الطبال مصطفى بكري، يستحق جائزة “هُبَل” في النفاق الإعلامي؛ حيث يجيد جميع أنواع النفاق لمن يملك القوة أو الرز، ويا حبذا الاثنان مع بعض القوة والرز السعودي الطويل. ودفع طلب الحكومة الليبية المعترف بها دوليًّا برئاسة فايز السراج رسميا من تركيا الحصول على دعم عسكري جوي وبري وبحري، لمواجهة قوات اللواء الانقلابي خليفة حفتر المدعوم من عسكر مصر، أن يطلق جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي، أحذية الإعلام أمثال “بكري” لبذل ما يمكنهم في الحشد لإنقاذ حليفه الذي يسعى لهدم الشرعية في طرابلس. دعوة السراج وعلى الفور ظهرت علامات الوجع التركي في تغريدات “بكري”، حتى إنه كتب يقول في أولى تلك العلامات: “ما رأي القبائل العربية الليبيه الحرة في دعوة السراج للاستعمار التركي لاحتلال ليبيا من جديد ونهب ثروات شعبها، وهل يمكن أن تقبل هذه القبائل بمن يدنس أرضها ويستعبد أهلها وينتهك شرفها، أحفاد عمر المختار لن يقبلوا، بل سيحولون ليبيا إلى مقبرة لأردوغان وعصابته”. ثم تلاها بعلامة أخرى للوجع، قائلاً: “تعجيل حزب العدالة والتنمية التركي موعد انعقاد البرلمان التركي إلى 2 يناير بدلا من 8 يناير للتصديق على قرار بإرسال قوات تركيه لدعم الميليشيات الإرهابية في ليبيا وحكومة الوفاق العميلة هو تحد للقانون الدولي وتهديد مباشر للأمن القومي العربي، مطلوب عقد اجتماع عاجل للقادة”. وثالث علامات الوجع عند “بكري” كانت رائحتها المخابراتية تزكم الأنوف، وظهرت ملامح عباس كامل بين السطور، يقول بكري متألمًا من الوجع التركي: “عندما يدافع جمال ريان المذيع بقناة الجزيره عن التدخل التركي والاستعداد لغزو ليبيا فاعلم أنها الخيانة وهذا أمر ليس بجديد عليه فقد خان بلده فلسطين وارتضي أن يكون ألعوبة في يد أعداء فلسطين وكل ذلك ليس بغريب على هذا المرتزق، أما أن يتطاول على مصر وعلى قائدها فاعلم أن السيسي قائد وطني لا يعرف طريق التآمر أو الخيانة ودفاعه عن ليبيا هو دفاع عن الأمن القومي للأمة بأسرها، الخونة مصيرهم مزبلة التاريخ”. الكثير من الوجع بات يشعر به فريق السفيه السيسي، ويضعون أيديهم على قلوبهم خوفا من أن تؤدي خطوة الرئيس التركي أردوغان بمساعدة حكومة الوفاق الشرعية إلى تصعيد يجبر السفيه السيسي في الدخول بمواجهات عسكرية مع تركيا، سواء بطريق مباشرة أو غير مباشرة، على أرضية الاتفاق البحري الذي وقعته حكومة الوِفاق التي يرأسها السيد فايز السراج مع نظيرتها التركية الذي يقسم شرق المتوسط الغني بالغاز بين البلدين. تغريدات “بكري” المحشوة بالألم والتي تحمل رائحة المخابرات، ربما تطرح السؤال الملِحّ حاليًّا وهو كيف سيكون رد جنرال الندامة السفيه السيسي، الداعم الرئيسي للواء الشرّ المتقاعد حفتر إلى جانب الإمارات في هذه الحالة، وهل ستقصِف طائراته السفن التركية المحملة بالجنود والمعدات في حالِ وصولها إلى الموانئ الليبية؟ تصحيح الأوراق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعاد الأمور الى نصابها في المِلف الليبي، عندما أعلن استعداده إرسال قوات ومعدات عسكرية إلى ليبيا، إذا استنجدت به حكومة السراج التي تستمد شرعيتها من اتفاق الصخيرات، الذي رعته الأممالمتحدة؛ الأمر الذي آثار غضب دول الشرّ الداعمة للواء حفتر، مِثل السفيه السيسي وشيطان الإمارات وروسيا وفرنسا. دعم السفيه السيسي العسكري لقوات حفتر ظهر علانية في شريط فيديو، نشره الإعلام الحربي التابع لحفتر ظهرت فيه دبابة “تاغ تيرير” المِصرية الصنع، وتعتبر الإنتاج الأحدث لهيئة التصنيع العسكري، وجاء هذا الظهور كرد على استعداد تركيا للتدخل عسكريا لدعم الشرعية في ليبيا. حكومة الوفاق التي يتزعمها السيد السراج لا تملك جيشًا قويًّا، وتعتمد على قوات الحركات الثورية المسلحة في طرابلس ومصراته، ولكنها تمتلك الشرعية الأممية، وهي شرعية تتآكل في ظل صمت الأممالمتحدة عن جرائم قوات حفتر، واتساع دائرة التحالف الجديد المناهض لتركيا في شرق المتوسط ويضم اليونان وقبرص والسفيه السيسي وإسرائيل والأردن وإيطاليا والسلطة الفلسطينية، الذي تأسس تحت مظلة “منتدى غاز شرق المتوسط” واستبعد تركيا، ورفضت كل من سورية ولبنان الانضمام إليه، وهو تحالف ظاهره “غازي” وباطنه عسكري! الخطر الصهيوني أردوغان بدأ يشعر بالخطر من جراء هذا التحالف الذي يطوق بلاده، خاصةً أنه يضم اليونان والسفيه السيسي وكيان الاحتلال الصهيوني، الأعداء الرئيسيين لبلاده، ولهذا استقبل السيد السراج في 27 من شهر نوفمبر الماضي في إسطنبول، ووقّع معه الاتفاقات البحرية والعسكرية، التي صعدت التوتر ووحدت أعداء تركيا، ودفعت باليونان إلى طرد السفير الليبي. ليبيا تنتظر عود الثقاب الذي يمكن أن يشعل فتيل الحرب الثانية، التي ربما تكون أكثر شراسة من الأولى، فإعلان الانقلابي حفتر وقواته بدء الهجوم على قلب العاصمة طرابلس قد يشكل دافع كبير للتدخل التركي، وتوحيد الدولة الليبية تحت علم الشرعية ضد حفتر، ولن يقبل أردوغان بسقوط الشرعية ويتخلى عن الشعب الليبي، ومن غير المستبعد أن يرسل أيضًا قوات ومدرعات إلى طرابلس ومصراته في هجوم مماثل “نبع السلام” لنظيره في شمال سورية. السفيه السيسي ربما يمثل لأوامر الإمارات ويرسل دبابات ومعدات عسكرية وطائرات وسفن بحرية إلى ليبيا، لدعم حليفه المجرم “حفتر” في مواجهة حكومة الوفاق، بحجة مواجهة حركة الإخوان المسلمين، ولكن من المستبعد أن يرسل قوات مصرية برية، إلا إذا كانت هذه الخطوة هي الخيار الأخير. أردوغان قال إنه لا يتمنى أن تتحول ليبيا إلى سورية أخرى، أما السفيه السيسي فإنه يتنبأ بانقلاب شامل في غضون الأشهر الستة المقبلة، ملمحًا إلى التدخل العسكري، ولكن الوقائع على الأرض تقول إن الحرب بالإنابة بين السفيه السيسي وتركيا على الأراضي الليبية إذا اندلعت ستكون أخطر بكثير من الحرب السورية. حرب الغاز السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل سيخوض السفيه السيسي حربا في ليبيا في وقت يتنازل فيه عن حقوق المصريين المائية ويرضخ لبناء سد النهضة في إثيوبيا؟ وهل تجيد تركيا تحريك قطع الشطنرج في مواجهة عسكرية بعيدة عن أراضيها بآلاف الكيلومترات، وهي ما زالت تواجه المخططات الشيطانية الإرهابية في سورية، ومحاطة بجوار معادي من كل الاتجاهات؟ ربما يعي الرئيس أردوغان جيدًاأنه يقف على أبواب “حرب الغاز” التي قد تندلع شرارتها الأولى في طرابلس الليبية، وربما تؤدي إلى زعزعة استقرار كل دول الاتحاد المغاربي وإعادة رسم خرائط شرق المتوسط، ومن غير المستبعد أن يكون الهدف تركيا، على غرار ما حدث لعراق صدام حسين في الكويت، فالمصيدة الليبية جار نصبها بإحكام شديد. ولا يمكن للانقلابي الأمريكي حفتر أن يطلِق الرصاصة الأولى في حرب السيطرة الكاملة على طرابلس، إلا إذا كان قد حصل على ضوء أخضر من السفيه السيسي وشيطان الإمارات وفرنسا وروسيا، وتغافل من أمريكا.. والكرة الآن في ملعب الرئيس أردوغان.