دعا وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بأغلبية ساحقة إلى وقف فوري لإطلاق النار بين الصهاينة والفلسطينيين، في اجتماع طارئ يوم الثلاثاء، وفقا لما ذكره جوسيب بوريل فونتيليس، مسؤول السياسة الخارجية في التكتل، بحسب ما أفادت "نيويورك تايمز". وقال بوريل في مؤتمر صحفي إن جميع الدول الأعضاء باستثناء المجر أيدت بيانا أدان الهجمات الصاروخية التي شنتها حماس وأيدت حق دولة الاحتلال في الدفاع عن النفس، لكنه حذر أيضا من أنه "يجب أن يتم ذلك بطريقة متناسبة واحترام القانون الإنساني الدولي". وقال إن عدد الضحايا المدنيين في غزة ، "بما في ذلك عدد كبير من النساء والأطفال" أمر "غير مقبول"، وقال إن الاتحاد الأوروبي ، كجزء من اللجنة الرباعية مع الولاياتالمتحدة وروسيا والأمم المتحدة التى تسعى إلى السلام فى الشرق الأوسط ، سيضغط لاستئناف عملية دبلوماسية جادة . وأضاف بوريل: "أن الأولوية هي الوقف الفوري لجميع أعمال العنف وتنفيذ وقف إطلاق النار، وقال إن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي تعمل بالإجماع، وبالتالي فإن تعليقات بوريل، على الرغم من معارضة المجر، كانت محاولة "لتعكس الاتفاق العام". وفي حين أنه من غير المرجح أن تؤثر آراء الاتحاد الأوروبي على إسرائيل، التي ترى أن التكتل بشكل عام مؤيد للفلسطينيين، يأتي الإعلان بعد يوم واحد من إعراب الرئيس بايدن عن دعمه لوقف إطلاق النار ويشير إلى تزايد الانزعاج من تزايد الخسائر في صفوف المدنيين. كما تميل إسرائيل إلى إعطاء وزن أكبر لما تقوله ألمانياوفرنسا، وقد خرج القادة هناك بقوة أكبر في قولهم إن إراقة الدماء يجب أن تتوقف. موقف ألمانياوفرنسا كما دخلت ألمانياوفرنسا في وضع دبلوماسي حرج. إن الألمان – الذين يؤيدون إسرائيل عموما – يحاولون دفعها نحو وقف إطلاق النار، وتحاول فرنسا، التي تتمتع ببعض النفوذ مع مصر، إقناع قادتها بدفع حماس إلى وقف هجماتها الصاروخية. بشكل عام، كانت الحكومات الأوروبية داعمة للكيان الصهيوني وحقه في الدفاع عن النفس ضد وابل من الصواريخ التي تستهدف المدنيين الإسرائيليين، ومع ذلك، ومع استمرار القتال، تضغط الدول الأوروبية الرئيسية من أجل وقف سريع لإطلاق النار. ألمانيا هي تقليديا الداعم القوي لإسرائيل، وقال المتحدث باسمها ستيفان زايبرت إن المستشارة الألمانية انجيلا ميركل "دانت مجددا بشدة الاثنين الهجمات الصاروخية المستمرة من غزة على إسرائيل وأكدت لرئيس الوزراء تضامن الحكومة الألمانية"، وأكدت مجددا حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها ضد الهجمات " . ولكن بالنظر إلى العديد من أرواح المدنيين الذين فقدوا "من كلا الجانبين"، قال سيبرت، "أعربت المستشارة عن أملها في أن ينتهي القتال في أقرب وقت ممكن". كما تحدثت ميركل يوم الثلاثاء مع العاهل الأردني الملك عبد الله، و"اتفق كلاهما على ضرورة دعم المبادرات الرامية إلى وقف سريع لإطلاق النار من أجل تهيئة الظروف لاستئناف المفاوضات السياسية"، على حد قول سيبرت. وقبل اجتماع الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء، قال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، إنه "في الوقت الحالي، فإن إنهاء العنف في الشرق الأوسط هو الأولوية الأولى، ولكننا بحاجة أيضا إلى التحدث عن كيفية تجنب مثل هذا التصعيد في المستقبل". وأضاف السيد ماس أن الاتحاد الأوروبي "له دور يلعبه هنا"، سواء من حيث العمل السياسي أو الإنساني. وقد تعهدت ألمانيا بتقديم 40 مليون يورو، أو حوالي 49 مليون دولار، للمساعدات الإنسانية لغزة. مظاهرات أوروبية كما شهد الألمان، مثل البريطانيين، عددا من المظاهرات ضد الأعمال العسكرية الإسرائيلية، كان عدد قليل منها معاديا للسامية علنا. كما ضغطت فرنسا ، وهى عضو الاتحاد الدولي الوحيد فى مجلس الأمن ، من اجل وقف سريع لإطلاق النار، وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مؤتمر صحفي يوم الاثنين إنه "يجب أن تكون هناك عملية لوقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن وبناء مسار محتمل للمناقشات بين مختلف الأطراف". وقال ماكرون إنه تجري مناقشات مع عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله "لنتمكن معا من رؤية كيف نقدم اقتراحا ملموسا" وأضاف انه "من الضروري جدا" وضع حد للأعمال العدائية. وفي الأسبوع الماضي، تحدث ماكرون إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. لكن ماكرون لم يتمكن من الاتصال بنتنياهو هاتفيا يوم الخميس الماضي، لأنه "لم يكن متاحا لإجراء مكالمة هاتفية في ذلك اليوم"، وفقا لمكتب السيد ماكرون. وتحدث الاثنان يوم الجمعة. كما شارك وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان مع نظرائه الأمريكي والإسرائيلي والفلسطيني والأردني والمصري. انقسام الاتحاد الأوروبي ولكن الاتحاد الأوروبي منقسم كالمعتاد. وحتى فى مناقشة مجلس الأمن يوم الأحد , لم يكن من الممكن إصدار بيان ممثل الاتحاد الدولى نيابة عن الدول الأعضاء لان المجر المؤيدة بشدة لإسرائيل قد اعترضت على ذلك . وانتقد وزير خارجية المجر بيتر زيجارتو تصريحات الاتحاد الأوروبي حول إسرائيل باعتبارها غير مفيدة وقال لوكالة فرانس برس "عادة ما تكون هذه التصريحات من جانب واحد ولا تساعد خصوصا في ظل الظروف الحالية عندما يكون التوتر مرتفعا جدا". كما أن دولا أوروبية أخرى، مثل النمسا وبلغاريا ورومانيا، ثابتة بالمثل في دعم إسرائيل، في حين أن دولا مثل بلجيكا ولوكسمبورج والسويد أكثر انتقادا للردود العسكرية الإسرائيلية وتوسيع المستوطنات في الأراضي المحتلة. وقال بيتر ستانو المتحدث باسم المفوضية الأوروبية إن الهدف الرئيسى هو إنهاء الصراع العسكرى . وكرر، بوجه عام، أن الاتحاد الأوروبي يعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة غير قانونية، وأن بروكسل حثت على إعادة النظر وضبط النفس فيما يتعلق بالتهديد بطرد الفلسطينيين من القدسالشرقية. وقال " إن ممثلى الشعب الاوروبى ووزراء الخارجية فى هذه القضية يحاولون جاهدين التعامل مع الوضع والعثور على أفضل إسهام ممكن من الاتحاد الاوروبى لتخفيف حدة العنف ووقفه "، "وأعتقد أن هذا كل شيء ولا يسعني إلا أن أكرر أن الخسائر في الأرواح غير مقبولة بالطبع".