عمت الفرحة الشارع المصري ومواقع التواصل الاجتماعي وكأن اليوم يوم عيد، عقب إعلان ياسمين محمد فريد خميس، وشقيقتها فريدة محمد فريد خميس، ورثة مالك شركة النساجون الشرقيون حصتيهما بالشركة، إلى صندوق FYK limited مقابل 1.4 مليار جنيه، وبذلك كتب لهما النجاة من قبضة السفاح السيسي. بيد أنه لم تنته الضربة التي وجهتها الشقيقتان للعسكر عند ذلك فحسب، فقد باعت الابنة الكبرى ياسمين خميس عدد 81.9 مليون سهم تمثل 12.31% من الأسهم المقيدة، بسعر 8.4 جنيه للسهم مقابل إجمالي للصفقة 687.7 مليون جنيه، وباعت شقيقتها الصغرى فريدة خميس، رئيس مجلس أمناء الجامعة البريطانية، نفس عدد الأسهم بذات السعر، ليصبحن خاليات الوفاض بعد الصفقة، وتنتقل ملكيتهما إلى الصندوق.
ضربة معلمين بعد تنفيذ الصفقة أصبح لدى صندوق FYK limited عدد 163.7 مليون سهم بشركة النساجون الشرقيون للسجاد، بنسبة ملكية بلغت 24.61، ونسبة حصص المجموعات المرتبطة بالمساهم 56.94%، وهي صافي ملكية عائلة خميس في الشركة بحسب البيان. تجدر الإشارة إلى أن مراقبين قد أكدوا أن بيع أسهم الشركة التي حققت أرباحا تجاوزت 9 مليار جنيه مصري العام الماضي يأتي خوفا من استحواذ السفاح السيسي عليها بعدما باع عددا كبيرا من الشركات والأصول المصرية. يقول الخبير الاقتصادي هشام قاسم "شركة FYK Limited اشترت حصة ورثة محمد فريد خميس في شركة النساجون الشرقيون والبالغة 24.61٪ من أسهم الشركة، الورثة، ياسمين وفريدة خميس، هما المالكتان للشركة المشترية FYK Limited بنسبة 100٪ يعني باعوا حصتهم في الشركة المصرية، لشركة مملوكة لهم بالكامل خارج مصر". مضيفا "وده توجه أصبح يتكرر بعد المضايقات التي أصبح يتعرض لها أصحاب الاستثمارات المصريون، مثل اعتقال صفوان ثابت ونجله سيف ثابت بعد ذلك، حينما رفض التنازل عن جزء من حصته في شركة جهينة، وما حدث مع سيد السويركي الذي اختفى داخل السجون المصرية دون تهمة محددة او محاكمة". وتابع "وتدار شركاته بواسطة كيان غامض غير مفهوم صفته أو صلاحياته القانونية، أو عمر الشنيطي الذي تجاوزت مدة حبسه الاحتياطي ثلاث سنوات دون محاكمة، ومنحته جامعة "كينجز كولدج" البريطانية درجة الماجستير في القانون المالي والتجاري الدولي، منذ عدة أيام، تضامنا معه". وأوضح قاسم "بعد أن كان قد بدأ في الدراسة لنيلها قبل اعتقاله، وحالات أخرى لا تعد، يفضل أصحابها التكتم خوفا من المزيد من البطش، وتأمين أموالهم بنفس طريقة البيع لشركة مسجلة في الخارج، بما يتيح اللجوء للتحكيم الدولي في حالة التعرض لإجراءات تعسفية، هذا في الوقت الذي تتباري دول الخليج". وتابع "لتوفير أفضل التسهيلات للمسثمرين الأجانب، وبالطبع على رأس ذلك الأمان، وهى نفس الدول التي وفقا لرئيس الجمهورية جنبت قروضها ومنحها مصر من الانهيار الاقتصادي، وفي مواجهة هذا الوضع البائس يعتمد النظام على إعلامه في تفنيد افتراءات الإعلام الدولي عن مخاطر الاستثمار في مصر". مضيفا "مثل مجلة إيكونوميست حين تنشر موضوع تحت عنوان على طريقة المافيا، هكذا ابتز النظام المصري شركة جهينة" فيتم اتهام المجلة بأنها ممولة من الإخوان، أو التقارير عن سوء الإدارة الاقتصادية". وختم بالقول "مثل إنفاق القروض والمعونات، فيرد عليها مذيع لامع بتقرير تحت عنوان الديهي يوجه رسالة قوية ل "وول استريت" ردا على تقريرها عن العاصمة الجديدة"، وأحلى من الاستثمارات الدولية مفيش". من جهته يقول الناشط محمد راضي "مش جديد فى مصر أشهر مثال عائلة ساويرس بعد بيع حصة موبينيل لفرانس تيليكوم كل فلوسهم من الصفقة راحت برا مصر وحولوا الباقى تباعا خميس عصفور صاحب مصانع كريستال عصفور عملها كل شركات الدواء أو توزيع الدواء شريك مصري وشريك أجنبي وكثير جدا بيستوردوا باسمي شركات في دبي من سنين".
المغضوب عليهم ما يكشفه الوضع القائم، بخصوص خوف ورثة مالك شركة سجاد النساجون الشرقيون، يذكر بتعامل عصابة الانقلاب مع صفوان ثابت ونجله، الذي فشل في استرضاء عصابة الانقلاب، بالرغم من محاولاته المضنية من أجل ذلك، سواء بالتبرع لصندوق تحيا مصر، أو بتسليم دفة قيادة المؤسسة إلى رجل أعمال خليجي مؤقتا. وبذلك يكون ثابت قد خرج من دائرة رجال الأعمال المرضي عنهم، والتي تضم أشخاصا مثل هشام طلعت مصطفى وأبوهشيمة ونجيب ساويرس وأبوالعينين، ممن يتعاونون مع عصابة الانقلاب في مجالات عدة، اقتصادية أو ضمن تصنيف الاقتصاد السياسي ، بتسهيلات عملاقة في طريقة وسعر طرح الأراضي وتخفيض الضرائب، ليسكن في دائرة المغضوب عليهم، كالسويركي مالك سلسلة محلات التوحيد والنور الشهيرة، وغيره من رجال الأعمال الذين طالتهم حملة القمع في الشهور الأخيرة. ومن المعروف، أنّ القبض والاستيلاء على رجال الأعمال وأموالهم، من خصوم السفاح السيسي، بسبب تعاونهم مع نظام مبارك، أو تحفظهم الأيديولوچي على عصابة الانقلاب، أو رفض الانخراط في مشاريع العسكر، هي ثيمة واستراتيجية تتبعها الأنظمة الحالية في العالم العربي، حصلت في السعودية وقائع الريتز كارلتون وتحدث في مصر، تحت ستار قانوني من لجنة تعرف باسم لجنة التحفظ على أموال الكيانات الإرهابية ، تلك الوصمة التي تطلق على خصوم العسكر. كما أن عصابة الانقلاب في مصر يسعى إلى تحقيق مزيد من الاستحواذ على قطاع الألبان، من المنبع، ضمن خطة مشتركة بالتعاون بين وزارة الإنتاج الحربي ووزارة الزراعة، مدعومة رأسا من السفاح السيسي، ويمكن قراءة تفاصيل ذلك المشروع باستخدام الكلمات المفتاحية التي تخصه من خلال بحث سريع عن أخبار "السيسي تطوير قطاع الألبان، والذي يدخل، أيضا، ضمن جهود مشاريع خاصة بأنواع معينة من اللحوم والتقاوي الزراعية.