تشهد البلاد في ذكرى الثورة المضادة المُسماة ب 30 يونية موجة ارتفاع غير مسبوقة للأسعار، لدرجة أن بلغ سعر كرتونة البيض في بعض المناطق أكثر من 50جنيها، وشملت هذه الزيادات كل السلع والمنتجات التي ترتفع أسعارها بشكل جنوني منذ تعويم الجنيه. كانت أسعار بيض المائدة شهدت ارتفاعا في الأسواق المحلية، ليصل سعر البيضة إلى 180 قرشا مقابل 125 قرشا الشهر الماضي وهذا الارتفاع يأتي رغم أن مصر تنتج 13 مليار بيضة سنويا أي نحو 35 مليون بيضة يوميا وهو إنتاج يكفي احتياجات المصريين ويحقق فائضا للتصدير. ويرى خبراء الاقتصاد والتجارة أن ارتفاع الأسعار الذي لا يتوقف ليس له مبرر في ظل حالة الركود والكساد التي تعاني منها الأسواق وتراجع الدخول ،بالإضافة إلى التداعيات السلبية لجائحة فيروس كورونا. وأرجعوا هذا الارتفاع إلى خضوع حكومة الانقلاب لإملاءت صندوق النقد والبنك الدوليين، وارتفاع الديون الخارجية إلى أكثر من 130 مليار دولار ما جعل القرار المصري مرهونا بإرادة الدائنين الأجانب. وبالنسبة لأسعار البيض قال الخبراء إن :"الارتفاع قد يرجع إلى ارتفاع درجة الحرارة وسعر الأعلاف لكن نسبة الارتفاع كبيرة وهي تُساير الارتفاع في كل السلع والمنتجات والتي تَحُولُ دون حصول أغلب المصريين على احتاجاتهم اليومية الضرورية".
تكاليف الإنتاج من جانبه قال محمد الغزالي، تاجر بيض، "السبب في ارتفاع سعر بيض المائدة، هو تراجع إنتاج المزارع من الدواجن البيّاضة، وإحجام التجار عن إدخال كتاكيت بياض، نتيجة الخسائر المتكررة التي لا يستطيعون تحملها". وأشار الغزالي في تصريحات صحفية إلى أن :"مواصلة ارتفاع تكاليف الإنتاج خاصة الأعلاف أدت إلى مواصلة ارتفاع سعر البيض". وأضاف أن "هذا سينعكس سلبيا على المستهلك من خلال استمرار ارتفاع الأسعار".
وفرة المعروض وقال أحمد سعيد، عضو شعبة الدواجن بغرفة القاهرة، إن :"الخسائر المتوالية لأصحاب الثروة الداجنة والفجوة الكبيرة بين حلقات البيع والمزرعة ،تسببت في عزوف البعض عن الإنتاج، وخروج عدد كبير من المربيّن، خاصة في قطاعي التسمين والبياض" . وأكد سعيد في تصريحات صحفية أن :"هذه الأوضاع تسببت في الارتفاع الجنوني للأسعار، بالرغم من وفرة المعروض، مشيرا إلى أن مصر تنتج 13 مليار بيضة سنويا أي نحو 35 مليون بيضة يوميا". وأضاف أن :"بيض المائدة متوفر ولا توجد هناك أي مشكلة في وفرته أو تسويقه، وكشف سعيد أن هناك للأسف بعض المُحتكرين أيضا من التجار قاموا بإثارة أزمة من أجل رفع أسعار البيض ،لتحقيق مزيد من الأرباح".
الموجة الحارة في المقابل قال عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الثروة الداجنة إن :"أسعار الدواجن سجلت استقرارا في مختلف المحافظات في المزرعة، مع وجود أكثر من سعر للبيع في المحافظات المختلفة للتجزئة". وأوضح السيد في تصريحات صحفية أن :"مُربِيّ الدواجن يعانون من عدم تناسب الأسعار مع التكلفة لافتا إلى ارتفاع أسعار أعلاف الدواجن العالمية التي وصلت ل 9 آلاف جنيه مقابل 7200 جنيه للطن خلال الأشهر الماضية". وأشار إلى أن الموجة الحارة والتقلبات الجوية أدت إلى نُفوق الدواجن وخسائر المربين وخروج عدد كبير من المنظومة، وهذا نتج عنه تقليل المعروض لتقليص خسائر المربين والتجار بسبب ارتفاعات الأسعار". وكشف السيد أن :"الموجود حاليا يقلل من عدد دورات الإنتاج لتصبح واحدة بدلا من 3 دورات موضحا أن مصر تستورد 5 ملايين طن فول صويا سنويا، ولا ننتج سوى 100 ألف طن، وهي نسبة ضئيلة، ونستورد من الخارج الذرة الصفراء وفول الصويا وغيرها من الأرجنتين والبرازيل وأوكرانيا بكميات كبيرة تصل إلى 8 ملايين طن سنويا، وتصل نسبة البروتين من 44-47 من المصدر البروتين النباتي العالي وهذا كله يدفع إلى ارتفاع الأسعار".