حذرت مصادر طبية محلية في عدن من عواقب تردي الأوضاع المعيشية وانهيار المنظومة الصحية واستمرار الصراع، مشيرة إلى ارتفاع متواصل في أعداد الإصابات بالأوبئة والأمراض كحمى الضنك والملاريا والشيكونجوليا فضلا عن كورونا، ما أدى إلى وفاة أكثر من ألف شخص منذ مطلع الشهر الحالي. فما مسئولية التحالف السعودي الإماراتي عن تدهور الوضع الصحي وتفشي الأوبئة في عدن وغيرها من المناطق في اليمن؟ وإلى أي حد يمكن أن يعزز تفاقم المأساة الإنسانية في اليمن الضغوط الدولية للبحث عن حل ينهي الصراع في هذا البلد؟ وهل أنفق التحالف السعودي الإماراتي على الجهود الإنسانية في اليمن بقدر ما أنفق على الأعمال العسكرية أو على تشكيل كيانات موازية تنازع مؤسسات الدولة اليمنية سلطتها؟. معطيات الواقع تشهد كما يبدو بالنفي، فمحافظ تعز حذر من أن الوضع في المحافظة يزداد سوءًا نتيجة الصراعات السياسية، وأكد تفشي 3 أنواع من الأمراض إلى جانب كورونا، وهي حمى الضنك والكوليرا والملاريا، أما في العاصمة المؤقتة عدن فقد قالت مصادر طبية إن 76 شخصا توفوا جراء انتشار أوبئة وأمراض في مناطق مختلفة بالمحافظة. عدن باتت بين مستنقعين: حرب وأوبئة، بعد إعلانها منطقة موبوءة بفيروس كورونا من قبل اللجنة العليا لمواجهة الجائحة، تواصل أوبئة شتى الانتشار في العاصمة اليمنية المؤقتة، كما أعلنت جامعة عدن- في نعي رسمي- أنها فقدت أكثر من 10 من كوادرها الأكاديمية جراء تفشي العديد من الأوبئة القاتلة. أمطار وسيول جارفة ضربت عدن، فجلبت معها أوبئة وفيروسات لا حصر لها، وخلفت بركا ومستنقعات جعلتها بيئة خصبة لصنوف شتى من الأمراض فاقمت معاناة أهالي المحافظة، فيما كشف تقرير لمصلحة الأحوال المدنية عن تسجيل أكثر من ألف وفاة بأكثر من وباء منذ مطلع الشهر الحالي فقط، بينها حمى الضنك والملاريا. وقد ضاقت الشوارع والطرقات بأهلها من بني البشر واستوطنتها نفايات وكائنات قاتلة، وبمنظومة صحية منهارة وبنية تحتية مدمرة لم يبقى منها ظل يكافح العوز وشح الموارد، وفيروس كورونا الذي تسبب في غلق مستشفيات ومراكز غسيل كلى. ومن الحرب مع جماعة الحوثي إلى الصراع بين الشرعية والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا ويلات لم تتوقف عندها مآسي عدن، لتستوطنها الأوبئة في انتظار من يغيثها وأهلها. الوضع خطير نبيل غانم، عضو المجلس المحلي لمحافظة عدن سابقا، أكد أن الوضع في عدن بات خطيرا للغاية، حيث تجاوز عدد الوفيات بعدن 290، و48 في صنعاء. وأضاف غانم، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج “ما وراء الخبر” على قناة “الجزيرة”، أن أزمة انتشار وباء كورونا تجاوزت حدود محافظة عدن لتجتاح بقية المناطق، وأنه يمكن تصنيف اليمن الآن ك”بلد موبوء” بأكثر من مرض؛ مثل الملاريا والمكرفس والضنك وكورونا وغيرها. وأوضح أن المنظومة الصحية يمكن اعتبارها منهارة وغير قادرة على مجابهة خطر الأوبئة، ومن الضروري ترك القطاع الصحي باليمن بعيدا عن كل النزاعات والتجاذبات. خطة عاجلة من جانبه طالب الكاتب والمحلل السياسي، أسعد بشارة، بوضع خطة عاجلة مدعومة عربيا ودوليا لإنقاذ اليمن من الوصول إلى نقطة “اللا عودة” بشأن جائحة كورونا. وحمّل بشارة كل الأطراف السياسية، وعلى رأسها الحوثيون والتحالف السعودي الإماراتي، مسئولية تدهور الأوضاع الصحية في اليمن، محذرا من أن تأخر التدخل الأممي الفوري لفرض وقف إطلاق نار إنساني دون شروط سيحل الكارثة باليمن. وشدد على أن تحالف السعودية أبو ظبي يتحمل المسئولية في جنوب اليمن، متسائلا: أين مهمة التحالف المعلنة، في ظل الفوضى والاقتتال المتواصل بين المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا وقوات الحكومة الشرعية؟ كارثة صحية بدوره حذر مدير المستشفى التعليمي بتعز نشوان الحسامي من أن الوضع الصحي بالمحافظة ينذر بكارثة صحية، وأن المحافظ أعلن في مؤتمر صحفي فقدان السيطرة على انتشار فيروس كورونا. وأضاف نشوان أن إمكانات السلطة المحلية صارت غير قادرة على مكافحته، مشيرا إلى خطورة الوضع الصحي لبقية المصابين بأمراض مزمنة، مثل الفشل الكلوي والسكري وضغط الدم.