تأثير ثورات الربيع العربى على أسلحة الدمار الشامل الموجودة فى الدول التى شهدت ثورات يثير قلق إسرائيل بشدة. فى هذا السياق نشر معهد أبحاث الأمن القومى الإسرائيلى دراسة عن تأثير المتغيرات التى شهدتها المنطقة وحالة عدم الاستقرار التى تميز المرحلة الانتقالية فى دول الربيع العربى على خطط ومخازن أسلحة الدمار الشامل فى المنطقة، بما فى ذلك الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، ومستقبل البرامج النووية العربية. وتزعم الدراسة الإسرائيلية التى أعدها كل من "دافيد فريدمان" و"أفرايم اسخولاى" و"أميرلى لنداو" الباحثين بمعهد أبحاث الأمن القومى الإسرائيلى أن مصر هى أول دولة فى منطقة الشرق الأوسط تدخل مجال الأسلحة غير التقليدية، وكان ذلك خلال حقبة الستينيات، عندما طورت وتسلحت بغاز الخردل. وترى الدراسة أنه ليس هناك خوف من خروج الأسلحة الكيماوية والبيولوجية المصرية عن السيطرة، أو أن تتغير السياسات المصرية الخاصة بهذا الشأن، والتى من ضمنها عدم انضمام مصر لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية قبل أن تنضم إسرائيل لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. أما فيما يتعلق بسوريا -التى تعد قوة عظمى فى مجال الأسلحة الكيماوية والبيولوجية بالمنطقة- فإنه رغم أن دمشق كانت تقول إن هذه الأسلحة الغرض منها إيجاد رادع إستراتيجى للقدرات الإستراتيجية السورية، إلا أن الأحداث الداخلية الحالية تطرح أحد السيناريوهات التالية: أولا: أن يصل بشار الأسد لمرحلة اليأس فى استمرار نظامه، ومن ثم يقرر استخدام تلك الأسلحة ضد الثوار، أو أن تسقط تلك الأسلحة فى يد الثوار، والثانى أن يقرر الأسد ضرب إسرائيل بتلك الأسلحة فى محاولة يائسة منه لتوجيه الأنظار بعيدا عما يحدث فى سوريا، أما السيناريو الأكثر منطقية -وفق الدراسة- فيتمثل فى أنه فى مرحلة ما عندما تتهاوى الحراسة على مخازن الأسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية، نتيجة اشتداد عمليات المقاومة هناك يقوم حزب الله بفرض سيطرته على تلك المخازن. وترى الدراسة أن الربيع العربى لم يكن له تأثير فورى على المشاريع النووية التى شهدت التغيرات فى المنطقة، وأن تغيير النظام فى سوريا من الممكن أن يؤدى إلى إعادة إحياء البرنامج النووى السورى المتوقف منذ سنوات، فى الوقت نفسه رغم أن السعودية لم تصلها موجة الربيع العربى إلا أنها قد تفكر فى امتلاك أسلحة نووية بمساعدة باكستان لمواجهة الخطر الإيرانى.