مع بدء العام الدراسي الجديد.. سؤال برلماني حول تحقيق الانضباط في المدارس    وزير التعليم العالي يستقبل وفدًا من «التايمز البريطانية» لبحث تصنيفات الجامعات (التفاصيل)    تداول 11 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    التشكيل المتوقع لقمة مانشستر سيتي وأرسنال في الدوري الإنجليزي    القنوات الناقلة لمباراة برشلونة ضد فياريال في الدوري الإسباني.. الموعد والمعلق    حسين الشحات: راهنوا على فشلنا وواجهنا ظروفا غير طبيعية    إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم سيارتين ب«صحراوي المنيا»    محافظ الوادي الجديد: انطلاق العام الدراسي الجديد في 502 مدرسة    محافظ المنوفية يستقبل رئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية    مشروع صبا.. بدء حجز الشقق في 6 أكتوبر- ننشر كراسة الشروط    الجزايرلي: صادرات الصناعات الغذائية لا تعبر عن إمكانيات وطموحات القطاع    إصدار شهادات تجديد سريان تصاريح وتراخيص توزيع وبيع الطاقة الكهربائية لبعض الشركات    حزب الله يعلن استشهاد أحد عناصره في مواجهات مع إسرائيل    ملفات بيبى    "الاحتلال الإسرائيلي" يعتقل 10 فلسطينيين من الضفة الغربية    إعلام إسرائيلي: تضرر 12 منزلا واحتراق 3 سيارات إثر سقوط صاروخ شمالي حيفا    نكشف زيف ادعاءات شيخ التيجانية المزعوم د. شوقى علام فى تصريحات خاصة لروزاليوسف يكذب ادعاءات التيجانى    محافظ الشرقية يفتتح مدرسة ثانوية بمنيا القمح (صور)    محافظ بني سويف يوجه بالاهتمام بطابور الصباح والنشيد الوطني في المدارس -صور    بيلينجهام يسب حكم لقاء ريال مدريد وإسبانيول    أخبار الأهلي: قرار جديد في الأهلي بشأن علي معلول قبل مواجهة الزمالك    مفاجأة بشأن مصير «جوميز» مع الزمالك بعد السوبر الإفريقي    رؤساء التحرير يواجهون وزير التعليم بكل ما يشغل الرأى العام: محمد عبداللطيف: التعليم قضية وطن    كيما للصناعات الكيماوية ترد: هل لوثت مخلفاتها مياه الشرب بأسوان؟    بالبالونات والشيكولاتة، مدرسة ابتدائية بالغربية تستقبل التلاميذ في أول أيام العام الدراسي (بث مباشر)    سقوط ديلر بحوزته كوكايين ب10 ملايين جنيه بالقاهرة    ضبط مالك مصنع يقوم بتصنيع الأدوية والعقاقير المجهولة في الشرقية    تغيب مجدي شطة عن جلسة محاكمته بالاتجار والتعاطي في مواد مخدرة    فيلم كوري يتضامن مع فلسطين بعبارة "إسرائيل شر مطلق"    بعد تقليدها له في مشهد من "عمر وسلمى".. تامر حسني يمازح ابنته: "كنتي اعملي الدقن بالمرة"    دبابات الاحتلال المتمركزة غرب رفح الفلسطينية تطلق النيران صوب منطقة المواصي    في ذكرى وفاة هشام سليم.. بدأ الفن وعمره 14 عاما وأصبح أبرز النجوم    الليلة.. حفل غنائي لمجد القاسم على هامش مهرجان الغردقة السينمائي    متصلة تشتكي: ابني طلب يحط إيده على منطقة حساسة.. وداعية ينصح    وزير الإسكان: مصر جاهزة لتصدير الخبرات في منظومة التشييد والبناء    الأكثر عدوى.. الصحة العالمية توضح كيفية الوقاية من متحور فيروس كورونا الجديد إكس إي سي؟‬    مكون سحري في مطبخك لعلاج الإمساك بسهولة    بعد إنقاذهم حياة سيدة تعرضت لعدة طعنات.. رئيس جامعة قناة السويس يُوجه الشكر للأطقم الطبية بالمستشفى    انتظام الطلاب بالمدارس اليابانية بالعام الدارسي الجديد - صور    جامعة قناة السويس تشارك فى منتدى بكين الثقافي بالصين    مليون جنيه في 24 ساعة.. ضربة أمنية لتجار العملة الصعبة    محافظ بورسعيد يحيل 10 مدرسين ومدير للنيابة الإدارية    الاحتلال يوسع دائرة الصراع والتصعيد العسكري بالشرق الأوسط.. مجازر مستمرة ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة    مصرع وإصابة 47 شخصا إثر وقوع انفجار في منجم للفحم شرقي إيران    الصناعة: السبت المقبل اجتماع مع مستثمري محافظة قنا ضمن اللقاءات الدورية مع أصحاب المصانع    لترشيد الكهرباء.. تحرير 148 مخالفة للمحلات التي لم تلتزم بقرار الغلق    ارتفاع حصيلة الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية ببيروت إلى 45 شهيدا    موعد مباراة العين الإماراتي وأوكلاند سيتي في افتتاح بطولة كأس القارات للأندية 2024    ب«التكاتك والموتوسيكلات».. توافد طلاب البحيرة على المدارس في أول أيام العام الدراسي الجديد    بمختلف المحافظات.. رفع 54 سيارة ودراجة نارية متهالكة    "كلامه منافي للشرع".. أول تعليق من على جمعة على تصريحات شيخ الطريقة الخليلية    خطيب المسجد النبوي يُحذر من الشائعات والخداع على وسائل التواصل الاجتماعي    الشيخ أحمد ترك لسارقي الكهرباء: «خصيمكم 105 ملايين يوم القيامة» (فيديو)    ساعات برندات وعُقد.. بسمة وهبة تكشف كواليس سرقة مقتنيات أحمد سعد في فرح ابنها (فيديو)    اللهم آمين | دعاء فك الكرب وسعة الرزق    وزير الخارجية يلتقى المفوض السامي لحقوق الإنسان بنيويورك (صور)    والد أشرف داري يكشف موقفه من مباراة الزمالك في السوبر الإفريقي    أمامك اختيارات مالية جرئية.. توقعات برج الحمل اليوم ألحد 22 سبتمبر 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأحزاب الكرتونية.. الخادم المطيع للانقلاب العسكري على الثورة

· تجمعات أفراد وعائلات يسعون وراء مصالحهم السياسية بحثًا عن المال والشهرة والنفوذ
· رفضت الديمقراطية التي تشدقت بها وانقلبت عليها عندما فشلت في الانتخابات
· يعشقون الاستبداد فرفضوا دعوات الحوار الوطني وارتموا في أحضان العسكر
· دعوا لإلغاء الأحزاب الإسلامية الحائزة على ثقة الشعب بخمسة استحقاقات انتخابية نزيهة
خبراء: أحزاب تسلقية لا يهمها مصلحة الوطن وتسعى للوصول للسلطة بأي ثمن
أكد خبراء سياسيون أن الأحزاب السياسية المؤيدة للانقلاب العسكري الدموي على الشرعية الدستورية والقانونية، هي نفسها "الأحزاب الكرتونية" الشكلية التي صنعها النظام الفاسد للمخلوع مبارك لكي يجمّل صورته ليدعي أن هناك حياة حزبية ديمقراطية، مشيرين أن هذه الأحزاب ميتة وأصابها الركود بسبب أنها انفصلت عن المجتمع وقواعده الشعبية، وعملت فقط من أجل مصالحها الخاصة النخبوية، وتضع عينها على المقابل في شكل مناصب بمؤسسات الدولة ونفوذ سياسي وشبكات مصالح اقتصادية أيضا.
وأوضح الخبراء في تصريحات ل"الحرية والعدالة" أن هذه الأحزاب هي أحزاب "اللافتات" و"المقرات" و"الجرائد"، فهي لا تتخطى مقراتها أو جرائدها وتتبنى أيديولوجية فوقية لا تمت للمجتمع بصلة، ووجدت مصالحها مع الاستبداد لأنها تخشى من الديمقراطية والصناديق حيث إنها بلا قواعد أو تأييد شعبي، وأثبتت التجربة بعد ثورة 25 يناير فشلهم الذريع، واختيار الناس للتيار الإسلامي الذي يعبر عن هويته، فقامت الأحزاب الكرتونية التي لا يعرف الناس أسماء بعضها، ومنها حزب الجيل والتجمع والوفد وشباب مصر والخضر والسلام والناصري والكرامة، وساعدت العسكر للانقلاب على نتائج الصندوق لأنه لم يأت بها.
وشددوا على أن هذه الأحزاب تمارس مع الانقلاب الدور نفسه الذي مارسته مع المخلوع مبارك، وزاد على ذلك أنها أصبحت جزءا من منظومة الانقلاب وخارطته لتلعب دور الخادم والمؤيد والداعم للانقلاب الذي أقصى منافسيها الإسلاميين في السجون.
تجمعات مصالح
في البداية أكد محمد كمال جبر -الباحث المتخصص في العلوم السياسية- أنه يصعب وصف هذه التجمعات الكرتونية المعارضة بنظام المخلوع حسني مبارك وحتى الآن بأنها أحزاب.. فهي تجمعات لأفراد يسعون وراء مصالحهم السياسية بحثا عن المال والشهرة والنفوذ، ولا ينطبق عليها تعريف الحزب الذي هو: "مجموعة مواطنين يجمعهم رؤى فكرية ومصالح اجتماعية واسعة وتوجهات سياسية، ولهم برنامج سياسي يسعون لتحقيقه من خلال الوصول للحكم وصندوق الانتخابات".
وقال "جبر": "أما هذه الأحزاب الكرتونية فهي تجمعات مصلحية شخصانية تضم أفرادا وأقارب وأصدقاء تجمعهم مصالحهم هم فقط، واستخدمها المخلوع مبارك بنظامه، والآن يسعون كخدم للانقلاب، فقد وظفهم مبارك ليلعبون دور المحلل والديكور للادعاء بأن هناك هامشا للديمقراطية والحياة الحزبية، والآن هم أيدوا الانقلاب ودعموه ويسعون لممارسة دور الخدم للانقلاب".
واستشهد بأن المنطق الحزبي يقول إن الحزب يسعى لحصد مقاعد بمجلس الشعب ومن ثم تفضل الأحزاب النظام الانتخابي بالقائمة على النظام الفردي، فيما هذه الأحزاب الكرتونية تتبى العكس أي إجراؤها بالفردي، أيضا المنطق الحزبي يقول أن تكون الانتخابات البرلمانية أولا قبل الرئاسية ليكون للحزب دور في تزكية مرشح من داخل الحزب أو خارجه، فيما هم يطالبون بالعكس نظام فردي وانتخابات رئاسية أولا.. مما يثبت أنهم فقط يعبرون عن مصالحهم الشخصية فقط.
وأضاف -الباحث المتخصص في العلوم السياسية- أن هذه الأحزاب الشكلية قبلت دور المحلل بنظام مبارك والخادم بالنظام الانقلابي مقابل الحصول على مناصب شخصية بالبرلمان والحكومة وامتيازات اقتصادية، لافتًا إلى أن هذه الأحزاب الكرتونية تتنافس الآن على لعب دور الظهير السياسي للانقلاب؛ لأن هذا طبعهم وديدنهم في النظام السابق؛ وهو المشاركة في كعكة السلطة دون تعب وفي حصد وتوزيع الغنائم بعد أن تستتب الأمور للسلطة الانقلابية كما يتوهمون.
ونبه إلى أن هذه الأحزاب لا يهمها الوطن ولا المجتمع بل فقط السلطة، وهم يعلمون جيدا أنهم سيفشلون في أي انتخابات حقيقية، وقد فشلوا بالفعل في نظام مبارك وفشلوا بعد الثورة، ويعلمون أنهم لن يحصدوا كراسي السلطة بالصندوق أبدا، لأنهم بلا تواجد شعبي، فهم فقط "أحزاب مقرات" و"أحزاب جرائد" ومعظمها ليس لها مقار خارج العاصمة ليس لضعف قدرتها المالية بدليل أن هناك تيارات إسلامية رغم التضييق والملاحقة الأمنية لعقود استطاعت خدمة الناس اجتماعيًا وصحيًا وتواصلت معهم، ما انعكس على نسب تأييد عالية لها بالانتخابات بعد الثورة.
وأشار "جبر" إلى أن هناك عددًا من أحزاب مبارك انضمت لما يمسى ب"تيار الاستقلال" لا تعلم الناس حتى أسماءها، أما حزب الوفد فقد خسر كل رصيده، كذلك حزب التجمع كان مجرد ديكور لنظام مبارك، وبعد الانقلاب ساندوه وبرروا القتل والاعتقالات والمصادرة، وهذا النوع من الأحزاب دعت لإلغاء الأحزاب الإسلامية الفائزة والحائزة على ثقة الشعب بخمسة استحقاقات انتخابية حتى تخلو لهم الساحة الانتخابية بلا منافسين أصلًا، وذلك مقابل امتيازات منها عضوية مجلس النواب ومصالح مادية ونفوذ.
وأوضح أنه انكشفت حقيقة هذه الأحزاب؛ فهي لا تؤمن حقيقة بالقيم الديمقراطية والليبرالية ولا الحرية ولا العدالة الاجتماعية، وسلوكهم ومواقفهم تخالف ما يدعونه، ولأنهم بلا رصيد شعبي أو مجتمعي يخشون أي منافسة مفتوحة نزيهة للجميع لذا يفضلون مناخ الاستبداد وبيئته، وإن حصلوا على بعض ما يريدون بالأجل القريب، إلا أنهم على المدى الطويل ليس لهم أي مستقبل حقيقي لأنهم لا يراهنون على المجتمع بل على صاحب السلطة أي الانقلاب.
ولفت "جبر" إلى أن أحزاب نظام المخلوع مبارك تعاونت مع الانقلاب واستمروا في تدعيمه لأن دورهم ومصالحهم مرتبطة بالانقلاب، فالانتخابات لن تأتي لهم بشيء ولذلك طيلة الوقت بعهد الرئيس الشرعي محمد مرسي رفضوا دعوات الحوار الوطني ورفضوا خارطة الرئيس المتضمنة إجراء الانتخابات البرلمانية، لأنهم يكرهون الصندوق ويخافون الشعب ولم يقدموا له شيئا يذكر.
انفصال عن الشعب
من جانبه يرى مدحت ماهر -الباحث المتخصص في العلوم السياسية- أن نشأة الأحزاب الكرتونية والشكلية المعارضة في مصر لا شك أنها جاءت غير طبيعية سواء ما نشأت وقت الاستعمار أو فيما سمي بالحقبة الليبرالية، أو بفترة الأحزاب منذ منابر الرئيس الراحل أنور السادات، ومعروف طبيعة نشأة الأحزاب في الدولة القومية.
وقال "ماهر" إن النشأة الطبيعية لم تعرفها الأحزاب المصرية الكرتونية بفترة ما قبل الثورة، فالطبيعي أن تنشأ الأحزاب نتاج حالة اجتماعية يراد لها أن تمثل سياسيا لشرائح مجتمعية مثل الفلاحين والعمال والشباب، وتعبر الأحزاب في المعتاد عن أيديولوجيات ما اشتراكية أو ليبرالية أو غيرها بحيث يتكتل المتوافقون فيها على آراء متقاربة وتشكل كيانات تسمى ائتلافات أو تجمعات ثم يراد لها أن تتحول لأحزاب لتمثيلها سياسيا.
وأضاف أن الحاصل في مصر وفي كثير من الدول المتخلفة سياسيا هو العكس حيث تأتي فيها نشأة الأحزاب بالمعكوس، حينما تقرر نخب ذات مصالح تريد الحفاظ على وضعها ومصالحها فتدعم إنشاء أحزاب تمثلها في مؤسسات الدولة بحيث يكون لها نصيب في مناصبها وهيئاتها بما يحفظ وجودها ومصالحها الضيقة ولا تعبر عن شرائح أو قواعد مجتمعية قاعدية، بل عن نخبة فوقية جاءت من أعلى وليس من القاعدة، ولذلك لا تتمتع بأي تأييد شعبي وليس لها قواعد بالشارع أصلا على مر الأنظمة لطبيعة نشأتها الفوقية.
وتابع أن الحاصل أن الأحزاب الكرتوينة نشأت من أعلى، والنسخة الأخيرة منها "أحزاب منابر السادات" التي نشأت بمبادرة منه وتكليف، أما أن تأتي حركات أو أحزاب حقيقية من داخل المجتمع ذات الشعبية والجماهيرية فوجدت صعوبات شديدة ووجدت مقاومة من نظام المخلوع مبارك والنظام الانقلابي القائم الآن وتم مواجهتها بشكل عنيف، مشيرًا إلى أنه نتيجة هذه النشأة مع الوقت ومع عدم السماح للأحزاب ومع عدم القدرة بالوقت نفسه من الالتقاء بالناس أصبحت هذه الأحزاب كرتونية شكلية ومجرد ديكور لتجميل وجه النظام سواء نظام المخلوع مبارك أو النظام الانقلابي، وتمارس الدور ذاته باستمرارية الدور نفسه الذي رسمته لنفسها.
وأكد -الباحث المتخصص في العلوم السياسية- أن انفصال هذه الأحزاب الكرتونية صناعة الأنظمة ذاتها أسهم فيه أن أفكارها مبنية على أيديولوجيا مستوردة أكثر منها كونها ثقافة سائدة عند الشعب، ودليل ذلك ما يسمى بحزب التجمع بأنه قمة التيار اليساري كحزب شيوعي سابق معدل بعد سقوط الاتحاد السوفيتي حاول إجراء مراجعات داخله إلا أنه حزب لديه أزمة وهي أن فكره بعيد جدا عن الثقافة السائدة، خاصة عند الذين يتكلمون عنهم وباسمهم من عمال وفلاحين، فهذه الشرائح في مصر لديهم قيمهم وثقافتهم وطريقة تفكيرهم النابعة من الحضارة العربية الإسلامية، وبالتالي لا يمكن قبولهم بتنحية الدين وفصله عن الحياة التي يقوم عليها فكر حزب التجمع، ومن ثم الحزب يدافع عن فلاح هو منفصل عنه ولا ينصهر معه.
ودلل على ذلك بأنه من الأمور الكاشفة والمضحكة عند انتخابات 2011 أول انتخابات نزيهة بعد ثورة 25 يناير بشعب الأغلبية الساحقة فيه من العمال والفلاحين لم تنتخب حزب التجمع اليساري ولم تنتخب الأحزاب الكرتونية المنفصلة عن الشعب ثقافيا ومجتمعيا، بل انتخبت تيارًا آخر لديه قيم أصيلة وينتمي لحضارة عربية وإسلامية فاختاروا التيار الإسلامي بخمسة استحقاقات انتخابية، لأنها متصلة بهذه الشرائح وتعبر عن موروثها القيمي والحضاري.
وكشف "ماهر" أن الأحزاب الكرتونية نشأت لتأييد الاستبداد قبل وبعد الثورة ولا تجد مصالحها إلا مع الاستبداد ولا تجدها مع الديمقراطية؛ نظرا لطبيعة النشأة والفكر والنظام السياسي وعلاقتها بالجماهير، ولأنها بينها وبين الجماهير فجوات ومسافات بينية واسعة، والأخطر هو قضية عن أي مصالح تتكلم هذا الأحزاب؟ فهي تتحدث عن مصالح خاصة بها لا تقنع الجماهير، ولم تقنعهم هذه الأحزاب بأنها تمثلهم أو تدافع عن مصالحهم بل إن أعضاءها بمجلس الشعب لا يتواصلون بالناس إلا أثناء الدعاية الانتخابية فقط وأعرضوا عن الجمهور فقابلهم إعراضا بإعراض ولم يمنحها جماهيرية أو رصيدا شعبي.
ولفت إلى تراجع حزب الوفد كثيرا بعد أن سيطر عليه رجال الأعمال وخرج من يد الأرستقراطيين وآل سراج الدين، ووضع بيد الرأسماليين أمثال السيد البدوي فزاد انغلاقا وانشقاقات وتسريبات، وواقعيا لا يقدم الحزب للمجتمع أي شيء مفيد وليس لديه تواصل مع الناس.
وحول دور أحزاب المعارضة الكرتونية سواء في عهد مبارك أو بعد الانقلاب أوضح "ماهر" أنها تقوم بالدور نفسه ومستمرة فيه، وهو دور ذاتي أي الحفاظ على وجودها الكرتوني الشكلي وعلى شبكة المصالح التي تمثلها وتجميل السلطة الحاكمة، أيضا دور "التأييد بالمعارضة" وهي ظاهرة ممتدة منذ عهد المخلوع، أي أن الأحزاب تعارض كديكور لإكمال المنظر.. فيما هي في جوهرها أحزاب مؤيدة للنظام الحاكم وتابعة له، وحقيقة هي ليس لديها أي إشكالية أو أي خلاف مع النظام، لدرجة أن أحد قيادات الحزب الوطني وهو زكريا عزمي قال إنه "معارض داخلي"، وانتشر هذا المفهوم وقتها، مما يكشف انعدام وجود أي معارضة فعالة بل فقط معارضة مستأنسة تمثل مصالحها وتدافع عنها وديكور تجميلي للنظام.
ونبه -الباحث المتخصص في العلوم السياسية– إلى أن هذه الأحزاب المعارضة بعضها يستقوي بالخارج لحصد مكاسب أكثر من النظام وابتزازه، فبعض رؤساء أحزاب تنتمي للتيار القومي والتيار الناصري ذهبت في وفد زار سوريا لتأييد بشار الأسد، هناك أيضا أحزاب ليبرالية مرتبطة بالغرب وبعضها قام بدبلوماسية شعبية للترويج للانقلاب في الخارج، وباقي تيار اليسار انفتح على روسيا بعد الانقلاب وهناك ما يسمى ب"أحزاب السبوبة" بالإمارات.
وشدد على أن توزيعة العلاقات الخفية لهذه الأحزاب مع المجتمع الخارجي تحتاج وقفة، والمقابل الذي تحصل عليه هذه الأحزاب متعدد، منها أن النظام الانقلابي ضعيف فيفتح لهذه الأحزاب مجال تأييد وحماية خارجية، وتمكن هذه العلاقات مع الخارج هذه الأحزاب من ممارسة ضغوط على السلطة لأن هذه الأحزاب تحتاج مساحة لحوار العسكر، ويعد حضورها الخارجي ضمانة لإدارة هذا الحوار وحصد مكاسب وهي عملية تدار بشناعة، فهذه الأحزاب تحصد مقابلا، في ظل نظام مبارك كان المقابل أن تعبر عن شبكة مصالح وتتواجد بالنظام السياسي بعلاقة مع الدولة، بعد أن أماتت السياسة أي بحالة موات تامة وحولتها لشئون خاصة عائلية مقدسة ومكدسة.
وتابع "ماهر" أما المقابل الذي تحصده هذه الأحزاب الكرتونية بعد تأييدها الانقلاب هو كما يرى الجميع الاقتراب من العسكر وشعورها بأن ذلك أمان ودفء، وهي بذلك لا تحمل قيمة فكرية ولا حقوقية، وهذه الأحزاب كانت جزءا من جبهة الإنقاذ التي انقلبت على الرئيس الشرعي ودعمت العسكر وتحالفت معهم مقابل أن تكون هذه الأحزاب النخبوية الفوقية بديلا سياسيًا للتيار الإسلامي وفي مقدمته جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة، الذي حاز الأكثرية عبر صندوق انتخابات نزيهة.
وأكمل أنه بسبب عجز هذه الأحزاب التابعة للنظام عن الوصول للسلطة بالصندوق انقلبوا على نتائجه ويوجدون الآن كواجهة ديكورية تنفذ الأوامر ولا تملك قرارًا أو دورًا فعليًا من أجل استمرار الحفاظ على مصالحهم، وهي مصالح مادية تتعلق بالبيزنس ومصالح اقتصادية ومصالح عائلات وصفقات، أي أنها تقوم بالدور نفسه أيام المخلوع مبارك وتتواصل فيه مع العسكر، ولا جديد في هذا الدور إلا أنها أصبحت تمارسه الآن بنوع من الفجور في النفاق السياسي، وكانوا معارضين لنظام مبارك، الآن دورهم التهليل للنظام الجديد، والمقابل في ظنهم أنهم سيكونون بديلا للإخوان وسيشكلون الحكومة ولهم أعضاء بالبرلمان وما وراء ذلك؟
ونبه "ماهر" إلى أن هذه الأحزاب الكرتونية ترى أن مصالحها دائما مع النظام المستبد، وكان نظام مبارك يستعملهم كغطاء يغطي استبداده وفساده السياسي والمالي، وبعد الثورة رفضت هذه الأحزاب فرصة ديمقراطية حقيقية، لأنهم وجدوا أن حالهم بالاستبداد مع مبارك أفضل لهم من حالهم مع الشعب بعد الثورة، فالحكم المستبد يمنحهم بعض حقوق ومصالح وامتيازات وتواجدًا ما، أما الديمقراطية وحكم الشعب وخياراته التي رفضتهم ولم تأت بهم للسلطة تسبب في تآكل جزء من مصالحهم.
وأشار إلى أن هناك أيضًا العامل الأيديولوجي؛ فأصحاب هذه الأحزاب يقبلون الاستبداد العلماني ويرفضون الديمقراطية إذا أتت بالإسلاميين، هم يريدون ديمقراطية بلا إسلاميين إن وجدت وإلا فالاستبداد أفضل لهم، وكشفت التجربة حقيقتهم؛ فقد كانوا يشتكون من نظام مبارك واستبداده وأنه السبب في جعلهم أحزابًا شكلية، ولكن بعد 3 سنوات بعد الثورة ظلت كما هي هامشية وشكلية ولم يتحولوا إلا لأحزاب خادمة ستنفجر من داخلها لأنها تشهد صراع أجيال، كما أنها تتحول لمجموعة منتفعين مخلصين للمنافع الخاصة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.