محمود فتح الله فشل كليبرو، حسام غالي بعيد عن لياقة المباريات، أحمد علي لا يملك إمكانيات مهاجم مباراة "إفريقية"، ثم جاءت التبديلات لتزيد الطين بله .. وحين يظهر الفريق بأكمله بعيدا عن حالته، فاللوم يلقى على الجهاز الفني. تعرض منتخب مصر لخسارة صادمة أمام النيجر بهدف نظيف، وذلك بعدما قدم الفراعنة عرضا هو الأضعف في تاريخ الفريق تحت قيادة المدير الفني حسن شحاتة. حمادة صدقي المدرب في الجهاز الفني للمنتخب أكد أنه وباقي الجالسين في مقاعد قيادة الفراعنة يتحملون المسؤولية. أما حسن المستكاوي الناقد الرياضي المخضرم، فقد منح معزة النيجر لقب بطل مباراة مصر التي انتهت بسقوط أبطال إفريقيا بهدف صادم. ماذا حدث في مباراة النيجر، وما الأسباب التي أدت لخسارة مصر النقطة الخامسة في التصفيات بعد جولتين فقط؟ التشكيل في ظل ابتعاد عصام الحضري عن التركيز في مباريات الزمالك، لم يكن السد العالي في أفضل حالاته أمام النيجر.
وبرغم أنه لا يتحمل النسبة الأكبر من المسؤولية في هدف النيجر، إلا أن الحارس الأول في إفريقيا لم يعد نفس السد الذي يستطيع صد مالا يمكن صده. وبالانتقال إلى خط الدفاع، فإن اختيار محمود فتح الله لشغل دور الليبرو بعد قرار العودة لطريقة 3-5-2 يفتح العديد من الأسئلة. لماذا لم يتم الاستعانة بهاني سعيد في المركز المحبب له، خاصة وأن لاعب الزمالك أخيرا أصبح يلعب بشكل أساسي في الفريق الأبيض؟ فتح الله لم يمنح دفاع مصر أي نوع من التغطية، ولم يساعد وائل جمعة وشريف عبد الفضيل في الرقابة الفردية على مهاجمي النيجر. أما خط الوسط، فإن مشاركة حسام غالي عادت بالسلب على منتخب مصر حتى خرج مستبدلا بين شوطي اللقاء بسبب الإصابة. غالي لم يشارك بصفة منتظمة في مباريات الأهلي الأخيرة مع إيقافه إفريقيا، وظهرت لياقته البدنية بعيدة عما يحتاجه الفراعنة في لقاء النيجر. قرار الدفع بفتح الله في مركز الليبرو كان الأكثر تأثيرا على المستوى الدفاعي، أما الصعيد الهجومي فإن أحمد علي تكفل بإفساده.
ففي ظل اعتماد مصر على كرات طولية سواء بسبب أرضية الملعب أو وجود محمد أبو تريكة فقط من اللاعبين القادرين على الابتكار والتمرير، لم يكن وجود علي مفيدا. علي يتميز بالضغط على الخصم والطاقة الكبيرة التي يبذلها في الملعب، لكنه لا يجيد استلام الكرات العالية مثل عمرو زكي أو المراوغة وفتح المساحات مثل أحمد عيد. التغييرات التغييرات أيضا لم تمنح منتخب مصر جديدا في المباراة، باستثناء خروج حسام غالي الذي أصيب قبل نهاية الشوط الأول. دفع المعلم بوليد سليمان وأحمد حسن مكي ومحمد فضل، الأول قدم عرضا طيبا لكنه افتقد للترابط مع رفاقه. فضل كان يترك منطقة الجزاء للهروب من الرقابة فلا يتصرف جيدا بالكرة، أو يتمركز في منطقة الجزاء فلا يترجم بشكل سليم الفرص التي يصنعها له زكي أو سليمان. أما أحمد حسن مكي فلم يتسبب وجوده إلا في دفع الجمهور للتساؤل .. "لماذا استبعد شحاتة المهاجم المتميز أحمد عيد من قائمة المباراة برغم أنه سافر مع الفريق للنيجر؟". هذه الأسئلة وغيرها فشل حسن المستكاوي في الإجابة عنها، واكتفى فقط باختيار المعزة كأفضل لاعب في المباراة، وFilGoal.com يشاركه الرأي.