يحكي "م.ح"، أحد أبناء قرية ناهيا، "للحرية والعدالة" ساعات الرعب والصمود التى واجهتها قرية ناهيا، مساء اليوم، على يد ميليشيات الانقلاب. في البداية يؤكد "م" أن ما جرى هو عقاب جماعي للقرية بعد مقتل الشهيدين حسني العقباوي وعاطف الحلفاوي، أمس، ثم عزوف الأهالي عن المشاركة في لجان الاستفتاء منذ الصباح وحتى المغرب. ويضيف: "اصطف الأهالي في أضخم مسيرة لتشييع الشهيدين، وتلقائيا تحولت الجنازة المجمعة من مسجد القنطرة بناهيا إلى أكبر تظاهرة عرفتها القرية، فقد كانت تمتد الجنازة من ناهيا إلى بني مجدول". وحول بداية الاعتداء يقول: "لم تكد تعود الجنازة حتى داهمتها رصاصات الجيش والشرطة، بعد صلاة العشاء، مؤكدا أن ميليشيات الانقلاب هي من بدأت بالهجوم الذى وصفه ب"غير المبرر"، واستخدمت الغاز المسيل للدموع أثناء عودة الشباب من الجنازة، الأمر الذى دفع بعض شباب الأولتراس إلى الرد عليهم بالألعاب النارية، فأطلقت الداخلية رصاصها الحي والخرطوش، مشيرا إلى وجود قناصة كانوا يعتلون أسطح المدارس، وبدأ الضرب متزامنا من جهات متعددة "على حد قوله". ويتابع: "الجنود باغتوا الشباب بتحريك مدرعات وغلق شوارع "القبلي، المطحن، سكة المدينة"، وسمع إطلاق نار كثيف بمنطقة السهراية أمام الجمعية التعاونية، وكانت طيارات حربية تجوب القرية والقرى المجاورة لها "بني مجدول وأبو رواش وكرداسة" منذ الرابعة عصرا، مشيرا إلى أن التحليق كان منخفضا جدا، ويحدث دويا مزعجا؛ لإرهاب أهالى القرية وأقارب الشهداء. وحول صمود الشباب يؤكد "م" أن شباب القرية قدموا ملحمة صمود، ما دفع القوات العسكرية والشرطية للوقوف في أطراف الشوارع دون اقتحامها. وعن دور الطائرات في الهجوم يقول: "في أثناء الاشتباكات أمطرت الطائرات القرية بمفرقعات مرعبة، وأسفر الاشتباك عن ارتقاء الشهيد شادي حسين جمعة من بني سويف، ويقيم منذ سنوات بالقرية، ويعمل سائقا على طريق ناهيا بولاق، كما أصيب طفل في الثانية عشرة من عمره في فكه الأيمن من طلق حي. أما عن الإصابات فيؤكد سقوط العشرات ما بين اختناقات بالغاز أو بالخرطوش في الشارع القبلي، إضافة إلى إصابات بالجملة في منطقة الكوبري الجديد، وكذلك إصابات بالخرطوش في منطقة شارع سكة المدينة. يذكر أن قرية ناهيا قدمت الشهداء "محمود السنديوني وحسن الوراقي ومصطفى شيخون وممدوح موسى وعبد المنعم خلف"، وأمس قدمت "عاطف الحلفاوي وحسني العقباوي" واليوم تقدم الشهيد شادي حسين جمعة، وطفلا في الثانية عشرة من عمره.