وقف المشجع الأيرلندي رافعا رأسه ويديه إلى السماء هاتفا بنشيد تعود أصوله إلى 100 عاما، رغم الهزيمة المذلة أمام إسبانيا برباعية نظيفة. المباراة وصلت للدقائق الأخيرة والنتيجة تأخر أيرلندا برباعية واقتراب توديعها لللبطولة ومع ذلك تعلو أصوات الجماهير الأيرلندية يعلو ويعلو بنشيد “The Fields of Athenry” أو حقول أثينراي. النشيد الذي دفع الآلاف من الجماهير البولندية والإسبانية في المدرجات للتصفيق وأثار إعجاب الملايين عبر الشاشات حول العالم أعاد روح مدرجات كرة القدم الحقيقية ليورو 2012. فانتقادات واسعة طالت البطولة من عشاق كرة القدم الحقيقيين بسبب طغيان العلامات التجارية والدعاية والمظاهر على البطولة وهو ما انعكس على تناقل وسائل الإعلام لصور بنات المشجعات بشكل أكبر من المعتاد. ولكن هتافات وأهازيج جماهير أيرلندا أعادت الروح المفقودة لليورو ولفتت الأنظار إلى وقائع أخرى تجري في المدرجات وخارجها تعيد للبطولة الحماس والأجواء الحقيقية. استمع للنشيد من داخل المدرجات الجماهير الأيرلندية لم تكن وحدها التي استرجعت الأجواء الحماسية ولكن نظيرتها الكرواتية أشعلت المدرجات بالهتاف والشماريخ رغم الحظر. جماهير كرواتيا التي حضرت بكثافة إلى بولندا وأقامت كرنفالات جماهيرية رائعة في الشوارع ومناطق التشجيع رغم جنوحهم للشغب في بعض المواقف. العنف انتقل بشكل أقوى إلى المجموعة الأولى عندما قررت الجماهير الروسية تنظيم مسيرة تشجيعية "كورتيج" في شوارع بولندا قبل مواجهة أصحاب الأرض. المسيرة التي أمنتها قوات المن والشرطة بغزارة لم تعجب الجماهير البولندية بسبب سابق العداء بين البلدين وقررت مهاجمة نظيرتها الروسية مما أدى إلى اشتباكات عنيفة. وأسفرت الاشتباكات عن إصابة 28 شخصا بينما ألقت الشرطة القبض على أكثر من 100 بولندي، ولكن دون أن يسقط وفيات ليمر الأمر بسلام. المسيرة الجماهيرية "الكورتيج" شهدت مصادمات في بولندا بسبب الخلافات بين البلدين ولكن الأمر يختلف عندما تقوم به الجماهير السويدية في أوكرانيا. الجماهير السويدية نظمت أكبر مسيرة جماهيرية في شوارع أوكرانيا قبل لقاء منتخب بلادها مع إنجلترا، وتفوقت على نظيرتها الإنجليزية التي لم تحضر بكثافة حتى الآن في هذه البطولة. وهو ما كررته الجماهير الهولندية قبل مواجهة ألمانيا بتنظيم مسيرة جماهيرية "موسيقية" قبل مواجهة ألمانيا. الهولنديون المعروفون بلونهم البرتقالي المبهج وعشقهم للموسيقة نظموا المسيرة باستخدام حافلات تحمل مكبرات صوت لإذاعة الأغاني والأهازيج المشجعة لمنتخبهم في شوارع أوكرانيا. وبالعودة للمدرجات تقدم الجماهير التشيكية عروضا تشجيعية رائعة في البطولة، رغم نتائج فريقها غير الموفقة. مباراة التشيك واليونان شهدت منافسة جماهيرية قوية بين الفريقين ولكن هتافات التشيكيين تفوقت على نظيرتها من أبناء الإغريق.