسيلة لمساعدتهم حتى يتمكنوا من التركيز التام. وقال عبدالهادي في تصريحات صحفية : "على أولياء الأمور البعد عن مناقشة نتيجة الامتحان لأنها تسبب ضغطا نفسيا لذلك المطلوب هو الدعم النفسي عن طريق طمأنة الطالب، والعزل التام عن المشاكل الأسرية والمجتمعية، محذرا من أن محاولات تخفيف التوتر والقلق عوامل مشتتة وتشغل ذهن الطالب بشيء لا جدوى منه". وأشار إلى أن الطالب يحتاج إلى الإحساس بالأمان والطمأنينة، وإيقانه أنه ابننا الذي نحبه وهكذا من أنواع الإحساس بالحب والانتماء للأسرة مهما كانت النتائج. وأوضح عبدالهادي أن هناك وسائل تساعد الطالب على التذكر من خلال تنشيط الخلايا العقلية لديه عن طريق تمرين الحواس أثناء المذاكرة، لأن استحضار المعلومة في وقتها المناسب يستدعي جميع حواسه من نظر وسمع وصوت، لذلك يجب أن يتعود الطالب على استعمالهم، وكذلك حاسة الشم وهي عامل هام عن طريق استخدام عطر معين يستعمل أثناء المذاكرة مثل اللافندر لأنه يقوم بعمل تنشيط للذاكرة أثناء المذاكرة . الهدوء والسكينة وقال الدكتور جمال فرويز، استشاري طب نفسي بالأكاديمية الطبية العسكرية، : "يجب في تلك الفترة توفير الهدوء والسكينة في المنزل، بمعنى عدم وجود نزاعات أو حدوث ضوضاء بشكل من الأشكال إذا كانت أثناء مشاهدة التليفزيون أو مشاجرة بين شخص وآخر أو الحديث". وحذر فرويز في تصريحات صحفية من تعنيف الطالب وتأنيبه مرارا وتكرارا لعدم مذاكرته في الفترة الماضية ومقارنته بالآخرين، مؤكدا أن كل ذلك ممنوع، لأنه يشغل ذهن الطالب ويقلل من عزيمته". وشدد على ضرورة عدم إشغال الطالب بالأعمال المنزلية أو الأعمال الشخصية، موضحا أن الطالب الآن في فترة تركيز، لذلك يجب البعد عن التشويش الذهني. ومن الناحية الصحية طالب فرويز ربة المنزل بالبعد عن الدهون والأكلات السريعة، لأنها تقلل من التركيز في حين تعطي الوجبات الشهية والطيبة كل طاقة وكذلك العصائر. وأشار إلى أنه يمكن استخدام بعض التقنيات النفسية لتهيئة الطلاب نفسيا، مثل التنفس العميق والتأمل والتفكير الإيجابي، كما يمكن للطلاب الاستعانة بالأنشطة التي تساعدهم على الاسترخاء وتهدئة الأعصاب، ويجب أن يدعم الأهالي الطلاب وتشجيعهم على التحضير بشكل جيد للامتحانات وتجنب الضغط الزائد عليهم أو إضافة المزيد من الضغوط والتوقعات، مع الوضع في الاعتبار التحدث مع الطلاب والاستماع إليهم وتقديم الدعم النفسي لهم.