لم يعد هناك أى منطق لسكوت السادة مستشارى اللجنة العليا للانتخابات على الاتهامات التى يوجهها لهم النائب السابق مصطفى بكرى بتزوير الانتخابات الرئاسية لإسقاط الفريق أحمد شفيق. وجّه بكرى هذا الاتهام عابرا قبل إعلان النتيجة بدقائق، ثم عاد وكرره دون تفاصيل منذ ثلاثة أسابيع، إلا أنه خرج خلال حواره مع خالد صلاح ببرنامج "الأسئلة السبعة" على فضائية النهار، ليكرر نفس هذه الافتراءات مع الكثير من المقبلات والمشهيات لإنعاش المشاهد الرمضانى، فقال إن الفريق شفيق أُبلغ صباحا قبل إعلان النتائج رسميا من قبل مسئول كبير بأنه الفائز فى الانتخابات، وقال إن الحرس الجمهورى انتقل بعدها إلى بيت شفيق وقام 10 من أفراده يرتدون الملابس الملكية بعمل رسم كروكى لبيته فى العاشرة من صباح ذات اليوم.وأشار بكرى إلى أن شفيق كان بصدد عقد مؤتمر صحفى فور إبلاغه بالنتيجة فى فندق "جى دابليو ماريوت"إلا أن الحرس الجمهورى -كما يدعى بكرى- طلب منه التوقف وهو بالقرب من منطقة الجولف فى الثانية من ظهر يوم الثلاثاء (هنعديها المرة دى ونتغاضى عن الخطأ فى اليوم؛ لأنه كان الأحد 24 يونيو وليس الثلاثاء 27 يونيو) قبيل إعلان النتائج.ويثير هذا الكلام المرسل من بكرى العديد من الأسئلة، فمن المسئول الكبير الذى كان يعرف النتيجة قبل أن يعلنها المستشاران فاروق سلطان وحاتم بجاتو؟ ألا ينتاقض ذلك مع القسم بالله الذى نطقه اللواء محمود حجازى -أحد أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة- بأنهم عرفوا النتيجة وقت إذاعتها من التليفزيون مثلهم مثل أى مواطن مصرى؟! وماذا عن الأرقام التفصيلية التى أوردها المستشار بجاتوبشأن كل طعن تقدم به الطرفان الدكتور محمد مرسى والفريق أحمد شفيق ضد الآخر، وكان عددها يزيد على ال400 طعن، وعن الصناديق التى تم استبعادها بالكامل، واستمارات الإدلاء بالرأى التى تم إلغاؤها هى الأخرى، ثم -وهذا هو الأهم- كيف تتطابق الأرقام التى أعلنتها حملة الدكتور محمد مرسى عن نتيجة الانتخابات -إلى حد كبير- مع النتائج التى أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات، خاصة أن أرقام حملة الدكتور مرسى اعتمدت على محاضر اللجان الفرعية بالكامل التى حصلت على نسخة متطابقة منها كل من حملتى المرشحين. لو اعتمدنا على الخيال الواسع الذى يتمتع به النائب مصطفى بكرى، بأن الفريق شفيق كان فائزا من الساعة العاشرة صباحا حتى الثانية بعد الظهر، فهل تستطيع لجنة قضائية مهما أوتيت من دقة ونظام، أن تعيد ضبط النتيجة خلال أربع ساعات فقط لتغيير مسارها الفعلى وتصب فى صالح مرشح دون الآخر؟ وهل تمكنت من إعادة فرز كل هذه الطعون وضبط الأرقام من جديد لتخرج الدكتور مرسى فائزا؟ الكرة الآن فى ملعب المستشارين فاروق سلطان، وحاتم بجاتو، وعبد المعز ابراهيم.. السكوت على هذه الأقاويل واستمرار الترويج لها يشق البلد ويبث الفتنة بين الناس بأكاذيب لا أساس لها من الصحة، ولا توجد إلا فى عقل رجل مريض يتخبطه الشيطان من المس. هل يريد بكرى.. شفيق رئيسا لمصر.. والله عار ما بعده عار.. الغريب أن بكرى انبرى للدفاع عن شخص هو نفسه لم يدافع عن نفسه، بل هرب من مصر ولن يعود إليها، ولو كان هناك ذرة يقين فيما قاله بكرى، لكان شفيق أول من يستميتون فى الدفاع عن حقه، والحق هو ما حدث من شفيق حين أعلن احترامه للنتيجة وتهنئته للدكتور مرسى، فلحساب من يزرع بكرى فتنة تشق مصر، وهى أكاذيب لم يزعمها أو يأتى به أحد أفراد حملة شفيق أو حتى أنصاره؟ هل بكرى شفيقى أكثر من الشفيقيين؟ تكلموا يا مستشارينا الكرام.