(إفي): لم تمر سوى أشهر قليلة حتى تحول ريال مدريد من بطل الدوري الإسباني لكرة القدم، الذي قضى أخيرا على سطوة غريمه برشلونة وسط فرحة غامرة، إلى فريق جريح ومحبط فقد بشكل شبه نهائي فرص الاحتفاظ باللقب ويعاني في دوري أبطال أوروبا وكأس الملك. شاهد ايضا * آس: رونالدو يرفض التجديد لريال مدريد * الصقر يتحدث مع مورينيو عن أوضاع الكرة المصرية وريال مدريد * ريال مدريد: لسنا مطالبين بكشف أسباب استبعاد كاسياس * مورينيو: خسارة ريال مدريد أفادت الصحافة كثيرا فخلال النصف الأول من عام 2012 نجح المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو في تحقيق أحد أهدافه، والمتمثل في إيقاف سيطرة أفضل فريق لبرشلونة في تاريخ كرة القدم الإسبانية، ليضيف اللقب إلى مسيرته الرياضية المليئة بالإنجازات مع دوريات أخرى. وتمكن مورينيو في سبيل تحقيق ذلك من تسجيل رقم قياسي جديد من حيث النقاط والأهداف في الليجا (100 نقطة و121 هدفا). ومحا التتويج بالليجا خيبة الأمل المدريدية بالخروج من الدور نصف النهائي ببطولة دوري الأبطال أمام بايرن ميونخ الألماني، حيث نجح الفريق البافاري من إنهاء حلم "اللقب العاشر" للملكي على ملعبه سانتياجو برنابيو. ومثّل لقب الليجا جائزة وانعكاسا للتطور الكبير في أداء الفريق، لينهي الموسم بفارق كبير (9 نقاط) عن برشلونة بقيادة مدربه التاريخي، جوزيب جوارديولا. وتواصلت الاحتفالات المدريدية بعدما حصد الفريق الملكي في 29 أغسطس/آب لقب كأس السوبر الإسباني أمام برشلونة بقيادة مدربه الجديد ومساعد جوارديولا السابق، تيتو فيلانوفا، بعد الخسارة ذهابا 2-3 والفوز إيابا 2-1. لكن وبعد أربعة أشهر فقط وقبل الوصول لمنتصف الموسم الجديد، تغيرت الأوضاع تماما داخل البيت الأبيض، بعد الانطلاقة المتواضعة والمحبطة للفريق في الليجا، ليحتل حاليا المركز الثالث بفارق سبع نقاط عن أتلتيكو مدريد الثاني وبفارق 16 نقطة عن برشلونة الأول، وأصبح استمرار مورينيو في مهب الريح خاصة بعد القرار المثير للجدل بإجلاسه الحارس الدولي وقائد الفريق إيكر كاسياس على دكة البدلاء خلال لقاء مالاجا الأخير له هذا العام. ورغم بقاء فرصه في كأس الملك أمام سيلتا فيجو بثمن النهائي رغم الخسارة ذهابا 1-2 واصطدامه في دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر يونايتد الانجليزي في نفس الدور، إلا ان توقعات نجاحه تبقى غير إيجابية. وبدأت السنة الثالثة من "حقبة مورينيو" بعواصف شديدة وزلازل داخلية بعدما أصبح لقب الليجا شبه ضائع قبل أعياد الميلاد، لكن المدرب البرتغالي أكد أنه لن يتقدم باستقالته من منصبه. واعترف المدرب عقب الخسارة الرابعة في الليجا أمام مالاجا أن "كرة القدم ليست لها ذاكرة، وتنسى حتى الألقاب التي فاز بها الفريق" مؤكدا انه سيرحل فقط إذا ما شعر أن اللاعبين لا يرغبون في بقائه. ولتبرير نكسات فريقه المتعددة، أشار مورينيو إلى سوء التوفيق الذي يلازمه، لكن أداء الفريق الحالي أصبح بعيدا عن ذلك الذي توج قبل أشهر بلقب الليجا، لتصل الأمور إلى ذروتها مع دعوة رئيس النادي فلورنتينو بيريز للهدوء، من أجل الهروب من الضغوط، لكن تبدو دعوته في واقع الأمر دليلا على التعقد الملحوظ في العلاقات بينهما في الحاضر والمتوقع استمراره في المستقبل. فقد خسر ريال مدريد في الليجا 18 نقطة حتى الآن، مقارنة ب14 نقطة تنازل عنها طوال الموسم الماضي، كما تأهل لثمن نهائي دوري أبطال أوروبا كثاني المجموعة خلف بروسيا دورتموند الألماني، في حين أصبح من الواجب الفوز بفارق كبير لتخطي عقبة سيلتا فيجو في ثمن نهائي كأس الملك. وأصبح ريال مدريد مجبرا على إعادة توحيد صفوفه عقب عطلة أعياد الميلاد، ومحاولة نيل مركز أفضل في الليجا بالصعود للوصافة، والتقدم في كأس الملك وكذلك الاحتفاظ برغبته الشديدة للتتويج باللقب العاشر في دوري الأبطال، الذي لايزال يمثل الهدف الأكبر له هذا الموسم.