"شعوب العالم تخرج للشوارع في حالتين، الأولى هو تغيير أو تأييد واقع سياسي، أو مباراة كرة قدم"، حسن المستكاوي، أو حازم المستكاوي كما أطلقت عليه صحيفة "ذا جارديان" البريطانية. الصحيفة الإنجليزية الشهيرة قامت بتغطية مباراة القمة الماضية ولكن بشكل مختلف عن السنوات الماضية، فكان هدفها الأساسي هو السياسة، ورؤية كل من جماهير الفريقين للآخر من منظور سياسي. وقال المستكاوي: "بعد ثورة 1952 تم إلغاء الأحزاب، فتحول الأهلي والزمالك إلى أكبر حزبين". سمير أحد مشجعي الأهلي يؤكد أن الرئيس المخلوع وزوجته وأبنائه كانوا يشجعون الزمالك، ويضيف "الزمالك كان هو الحكومة". ولكن محمد وهو أحد محبي الزمالك يرى أن الرئيس السابق كان يشجع الأهلي، بينما جمال كان محبا للإسماعيلي، فيما يعترف كريم وهو أحد أعضاء ألتراس الزمالك بكل أسف أن حسني مبارك كان يساند الزمالك. ويرى كريم أن شعبية الأهلي و"عناصره" كان تحميه، وأن هذه العناصر مازالت متواجدة حتى الآن على الرغم من "وجود كلام كثير عليها وفساد كثير" بحسب قوله. كريم طلب قبل الظهور في التقرير وضع تشويش على صورته حيث أن الأهم بالنسبة له هو الرمز وليس الشخص. ويضيف "الأمن كان يعلمنا جيدا، وكان يعلم من هو مشجع رياضي ومن هو السياسي". الجارديان لم تكتف بالحديث مع الجماهير فأختارت حنان الزيني وهي أحد أعضاء قسم التسويق في الأهلي، وأحمد حسام "ميدو" لاعب الزمالك للحديث عن الثورة والفريقين. الزيني بدأت حديثها بتفصيل عن بطولات الأهلي، قبل أن تؤكد أن جميع اللاعبين كانت لديهم حرية النزول مثل محمد أبو تريكة أو عدم النزول إلى ميدان التحرير. وقبل الحديث عن الثورة أكد ميدو أن مباراة الأهلي والزمالك هي الأهم للجميع، وأنها مثل ديربي أرسنال وتوتنام، ولكن في ملعب أكبر وجماهير أكثر حماسا. وانتقد ميدو الهجوم على من حاولوا مساندة النظام بسبب عدم فهمهم لما يحدث وللديمقراطية. وقال: "الثورة تعني الحرية، ولا يمكن الحكم على شخص بسبب رأيه، إذا ساندوا النظام لأنهم لم يفهموا الديقراطية فمن الصعب الحكم عليهم، أما لو ساندوه بعد أن طلب منهم ذلك، فهذا أمر محزن، وهذا هو ما شعر به الناس". ويتفق المستكاوي مع ميدو، حيث أن العديد من اللاعبين لم يكن يفهم أنها ثورة، وكانوا يعتقدون أن النظام قويا ولن يسقط. ويكمل "حسام وإبراهيم وحسن شحاتة ساندوا النظام في البداية، وهو ما جعل الشعب ينشئ القوائم السوداء للصحفيين والرياضيين والفنانين.. الناس لا تنسى من وقف مع الثورة ومن وقف ضدها". وحنان الزيني أكدت أن "مبادئ وأفكار النادي الأهلي لا تختلف مع الثورة، ولكن ما قد يختلف هو طريقة التنفيذ، هدفنا هو أن نظل الأفضل ونحقق الفوز، ونقل مبادئ الأهلي إلى المجتمع". واختتمت "ليس من المهم أن تكون بطلا، ولكن الأهم أن تبقى بطلا". ولكن رشاد – 102 عاما – وهو مشجع أهلاوي يرى أن المباراة هي مجرد مباراة بين فريقين، ولكن وسائل الإعلام هي التي حولتها إلى معركة، من يكسبها يكسب الحياة، ومن يخسرها يخسر الحياة. ويرى المستكاوي أن أكتوبر 73 كان حدث يمس الروح الوطنية للمصريين حتى جاءت ثورة 25 يناير، حيث أن الكرة كانت تعويض غياب المصريين عن السياسة، وهو ما أدى إلى اعتبار أن أي فريق ينتصر هو الوطن وهذا ما يختلف تماما عن الثورة. واختتم "منذ 30 عاما ومصر هي أهلي وزمالك، لكن الآن عندما يكون هناك استفتاء أو انتخابات ستكون لحظة وطنية، والجميع سيكون مصريين، سيكون هناك وطن، وهذه هي قيمة الثورة".